رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بتذكار القدّيس البارّ في الشهداء أندراوس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بتذكار القدّيس البارّ في الشهداء أندراوس الذي من كريت، وولد القدّيس اندراوس في جزيرة كريت، واعتنق فيها الحالة الرهبانيّة. جاء القسطنطينيّة في عهد الملوك محاربي الأيقونات. ومات لأجل الايمان القويم في عهد الامبراطور قسطنطين كوبرنيموس سنة 767. وقد ألقيت جثّته المكرّمة في محلة كريسّي، حيث كان يُدفن المجرمون.

العظة الاحتفالية 

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يا ربّ، فَلْيُساعِدْنا صَلبُكَ وقيامتُك على مواجهة صراعات الحياة اليوميّة وعلى اجتياز قلق الموت، لكي نحيا مِلئًا أكبر وأكثر إبداعًا. لقد قَبِلتَ بتواضع وصبر فشل الحياة الإنسانيّة، كآلام صَلبِك. ساعدنا على قبول الآلام والصراعات الّتي يحملُها إلينا كلُّ يوم، كأنّها فُرَص لِننموَ ونُشبهك أكثر. 
اجعلنا قادرين على مواجهتها بصبر وشجاعة، مع الثقة الكاملة بحمايتك. اجعلنا نفهم أنّنا لن نَبلُغَ ملءَ الحياة إلاّ بموت مستمرّ عن ذاتنا وعن رغباتنا الأنانيّة، لأنّنا فقط عندما نموت معك، يمكننا أن نقوم معك.
"ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم، فابنُ الإِنسانِ يُسلَمُ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبة، فيَحكُمونَ عليه بِالموت ويُسلِمونَه إِلى الوَثنيِّين، لِيَسخَروا مِنهُ ويَجلدِوهُ ويَصلِبوه، وفي اليومِ الثَّالثِ يَقوم" أعلن الرّب يسوع المسيح بقوله هذا إلى تلاميذه ما كان يتوافق مع نبوءات الأنبياء لأنّهم كانوا قد تنبّأوا بموته الذي كان سيحصل في أورشليم... نحن نفهم لماذا كان على كلمة الله أن يعاني آلام الجلجلة، هو الذي ما كان يمكن أن يتألّم بطريقة أخرى؛ لأنّ الإنسان ما كان ليخلص بغير هذا السبيل. هو وحده عرف ذلك، ومَن كشف لهم عن ذلك. والحقيقة أنّه عرف كلّ ما يأتي من الآب؛ إذ إن "الرُّوحَ يَفحَصُ عن كُلِّ شَيء حتَّى عن أَعماقِ الله 
"أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه؟" لقد كان من المستحيل ألاّ تحدث الآلام، كما أكّد الرّب يسوع بنفسه عندما سمّى التّلميذين "قَليلَيِ الفَهمِ وبطيئَيِ القَلْبِ عن الإِيمانِ بِكُلِّ ما تَكَلَّمَ بِه الأَنبِياء"، كونهما لم يعرفا بأنّ "على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه". والحقيقة أنّه أتى ليخلّص شعبه، وتخلّى "عمّا كانَ له مِنَ المَجدِ عِندَ الآبِ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم" هذا الخلاص كان الكمال الذي يجب أن يتمّ بالآلام، والذي سيُمنح لخاق حياتنا، وفق تعاليم القدّيس بولس: "كانَ يَحسُنُ به أَن يَجعَلَ مُبدِئَ خَلاصِهم مُكَمَّلاً بِالآلام" 
نرى كيف أنّ مجد الابن الوحيد، الذي حُجب عنه خلال فترة وجيزة لصالحنا، أعيد له على الصليب في الجسد الذي أخذه. نقل القدّيس يوحنّا في إنجيله عن الرّب يسوع قوله: "مَن آمنَ بي... ستَجْري مِن جَوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ وأَرادَ بِقَولِه الرُّوحَ الَّذي سيَنالُه المؤمِنونَ بِه، فلَم يكُنْ هُناكَ بَعدُ مِن رُوح، لأَنَّ يسوعَ لم يَكُنْ قد مُجِّد ما سمّاه مجده هو موته على الصليب. لذلك، عندما كان يصلّي قبل أن يوضع على الصليب، طلب الربّ يسوع من الآب أن يعطيه "ما كانَ له مِنَ المَجدِ عِندَ الآبِ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم".