رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كمال رحيم يكشف فى آخر حواراته السر وراء كتابة "ثلاثية اليهود"

كمال رحيم
كمال رحيم

أجرت مجلة عالم الكتاب آخر حوار للكاتب الراحل كمال رحيم، في شهر ديسمبر الماضي، وأجرت الحوار الصحفية هانم الشربيني.

وقالت الشربيني في مقدمة الحوار:" كمال رحيم، حالة إبداعية خاصة، يمتلك لغة خاصة وقضايا خاصة يناقشها خارج المعتاد والمألوف وعبر لغة تكشف كمائن النفوس، لغة هادئة استطاعت البوح بما خلف الإنسان، لغة تغير مشاهد الصورة النمطية، تخدش المفاهيم العامة والسطحية وتركز على الباطن وغير المعلوم فى علاقة الإنسان بنفسه ومع من حوله، ويتقدم ممسكا بمشرط  الجراح كاشفا عن مفاهيم الوطن والحب والحرب والهوية، كاشفا عن قضايا الأرض التى تتسع لقيم الإختلاف، هو يؤكد دائما أن تجربته الروائية همها البحث عن الإنسان المعاصر، ففي بورسعيد 68 تعانق المكان والزمان، لتحيا بورسعيد بتفاصيلها من شوارع، ومقاهي وبحر، وميناء  مع زمان تالٍ لزمن النكسة، وهو عام 1968، بما فيه من حالة سائدة من حرب الاستنزاف، وروح الاستشهاد، لترصد الرواية أحوال الناس كيف تكون أثناء الحرب وبعدها، كيف تغير الحروب الناس، في زمن ممتد بين حرب الاستنزاف 1967 وما بعدها، وفى ثلاثية اليهود بحث عن علاقة اليهودي بالوطن، حيث تدور جزءها الأول "قلوب منهكة – المسلم اليهودي "، في بدايات القرن العشرين حول عائلة يهودية تزوجت ابنتها من مسلم توفي كفدائي بعد حرب 56  ليترك لها طفلًا، فتولت العائلة إعالته وتربيته، وفى قهوة حبشى وهى الرواية التى تدور أحداثها في إحدى القرى من الريف المصري وفيها غاص ليشرح دواخل الشخصيات ليتعامل مع شخصياته بكل جوارحها مقدما باطنها الداخلي، عارضا تقاليد القرية في المصائب والبلايا التي تحل بها، وقد أجاد في تناول الشخصيات المسحوقة والمهمشة الذين ينتمون إلى الطبقة الأدنى، وفى روايته "أيام لاتنسى " كشف عن الطبقة العليا فى الريف العمد والمشايخ وكيف يفكرون وآمالهم وطموحاتهم.

 تدور رواية "أيام لا تنسى" فى الريف من خلال صوت الراوى، وهو حفيد أحد هؤلاء العمد، الذى يقص ما كان يقع أمامه فى هذا الزمن ويثير دهشته، من هالة التقديس التي أحاطت بجده العمدة، وحكايات النسوة عنه وعما يقع فى القرية من أحداث، وخلافات هذا الجد مع شقيقه الشيخ عبد اللطيف العالم الأزهرى فالت الزمام، إضافة إلى تجاسر العمدة على الحكومة وتحديه لها عندما أقصته عن العمدية بعد ثورة 1952، وصدمة الراوى ذاته وذهوله عند موت جدته وهو طفل صغير، جدته التى ماتت أمام عينيه وهو لم يكن يعرف وقتها ما هو الموت، ولم يكن سمع بهذه الكلمة من قبل، هكذا هى شخوص كمال رحيم فى كل أعماله  نماذج بشرية حية ففي روايته "أيام لا تنسى" نشاهد الأب السلبي المسالم، الأم قوية الشخصية، أعمام لئام يخططون للانقضاض على ميراث أبيهم وهو لا يزال على قيد الحياة، والمؤامرات والألاعيب التي تحاك من وراء ظهر الجد وعن ذلك يقول الكاتب كمال رحيم: همى فى كل أعمالي الروائية هو الإنشغال بباطن الشخصيات وآمالهم وأحلامهم.

كمال رحيم حصل على العديد من الجوائز من أشهرها: جائزة نادى القصة أربعة مرات على قصصه القصيرة؛ مرتين فى عام 1996م، ومرة فى عام 1997م، ومرة أخيرة عام 1998م، وجائزة الدولة التشجيعية عام 2005م عن روايته المسلم اليهودي «قلوب مُنهمكة»، وجائزة الدولة التشجيعية عام 2009م، عن روايته «أيام الشتات» الجزء الثاني من ثلاثيته، وأخيرا حصد جائزة الدولة التقديرية وهو يرى أن جوائز الدولة يكون لها طبيعة خاصة، فمهما جاء التكريم من جهات أخرى أو بلاد خارجية، يظل تكريم الوطن شيئا آخر، والشعور الحقيقي بالفرح والتكريم يقترن أكثر بالجوائز التى ترتبط باسم الدولة، وعبر عن شعوره ما قبل الجائزة بأنه كان لديه إحساس طاغي بالتمنى أكثر من كونه توقعا بالفوز، فكان يحدوه الأمل للفوز، ولكن مع فوزه شعر بأن إحدى أهم أمنياته قد تحققت بالفعل، فهو يعتبر الجوائز مهمة جدا فى مشوار أى كاتب من أجل توصيل إحساس بالتقدير للمبدعين والأدباء، فالجميع يريد أن يرى أثر ما يقوم بإبداعه على الناس، وينتظر أن يتحول ذلك فى لحظة ما إلى ترحاب واحتفاء بما يقدمه، لذا فإن الجوائز تكون دافعا للاستمرار فى عملية الإبداع وضمان مواصلتها من جانب المبدع الذى يتم تكريمه.

الكتابة عن الإنسان المعاصر

عن تفرد مشروعه الأدبي وأسئلته التي يطرحها عبر أعماله يجيب قائلا: أميل إلى الكتابة عن الإنسان المعاصر ومشاعره، حتى لو لم يأتِ الأمر فى سياق من الحكى والسرد، وإنما الرصد والتعبير عن التفاعلات الإنسانية والمشاعر التى تحكم الأفراد وتفرض عليهم وقائع وأحداث مستمرة، ولا يمكنني الكتابة إن لم أكن على تماس تام واقتراب حقيقى من الناس وهو ما أحاول أن أبذله جاهدا على الدوام، فكل عالم كتبت عنه كنت ملاصق له من الريف وحتى الثلاثية.

دخل رحيم  بوابة الأدب عبر القصة القصيرة هو يحكى عن محاولات الكتابة الأولى قائلا: فى البداية كتبت قصة قصيرة اسمها مشوار وكنت وقتها بالخارج فأرسلتها بالبريد وبالصدفة وجدت إعلانا فى الأهرام عن مسابقة للقصة القصيرة عبر نادى القصة فأرسلتها بالبريد وفوجئت بعدها بفوزها بالمركز الأول، ثم فى العام التالى كنت بالخارج وكان عمرى وقتها 48 وكانت كل مؤلفاتى فى المجال القانونى قبل القصة القصيرة، وكان غالبا أن الكاتب هو من يقدم أعماله، وفى العام الثانى فازت قصتان لى ثم فزت بجائزة الدولة التشجعية وأنا أيضا بالخارج".

خارج الكتابة مشوار مهنى 

كمال رحيم من مواليد قرية المنصورية بضواحى الجيزة – 1947، حصل على ليسانس الحقوق والشرطة فى يوليو عام 1968، ثم ماچستير القانون العام من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1975، ودبلوم الإحصاء الجنائي من المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية عام 1978 بتقدير امتياز، ثم دكتوراة في النظم السياسية والقانون الدستوري من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1986 بتقدير امتياز.

 تدرج فى وظائف الشرطة حتى وصل إلى رتبة لواء وعمل مفتشا للإنتربول المصرى فى فرنسا عام 1978 ثم صار مديرا له عام 1985 وحتى عام 1988. 

درَّس القانون العام بأكاديمية الشرطة بسلطنة عمان عام 2005، وانتدب للإشراف على رسائل عدة بأكاديمية نايف للأمن بالسعودية وأكاديمية الشرطة بمصر، هذا تاريخ مهنى يعمل كخلفية للروائى كمال رحيم، هو يتحدث عن دور القانون فيقول: شكلت المؤلفات القانونية فى حياتى فترة كبيرة واحتلت جزءا كبيرا من حياتى ربما هو السبب فى أننى لم أكتب أى عمل أدبى إلا في عمر الـ48.

يضيف الروائي كمال رحيم: إن ارتباط اسمه بثلاثية اليهود شىء يسعده ويذكره بالروائى القدير الراحل  يحيى حقي وارتباط اسمه بقنديل أم هاشم فيقول: ثلاثية اليهود كان همى من ورائها بعد هجرة اليهود هو علاقة اليهودي بفكرة الوطن وهل يحمل حنينا لوطنه، ومن هنا جاءت الفكرة بالتدريج، في أثناء عملى بالإنتربول فى فرنسا حصلت على منحة من السوربون بالتنسيق مع جامعة القاهرة للحصول على درجة الدكتوراه، وفى فرنسا التقيت أندريه وهو يهودى فرنسى من أصل مصري، أخذ يحكى عن ذكرياته فى مصر وبيته فى حى الظاهر وطفولته وذهبت بالفعل إلى زيارة هذا البيت عندما عدت إلى مصر، كان أندريه شخصية هادئة وقد تكررت جلساتنا معًا ورأيت خلالها وجهه وهو يتحدث عن رغبته فى العودة إلى مصر والحنين لذكرياته فيها ورغبته في  زيارة الأماكن التى تربى فيها أثناء طفولته، ثم التقيت يهوديا مصريا آخر كان يعمل فى تصدير البصل، وأيضا  التقيت عددا من اليهود المصريين منهم من ولد ونشأ فى حارة اليهود بالقاهرة أو حارة اليهود بطنطا أو دمياط وغيرها والكل كان يحكى أشعارا عن مصر وحياته فيها.

من هنا استدعت أحاديث أندريه ويهود فرنسا مصريو الأصل إلى ذاكرتي فكرة الوطن واليهود، وما زالت أتذكر  صورة جريس الصائغ اليهودى  وكان رجلًا عجوزًا فى قريتنا وكان محل ثقة الجميع حيث يأتمنونه على كل شىء بمنازلهم، ويوم وفاته أتذكر جيدا كيف ذهب أبى وعمى وبعض سكان قريتنا لتعزية أسرته التي تقطن حي شبرا. 

ثم قفزت إلى الذاكرة صورة «يوسف» الذى كان صديقا مقربا لي، تعرفت إليه فى مدرسة المعادى الثانوية وأتذكر أننى لم أعرف أنه يهودى الديانة إلا قرب انتهاء العام الدراسى، ولأنه كان جارا لى فى المعادى فى شارع 12 وهيب دوس، كنا نتبادل الزيارات وظلت علاقتنا قوية حتى بعد التخرج فى الجامعة وأتذكر أثناء عملى كملازم فى بورسعيد إبان فترة الستينيات كنا نتبادل الخطابات والمكالمات الهاتفية، لا أتحدث عن يهود وإنما عن مصريين فى المقام الأول ومثلهم مثل أى مصرى مع اختلاف الديانة.. فهؤلاء أناس كانوا يعيشون بيننا وهذا ما تسجله كتب التاريخ عادة فى أسطر قليلة وقد لا يلتفت إليها أحد، أما العمل الروائى فشكل آخر يسجل حياة هؤلاء الناس بشكل ينبض بالحياة حتى يبقى فى الذاكرة الجمعية زمنا طويلا، وهذا ما شعرت به حينما كنت أستمع إلى «أندريه» إذ قال لى بشكل مؤثر «يارب ما تنسونا»، هذه الكلمة أثرت فى للغاية فأصررت على الكتابة عن هؤلاء اليهود المصريين ليعرفهم من لم يشهد هذه الحقبة من الزمن، التاريخ سيقول أعداد اليهود وأماكنهم وسيذكر أنهم اليوم 6 أو 7 فقط وروايتى ستحضر فكرة اليهود الوطن إنه الإنسان والوطن الأرض.

 كواليس فوز الثلاثية بجائزة الدولة التشجيعية 

يكشف كمال رحيم عن كواليس فوز الثلاثية بجائزة الدولة التشجيعية قائلا:"أنا رجل هاو، كنت أعيش بالخارج، ووقت فوزى بجائزة الدولة التشجيعية عن روايتى السلم اليهودى  أبلغتني زوجتى بعد اتصال الراحل يوسف الشاروني الذى لم أكن أعرفه من قبل، ثم شعرت بداخلى بأن القصة تحتاج لتكملة فكتبت ثلاثية اليهود، والدافع للكتابة عن اليهود فى وقت مبكر سنة 2004  بعد أن حدث شىء حركنى، كنت فى فرنسا وذهبت لشراء ملابس من ماركة معينة من البلد التى تنتجه وتعرفت على البائع وعرف اننى مصرى ثم قال أنا يهودى مصرى رغم الجنسية الفرنسية، وبعد أن انتهى من عمله جلسنا معا وعزمنى على باشا يهودى من أصل مصرى وكانوا يتحدثون عن مصر عبر حفلة لليهود وجاءوا من ضواحى مختلفة ومنهم فقراء وبؤساء وكانوا يتحدثون بحب وود عن ذكرياتهم فى مصر، وخلال الحفل غنوا أغنية سواح ثم أغنية عبد الوهاب حب الوطن فرض على، وكانوا يبكون من فراق أولادهم فى بلاد مختلفة بعد هجرتهم من مصر، وبعد كامب ديفيد اعتقدوا أن بإمكانهم العودة، وعقب انصرافي طبطب الرجل على ظهرى قائلا ياريت ما تنسنونا وأنا لا أتكلم فى الثلاثية عن اليهودية، وإنما المصريين اليهود ولم أستند عند الكتابة لأي مراجع وإنما زرت المعابد اليهودية فى شارع عدلى والعباسية كنوع من المعايشة، وركزت عبر الثلاثية عن الهوية بالتحديد فكرة وانشطار الهوية، ما بين الانقسام بين المسلم اليهودي، ليتولد الصراع الكامل بين إسلاميته ويهوديته وكذلك الجد زكى المنشطر بين دينه وبين وطنه".

مكافحة الجريمة

وعن تأثير عمله بالإنتربول على حياته كروائى يضيف كمال رحيم قائلا:"الناس فاهمة غلط فعمل الإنتربول الأساسى هو  مكافحة الجريمة وهذا يخضع للاتفاقيات بين الدول، بالطبع هناك وظائف تعرض أصحابها للاحتكاك بكافة طبقات المجتمع مثل الضابط والطبيب والمحامي، وعملى كضابط أفادني روائيا فقد كتبت عن بورسعيد بعد خدمتي فيها لمدة 6 سنوات، وعملى بالإنتربول لمدة 11 عاما كاملة عرفنى على عقلية الأجانب وكيف يعيشون ويفكرون ومن هنا تعرفت عليهم وازداد مخزونى الروائى.

ويصنف كمال رحيم نفسه أنه كاتب واقعي قائلا:"أنا كاتب واقعي لكن فى بداياتي كنت متأثرا للغاية بتيار الرومانسية، ففى المرحلة الثانوية كنت معجب جدا بالكتابات الرومانسية وكنت أعيش بالريف، ثم جاءت مرحلة نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس".

وعن تأثره وإعجابه بالعديد من الكتابات يضيف قائلا: كثرة الأسفار للخارج جعلنى على علاقة جيدة بكثير من الترجمات العالمية من الأدب الروسي وخلافه، فانتقالى من قريتى  لحى المعادى ثم لفرنسا ودون ما أشعر أثر كثير من التجارب الحياتية بى، والأهم من ذلك الذائقة الأدبية، التي تأثرت بالعديد من الكتابات المصرية المهمة مثل قدرة نجيب محفوظ على إنشاء معمار كبير فى أعماله  فهو قدم أدب كأنه ناطحة سحاب، والمنمنمات الصغيرة لمحمد البساطي، والبساطة فى أدب توفيق الحكيم، والسخرية عند يحيى حقى، السخرية التى تعتمد على الموقف.

ما وراء بورسعيد وروايات الريف 

ويضيف كمال رحيم :"الريف هو أجمل أيام حياتى، هو زمن بعيد كنت أراه نبتة صغيرة، ولذلك أصدم من المسخ الذى يعيشه الريف حاليا لا هو ريف ولا بندر ولا شبه مدينة، عمر أمى ما اشترت رغيف عيش، الريف الحالى لا أعلم عنه شيئا، وكتبت عن الريف عبر الطبقة العليا فى الريف فى أيام لا تنسى، وفى قهوة حبشى تحدثت عن الفئة الدنيا فى الريف وكيف أن الناس لاتريد قبول توبته بعد سمعته كمجرم ثم يرزق ببنت لا يقبل الناس على الزواج منها ثم يموت بنوبة قلبية، وتناولت أفكار الشحاذين، وأنا أعتبر المكان مهما جدا فى حياتى، وفى أدبى ففى بورسعيد لم أركز على ضجيج الحرب والسياسة وإنما تحدثت عن ردود فعل الناس والمقاومة تجاه القنابل الملقاة عليه فجرسون القهوة يتحول لبطل حربى، ويوجد ضابط يخاف، كما تحدث قصص حب خلال الحرب والدمار، أنا أعتبر عملى عن بورسعيد رواية غزيرة. 

وعن عمله القادم عبر كمال رحيم  قائلا: "قضيتى الجديدة هى العنصرية والفتنة الطائفية عبر رواية تحمل اسم "دكاكين تغلق أبوابها" وهى عن الريف أيضا، فقد حظيت بطفولة جميلة كنت فى الريف لكن كان فى بيتنا كل المجلات والصحف، وحينما انتقلت للتعليم أحضر لنا الأب شقة فى القاهرة، وكنا نعود للريف فى الإجازات، أنا من مواليد قرية المنصورية بضواحى الجيزة وظللت أعيش بها حتى المرحلة الإعدادية، وبالتالى فهى راسخة فى وجدانى، وتأثرت بهم روائيا فروايتى  أيام لا تنسى دارت أحداثها فى فترة الخمسينيات وجسدت خلالها حياة الطبقة العليا في القرية وهي طبقة العمد، وصورت كيف يديرون البلدة وطموحاتهم على ألسنة النسوة فى بيت العمدة، وفى قهوة حبشى رصدت أحلام الطبقة الدنيا الفلاحين البسطاء.