رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس هيئة المحطات النووية: لدينا برنامج طموح لن يقتصر على "الضبعة"

الدكتور أمجد الوكيل
الدكتور أمجد الوكيل

قال الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية، إن مصر تسعى لتوطين الصناعات النووية، وهذا أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للبرنامج النووي لنقل وتوطين التكنولوجيا وزيادة نسبة المشاركة المحلية.

وأضاف الوكيل، لـ"الدستور"، أن التوطين وتطوير الصناعة المصرية من أولويات المشروع النووي المصري، من خلال برنامج طويل المدى لإنشاء المحطات النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلي في كل وحدة جديدة طبقًا لخطة واضحة وملتزم بها، مما سيُحدث نقلة ضخمة في جودة الصناعة المصرية وإمكاناتها، ويزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية بسبب المعايير الصارمة للجودة التي تتطلبها صناعة المكونات النووية، والتي ستنتقل بالضرورة إلى صناعة المكونات غير النووية التي تنتجها نفس المصانع، وتتصاعد نسب المشاركة المحلية للمشروع بدءًا من الوحدة الأولى بنسبة لا تقل عن 20% وصولًا للوحدة الرابعة بنسبة لا تقل عن 35%، مما سينعكس على الاقتصاد المصري وتطوير الصناعة.

برنامج نووي طموح

وأشار إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي أدركت منذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضي أهمية استخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء، ونحن الآن بصدد تحقيق الحلم النووى والبرنامج النووي المصري، وهو برنامج طموح لإنشاء محطات للقوى النووية، ولن يقتصر على محطة الضبعة فقط، وقد تم إجراء مسح شامل للمواقع المرشحة داخل الجمهورية وذلك لدراستها وفقًا للمتطلبات والمعايير النووية المصرية، وتحديد مناسبتها لإقامة المحطات النووية، وعمر المفاعلات المصرية 60 عامًا، يمكن مده إلى 80 عامًا، ويتم عمل تطوير ورفع كفاءة لها بعد وصولها إلى تلك المرحلة لتمديد العمر التشغيلى.

محطة الضبعة للطاقة النووية لتوليد الكهرباء أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، فالتكنولوجيا المستخدمة لمحطة الضبعة النووية تنتمي إلى تكنولوجيات مفاعلات الجيل الثالث المطور "Gen 3+"، وهي التكنولوجيا الأعلى حاليًا، والتي تتميز بأعلى مستويات الأمان النووي، إذ أن معدل انصهار قلب المفاعل أقل من 1 إلى 10 ملايين مفاعل/ سنة، كما تتبع فلسفة الدفاع من العمق، والتي تعتمد على وجود عدة حواجز مادية تحول بين المواد المشعة والبيئة المحيطة، فضلًا عن اعتمادها على التكرارية في نظم الحماية واستخدام أنظمة أمان سلبية لا تعتمد على توافر الطاقة الكهربية، وإنما تعتمد على الظواهر الطبيعية مثل الجاذبية الأرضية والسريان الطبيعي للسوائل، كما أن المفاعل يستطيع تحمل اصطدام طائرة تجارية ثقيلة تزن 400 طن، وتسير بسرعة 100 متر/ الثانية، كما يستطيع تحمل تسونامي حتى ارتفاع 14 مترًا، ويتحمل الزلازل حتى عجلة زلزالية 0.3 من عجلة الجاذبية الأرضية، ويستطيع تحمل الأعاصير والرياح.

ومحطة الضبعة تم تصميمها لتحتوى على أربع قنوات أمان معزولين عزلًا تامًا، كل قناة مزودة بنظم أمان سلبية لا تعتمد على وجود الطاقة الكهربية قادرة على استعادة الوضع الطبيعى للتشغيل، وفى حالة فشل القناة تعمل الأخرى، فضلًا عن هذا يتميز تصميم المفاعل الروسي بأنه مزود بماسك أو مصيدة لقلب المفاعل (core catcher) لاحتواء قلب المفاعل، وذلك حال حدوث لا قدر الله حادث جسيم أدى إلى انصهار قلب المفاعل، بالرغم من عدم احتمالية، هذا الأمر تقريبًا كما أوضحت.