رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. "البيزنطية" تحتفل بذكرى يوانيكيوس والشهيدَين أسقف ميرا وهرماوس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية، اليوم السبت، بذكرى يوانيكيوس الكبير الذي نسك في جبل أولمبوس، والقدّيس يوانيكيوس الكبير ولد في بيثينية سنة 754. خدم في الجيوش الامبراطورية، ثم انقطع للعبادة على جبل اولمبوس سنة 795، وتوفي سنة 846 طاعناً في السن، في عهد البطريرك القدّيس مثوذيوس. وكان قد تنبّـأ عن تبوّئه السدّة البطريركية.

كما تحتفل الكنيسة أيضًا بذكرى القدّيسَين الشهيدَين في الكهنة نيكنذروس أسقف ميرا وهرماوس الكاهن، وهما من تلاميذ الرسل. وقد جاهدا عن الإيمان حتى الدم، في اوائل القرن الثاني.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن منذ وصولي إلى هنا، لم أتوقف عن التجوال في القرى بنشاط وأنا أعمَّد جميع الأطفال غير المُعَمَّدين بعد ... أما بالنسبة للأطفال، فكانوا يمنعونني من تلاوة الفرض الإلهي ومن الطعام والرَّاحة طالما لم أعلمهم صلاة. وهكذا بدأت أفهم كيف أن "لِأَمثالِ هؤلاءِ مَلَكوتُ الله". وبما أنَّه ليس بإمكاني أن أرفض طلبًا ورعًا إلى هذا الحدّ دون أن أقع في المعصية، كنت أنطلق من إعلان ايماني بالآب والابن والرُّوح القدس، ثمَّ أعلمهم قانون ايمان الرُّسل وصلاة الأبانا والسلام عليك يا مريم. ولاحظت أنهم موهوبين جدًا إذا توفر لديهم شخصًا يُنشئهم على الإيمان المسيحيّ، وأنا متأكد من أنَّهم سيصبحون مسيحيين جيّدين جدًا.

في هذا البلد هنالك الكثير من غير المسيحيِّين لأنه ليس عندهم اليوم من يساعدهم ليصبحوا مسيحيِّين. غالبًا ما كانت تراودني فكرة التجوّل في جميع جامعات أوروبا، انطلاقًا من باريس، لكي أصرخ في كل مكان بطريقة مجنونة وأحث أولئك الذين يتعلقون بالعقائد أكثر من المحبَّة، قائلا لهم: "وأسفاه، لأن هنالك عددًا كبيرًا من النفوس البعيدة عن السماء، والغارقة في الجحيم بسببكم!".

فكما يُكَرِّسون أنفسهم لدراسة الآداب، يا ليتهم يُكَرِّسونها أيضًا لهذه المهمّة التبشيريّة كي يستطيعوا أن يُقَدّمِوا لله حسابًا عمّا فعلوه في إيمانهم وفي المواهب التي أودعهم إياها! كثيرين من الذين يصدمهم هذا التساؤل يتمرنون من خلال التأمل في الأمور الإلهيّة على الإصغاء لما يريد الرب أن يقوله من خلا لهم. فيتخلوّن عن طموحاتهم ومشاغلهم الإنسانية، ويقدمون ذواتهم بكليّتها وبطريقة نهائية لإرادة الله ومشيئته. نعم، إنهم يصرخون من أعماق قلوبهم: " لَبَّيكَ، يا رَبّ... ماذا تريدني أن أَعمَل؟"أرسلني حيث تشاء، وإلى أيّ مكان حتى إلى بلاد الهند.