رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في احتفالات اليوم.. "المارونية": من يحفر الهوة يلقي بنفسه فيها

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بحلول السبت من الأسبوع السابع بعد عيد الصليب، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن قال الربّ يسوع: "أَنا الكَرمَةُ الحَقّ"... نحفر خنادق حول هذه الكرمة، أي إنّنا نحفر أفخاخًا بالمكر. عندما نتواطأ لإيقاع أحدهم في فخّ، نكون وكأننا نحفر هوّة أمامه.  لذلك هو يشكو من هذا الأمر قائلاً: "نَصَبوا شِباكًا لِخَطَواتي فرَزَحَت نَفسي. حَفَروا أَمامي هوةً... هنا مثَال عن هذه الأفخاخ: "فأَتى الكَتَبةُ والفِرِّيسيُّونَ بِامرَأَةٍ أُخِذَت في زنًى" إلى الربّ يسوع، وقالوا له: "قد أَوصانا مُوسى في الشَّريعةِ بِرَجْمِ أَمثالِها، فأَنتَ ماذا تقول؟" ... وفي مكان آخر: "أَيحِلُّ دَفعُ الجِزيَةِ إِلى قَيصَر أَم لا ؟".

من يحفر الهوة يلقي بنفسه فيها

غير أنّهم اكتشفوا أنّ هذه الحيل لا تضرّ بالكرمة؛ على العكس، بحفر هذه الهوّات، وقعوا فيها بأنفسهم ... لذا، استمرّوا بالحفر: فلم يكتفوا بثقب يديه ورجليهإنّما طعنوا جنبه بحربة وكشفوا عن داخل هذا القلب الكليّ القداسة، الذي كان قد جرح بحربة المحبّة. في نشيد الأناشيد، قال العريس: "قد خَلَبتِ قَلْبي يا أُختْيَ العَروس". 

أيّها الربّ يسوع، لقد جُرِحَ قلبك بالمحبّة من قبل عروسك، أختك. فلماذا كان يجب على أعدائك أن يجرحوه بعد؟ ماذا تفعلون، أيّها الأعداء؟... ألا تعرفون أنّ قلب الربّ يسوع، الذي سبق أن طُعِنَ، قد ماتَ، وفُتِحَ، ولا يمكن أن يصيبه ألم آخر؟ قلب العريس، الربّ يسوع، قد تلقّى جرح المحبّة وموت المحبّة. أيّ موت آخر يمكن أن يصيبه؟... الشهداء كذلك كانوا يضحكون عندما يُهَدّدون، ويفرحون عندما يُضْرَبون، وينتصرون عندما يُقتَلون. لماذا؟ لأنّهم ماتوا قبلاً بالمحبّة في قلوبهم، ماتوا عن الخطيئة وعن العالم.

لقد جُرِحَ قلب الربّ يسوع إذًا ومات من أجلنا...؛ فقد انتصر الموت الجسدي لفترة، لكن لِيُهزَم إلى الأبد. لقد بُدِّدَ عندما قام الربّ يسوع من بين الأموات، إذ بعد ذلك "لن يكون للموت عليه من سلطان".