رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منذ 1948.. كيف احتلت القضية الفلسطينية اهتمام القيادات المصرية؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

احتلت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى منذ عام 1948 الاهتمام الأكبر من جميع الزعماء المصريين خاصة بعد الجلاء البريطاني عن مصر، إلا أن كل رئيس تعامل معها بطريقة مختلفة، وفي السطور التالية نتناول أوجه اهتمام صانع القرار السياسي المصري بالقضية الفلسطينية منذ 1948 حتى اليوم على النحو التالي:

الملك فاروق وحرب 1948

في 28 مايو 1946 اجتمع ملوك ورؤساء وممثلو 7 دول عربية في "أنشاص"  للتباحث في قضية فلسطين ومواجهة هجرة اليهود للأراضي الفلسطينية، وفقًا لميثاق جامعة الدول العربية والذى ينص على وجوب الدفاع عن الدول العربية فى حال وقوع اعتداء، عليها وقرر المجتمعون التمسك بالاستقلال لفلسطين التى كانت قضيتها هى القضية المحورية فى جميع المؤتمرات.

كما أعلن الملك فاروق عن مشاركة الجيش المصري في حرب 1948، حيث أدرك أن الرأي العام المصري والعربي لديه رغبة في الإسهام في عملية إنقاذ فلسطين ومواجهة خصومه السياسيين في ذلك الحين وهما حزب مصر الفتاة وجماعة الإخوان المسلمين.

الرئيس عبدالناصر

وضع جمال عبدالناصر القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماته لذا كانت دعوته لعقد مؤتمر الخرطوم الذي رفع فيه شعار «لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض» مع إسرائيل، والذي سمى بمؤتمر «اللاءات الثلاث»، كما  كان  لمصر بقيادة عبدالناصر دور كبير في توحيد الصف الفلسطيني من خلال اقتراح إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، كما ساندت مصر في القمة العربية الثانية التي عقدت في اسكندرية يوم الخامس من سبتمبر 1964  قرار المنظمة بإنشاء جيش للتحرير الفلسطيني، وفي عام 1969، أشرف عبد الناصر على توقيع اتفاقية «القاهرة» تدعيمًا للثورة الفلسطينية، واستمر دفاعه عن القضية إلى أن توفى عام 1970

 السادات وشعار النصر والسلام

كانت نظرة الرئيس الراحل أنور السادات ثاقبة في تقدير العلاقات العربية مع اسرائيل، لذا أطلق عليه بطل الحرب والسلام بين المثقفين المصريين حيث خاضت مصر حرب أكتوبر بقيادته والتي توّجت بالنصر فرفع شعار «النصر والسلام»، ولا يمكن أن نتجاهل مطالبات السادات بحقوق الشعب الفلسطيني خلال خطابه الشهير في الكنيست الإسرائيلي مطالبا بالعودة إلى حدود ما قبل 1967، خلال مؤتمر القمة العربي السابع الذي عقد 29نوفمبر 1973 في الجزائر حيث أقرا المؤتمر شرطين للسلام مع إسرائيل هما انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس.

وفي أكتوبر عام 1975 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراها رقم (3375) بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك في جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناءً على طلب تقدمت به مصر وقتها نتيجة إعلان مصر والدول العربية  أكتوبر 1974 على مناصرة حق الشعب الفلسطيني في إقامة السلطة الوطنية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية؛ وكان آخر جهود السادات هو ما بادر به بدعوة الفلسطينيين والإسرائيليين للاعتراف المتبادل.

الرئيس مبارك 

خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك التي امتدت تقريبا 30 عاما شهدت القضية الفلسطينية تطورات كثيرة وحادة ونتيجة ذلك تطورت مواقف وأدوار مصر لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة الملتهبة من حدود مصر الشرقية، وكانت البداية مع سحب السفير المصري من إسرائيل بعد وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا 1982.

وفي عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام حيث تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقًا لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الإسرائيلي.

وفي سبتمبر عام 1993 شارك الرئيس الأسبق مبارك في توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي، وفي 2003 أيدت مصر وثيقة «جنيف» بين الإسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع في المنطقة.

الرئيس السيسي ووعده للشعب الفلسطيني

وفي عام 2010 عندما تجدد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة رفضت القيادة المصرية فتح معبر رفح مؤكدة أنه لن يسمح بتحقيق المصالحة على حساب البلاد، واستمر عطاء مصر حتى مجىء الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وعد الشعب الفلسطيني بالوقوف بجانبه، بعدما تعرضت غزة مؤخرًا لحرب.

وبعد تولي الرئيس السيسي ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلًا عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني

وفي حرب مصر ضد الإرهاب والأزمات العالمية التي تمرّ بها البلاد حول العالم، يظلّ موقف مصر واضح تمامًا تجاه القضية الفلسطينية، حيثُ توعّد الرئيس عبدالفتاح السيسي بصون الأراضي الفلسطينية والوقوف بجانب شعبها، وجاء ذلك خلال لقاءاته مع المسؤليين الفلسطينيين وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس، خاصة أثناء كلمته بمحافظة أسيوط خلال افتتاح أحد المشروعات في مايو 2016 على عدة محاور هي:

  • مصر ستواصل مساعيها الدؤوبة من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
  • التوصل لتسوية عادلة وشاملة من شأنه أن يدعم استقرار المنطقة ويساهم في الحد من الاضطراب الذي يشهده الشرق الأوسط،
  • ضرورة الحفاظ على الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
  • تدعم الفلسطينيين في خطواتهم المقبلة سواء بالمشاركة في تنفيذ المبادرة الفرنسية، أو الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي.