رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير دولي: مصر قادرة على قيادة المفاوضات لإعادة الهدوء إلى غزة

العدوان الاسرائيل
العدوان الاسرائيل على غزة

قالت سانام فاكيل مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لمركز تشاتام هاوس البحثي ومقره المملكة المتحدة، إن حل الصراع الحالي في غزة يتطلب من الدول الأوروبية التعاون مع مصر بسبب دور القاهرة التاريخي في تهدئة الأوضاع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

استمرار التصعيد في غزة 

وقالت الشبكة إنه بعد هجوم حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي، يبدو أن الصراع في المنطقة يتصاعد، حيث قالت القوات الجوية الإسرائيلية هذا الأسبوع إنها أسقطت 6000 قنبلة على قطاع غزة، الذي يبلغ طوله ما يزيد قليلاً عن 40 كيلومترًا، وهو أحد أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في العالم.

وبسبب الغارات الجوية المكثفة هناك الآن أكثر من 1500 شهيدا في غزة، كما فرضت إسرائيل أيضًا حصارًا على حوالي 2.2 مليون نسمة من سكان غزة.

مصر تقود المفاوضات لإعادة الهدوء لغزة

وقالت سانام فاكيل إن "هناك مخاوف واضحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط من أن المنطقة سوف تغرق في حرب أوسع نطاقًا، واقترحت أن الحرب يمكن أن تجذب الفلسطينيين إلى أماكن أخرى في إسرائيل، والأردن ومصر المجاورة ولبنان وحتى إيران. 

وأضافت: "تخشى دول الخليج العربي أيضًا من تأثر أمنها الداخلي بالعنف المتتالي". 

وسبق وقالت الولايات المتحدة والدول الأوروبية وروسيا والصين إنها ستكون حريصة على المساعدة، ومع ذلك، ترى فاكيل أن دول الشرق الأوسط هي التي يجب أن تأخذ زمام المبادرة وأن الدول الأوروبية التي تعمل على تقديم المساعدة عليها التعاون مع مصر. 

وتابع فاكيل: "قال الصينيون بأنفسهم إنهم سيكونون على استعداد للمساعدة، ولكن للقيام بذلك، فقد اعترفوا بالفعل أنهم سيحتاجون إلى العمل مع مصر".

وقالت الباحثة إنَّ مصر منخرطة في الصراع العربي الإسرائيلي بسبب الحدود الجغرافية، لاسيما أنَّ معبر رفح هو المنفذ البري الوحيد أمام غزة.

وفي هذا الأسبوع، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأشارت وزارة الخارجية المصرية إلى أنَّ معبر رفح الحدودي مع غزة قد فُتِحَ مرة أخرى بعد أن قصفته إسرائيل في وقت سابق من الأسبوع.

وقالت منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة والصليب الأحمر جميعها إنها على أهبة الاستعداد للمساعدة في حالة إنشاء ممر للمساعدات الإنسانية.

وأشار وزير الخارجية سامح شكري في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أنَّ "مصر كانت حريصة على فتح معبر رفح لتقديم المساعدات الإنسانية والغذاء والدواء، لكن عدم الاستقرار واتساع الصراع يؤدي إلى المزيد من الصعوبات والمزيد من اللاجئين".

ويتماشى هذا الموقف مع الموقف التاريخي لمصر بشأن الصراع، والذي يقول إنه يجب على الفلسطينيين والإسرائيليين حل الأمور بأنفسهم، وأنَّه لا ينبغي إجبار الفلسطينيين على التهجير والتخلي عن منازلهم.

الأردن يدخل بصفة مراقب إنساني

وقالت الباحثة إنه يمكن أيضاً أن تتدخل الأردن لتهدئة الأوضاع، وخاصةً أن لها تاريخًا طويلاً كمحور في هذا المجال، ومنذ عام 1994، وكجزء من اتفاق السلام الأردني الإسرائيلي، كانت العائلة المالكة الأردنية هي الوصيَّة على بعض المواقع الإسلامية والمسيحية الأكثر قدسية في القدس.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في افتتاح الجلسة الجديدة للبرلمان الأردني، إنه لا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون “أساس حل الدولتين”.

وأشار التقرير إلى أن حل الدولتين يعني أن إسرائيل وفلسطين تصبحان دولتين متجاورتين منفصلتين. وعلى الرغم من حقيقة أن العديد من السياسيين يشير إلى هذا كحل محتمل، إلا أن معظم الخبراء يقرون بأن حل الدولتين لم يكن قابلاً للتطبيق منذ سنوات حتى الآن.

وتتمتع الأردن بعلاقة جيدة مع الولايات المتحدة، وقال العاهل الأردني إنه سيتحدث مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عندما يزور الأردن هذا الأسبوع، كما أجرى الملك اتصالات مع زعماء الاتحاد الأوروبي والعرب الآخرين، وكان الأردن من أوائل الدول التي أرسلت طائرة محملة بالمساعدات إلى غزة، وتبرع هذا الأسبوع بمبلغ 4.3 مليون دولار لجهود الأمم المتحدة في غزة.