رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد طوسون: لا أؤمن بوجود "منفستو" للكتابة للجوائز (حوار)

طوسون وجائزة كتارا
طوسون وجائزة كتارا

فاز الكاتب أحمد طوسون بجائزتين في أقل من شهر واحد، وهما جائزة روايات مصرية للجيب عن مجموعته القصصية "عصافير الرغبة"، وفاز بجائزة كتارا عن روايته "بائع المناديل"، وهي رواية لليافعين، “الدستور” التقت أحمد طوسون وكان هذا الحوار.

 

فزت بجائزة كتارا وجائزة روايات مصرية للجيب في شهر واحد عن رواية ومجموعة قصصية.. كيف ترى كل منهما؟

كل جائزة في حياة الكاتب تمثل إضافة ما، أنا أراها بمثابة شهادة اعتراف بنجاح الكاتب في الوصول إلى شريحة جديدة من القراء متمثلة في لجنة التحكيم التي اختارت عمله دون سائر الأعمال المتنافسة، فأهم ما يسعى إليه الكاتب الوصول إلى قرائه، ولجان التحكيم تمثل شريحة من هؤلاء القراء المفترضين.. لذا تأتي أهمية الجائزة ليس فقط من قيمتها المادية وهي مهمة بالطبع ولكن تكتسب أهميتها أيضا من طريقة ونزاهة اختيار لجان تحكيمها، وكنت محظوظا إذ فازت روايتي للفتيان (بائع المناديل) بجائزة كبيرة ترسخ اسمها عبر دوراتها التسع السابقة كواحدة من أهم الجوائز التي تخصص للرواية كجائزة كتارا للرواية وما اشتهر عن الجائزة من نزاهة ومصداقية اكتسبتها عبر دوراتها المختلفة، كما كنت محظوظا أن نلت جائزة روايات مصرية للجيب في القصة القصيرة عن مجموعتي القصصية للكبار (عصافير الرغبة) نظرا للشريحة الكبيرة من القراء الذين يتابعون إصدارات المؤسسة العربية الحديثة وروايات مصرية للجيب والأسماء الكبيرة التي تشكلت منها لجنة تحكيم فرع القصة القصيرة والتي كانت على قدر كبير جدا من النزاهة.. وفي الحالتين ستقوم كل مؤسسة بطباعة العمل الفائز. 

طوسون وجائزة روايات مصرية للجيب

ما هي أهمية الجوائز بالنسبة للمبدع؟

تختلف حسب موعد حصول المبدع عليها، وحسب اسم الجائزة وقيمتها المادية والمعنوية، ففي بدايات الكاتب تكون بمثابة اعتراف بشرعية ما يكتب وبخاصة في ظل غياب النقد عن متابعة الأعمال الإبداعية والقيام بدوره في الفرز ولفت الانتباه نحو الأقلام المتميزة والأسماء الجديدة، وأحيانا تعمل على ترسيخ اسم الكاتب ولفت الاهتمام إلى أعماله، وفي كل الأحوال تسلط الضوء على العمل الفائز فيلتفت إليه الكتاب والنقاد ويزداد إقبال القراء عليه.

يلقبونك بصائد الجوائز.. هل هناك فعلًا كتابة تصلح لجوائز بعينها وأخرى لا تصلح؟

أنا استهدف بالأساس الكتابة وفق مفهومي وذائقتي ووعي للوصول إلى القراء، فإذا صادفت كتاباتي هوى لجان التحكيم سأكون سعيدا، وإن لم تحظ بالجائزة فأنا أيضا سعيد بما أكتب، ولا أؤمن بوجود منفستو للكتابة للجوائز وإلا أتبعه الكافة.. الفن قائم على التجريب والمحاولة للوصول إلى وجدان الجمهور وطرح الأسئلة وأثارتها وتحريك الجمود والتيبس عن سطح النهر، وهو في النهاية يخضع للذائقة التي تختلف من شخص إلى آخر، واعتقادي إن اختلفت أسماء لجنة تحكيم عن أخرى، ستختلف حتما النتائج.

فمقولة إن هناك كتابة تصلح للجوائز مقولة فاسدة، والصحيح أن كل إبداع جيد وحقيقي ومتجاوز له فرصة الحصول على جائزة في يوم ما.

أحمد طوسون

هناك جوائز مصرية وأخرى عربية.. هل ترى أننا فى حاجة لجوائز أخرى لتشجيع الكتاب؟

أعتقد أن الكاتب العربي هو الطرف الأضعف في منظومة النشر، ولا يحقق مكاسب تذكر، فتقدم الجائزة بعض التعويض المادي بخلاف الجانب المعنوي، لذا أعتقد أننا في حاجة إلى المزيد من الجوائز في كل أفرع الإبداع وبخاصة في الأنواع الأدبية التي لا تحظى بالاهتمام الكافي، فكلنا نرى توجه الكثير من الكتاب إلى كتابة الرواية نظرا لأن أغلب الجوائز الكبيرة تخصص لها مما أدى إلى توجه كثير من الشعراء مثلا إلى كتابة الرواية، ولعلنا نلحظ الأثر الإيجابي لتخصيص جائزة كتارا فرعا لرواية الفتيان ضمن جوائزها مما أدى إلى ازدهار الكتابة للفتيان وتضاعف أعداد من يكتبون في هذا النوع الأدبي.. وهكذا.

كيف ترى ظروف النشر فى مصر فى الفترة الحالية؟

هناك ازدهار لا شك في حركة النشر رغم ارتفاع سعر الورق، وبالتالي ارتفاع سعر الكتاب، لكن يظل الكاتب هو أضعف ما في المنظومة، حيث لا توجد أرقام حقيقية عن عدد نسخ الطبعة الواحدة أو أرقام توزيع الكتاب وباستثناء عدد من دور النشر الكبيرة كثير من الدور لا تلتزم بعقودها وحتى إن التزمت فكثير من العقود المحررة تكون أشبه بعقود الاذعان لا تعطي الكاتب نصيبه العادل وأغلب الأرباح تذهب إلى الناشرين. 

في النهاية ما هو عملك المقبل؟

أنتظر بعض الإصدارات ربما تصدر خلال معرض القاهرة الدولي في يناير القادم في مجال أدب الأطفال وروايات اليافعين والمجموعة القصصية الفائزة بجائزة روايات مصرية للجيب، بينما أشتغل حاليا على مشروع رواية جديدة للكبار وأخرى لليافعين.