رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلال 3 سنوات.. كيف تحول القطاع السياحي المصري إلى صديق للبيئة؟

أرشيفية
أرشيفية

منذ أيام، تحدثت غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار، عن الجهود الدولة لتحويل القطاع السياحي المصري إلى قطاع مستدام وصديق للبيئة، تنفيذًا لاستراتيجية قمة المناخ “كوب 27" التي استضافتها مدينة شرم الشيخ، لمنح الكوكب قبلة الحياة مرة أخرى للتخلص من آثار التلوث والإهمال التي خلقها الإنسان.

التحول نحو الاستدامة 

قبل سنوات، أطلقت الدولة بتوجيهات رئاسية حملة وطنية لحماية البيئة والتحول للطاقة النظيفة، وشاركت الفنادق والمنتجعات بحماس في الحملة، ومع مرور الوقت، أصبحت الطاقة الشمسية تغذي الفنادق ومنتجعات الغردقة وشرم الشيخ، وأنظمة توفير المياه وإعادة التدوير تروي الحدائق الفندقية الجميلة، كما تحولت وسائل النقل إلى الكهرباء بدلًا من الوقود الأحفوري.

ونرى الآن، الحافلات والقطارات الكهربائية تنقل السياح بين المعالم السياحية مثل الأقصر والأهرامات وأسوان، ويشاهد السياح لافتات تحث على حماية البيئة واحترام الموارد الطبيعية، لتذكيرهم بأهمية المحافظة على نظافة شواطئه وآثاره ومعالمه السياحية.

فمنذ أكثر من عقد من الزمان، قررت مصر أن تبدأ مسيرة تحول فنادقها إلى أماكن صديقة للبيئة، وكانت البداية في عام 2007، حينما رفعت وزارة السياحة راية الاهتمام بالبيئة ووضعت معايير صارمة للفنادق السياحية، وكانت مصر تسعى لتقديم تجربة سياحية فريدة تجمع بين الترفيه واحترام البيئة، وبالفعل بدأت بعض الفنادق تعمل بجد لتلبية المعايير البيئية والحصول على شهادة النجمة الخضراء التي تمنحها الوزارة.

وهذه الشهادة هي برنامج محلي يصدر شهادات الاستدامة للفنادق التي تمتثل لمعايير واشتراطات تتعلق بإدارتها البيئية، وتم الاعتراف بها دوليًا من المجلس العالمي للسياحة المستدامة.

تحديات السياحة المستدامة

ومع ذلك، جاءت سنوات التحول بتحدياتها، ففي عام 2011، توقفت الحركة السياحية في مصر بسبب ثورة 25 يناير، واستمرت هذه الفترة الصعبة لمدة سبع سنوات، لكن مع بداية التعافي وعودة الحركة السياحية في العام 2018، عادت مصر لتعيد النظر في رؤيتها، وبدأت الدعوة لجعل جميع الفنادق حاصلة على الشهادة الخضراء.

وعادت الاضطرابات مرة أخرى للبلاد بسبب جائحة كورونا عام 2020م، إلا أن حلم السياحة المستدامة لا يزال قائمًا، فقد أطلقت وزارة البيئة المصرية، بالتعاون مع وزارتي السياحة والآثار والإعلام، حملة "إيكو إيجيبت" في 25 سبتمبر 2020م، بهدف الترويج للسياحة البيئية في مصر ورفع الوعي البيئي لدى المواطنين بأهمية المحميات الطبيعية وثرواتها.

ووقتها، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزير البيئة -آنذاك- أن الحملة تستمر لمدة عامين تستهدف الترويج للسياحة البيئية بمصر من خلال إنشاء موقع إلكتروني وعدد من منصات التواصل الاجتماعية، بالإضافة إلى إعداد مطبوعات لاستعراض ثروات مصر بالمحميات الطبيعية بما تشمله من مناظر طبيعية خلابة وحيوانات وطيور وغطاء نباتى فريد، وتتضمن الحملة الترويج لعدد 13 محمية طبيعية.

 وشارك في رعاية هذه الحملة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومشروع دمج التنوع البيولوجي في السياحة المصرية الممول من مرفق البيئة العالمي، وذلك لجذب المزيد من السياحة البيئية المستدامة.

ووضعت مصر عددًا من الأهداف الاستراتيجية لزيادة الحركة السياحية إلى 30 مليون سائح حتى عام 2028، من خلال العمل على تحقيق معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى المقصد السياحي المصري بنحو 25% و30% سنويًا، وذلك في إطار رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، والتي نوضحها من خلال الفيديوجراف التالي:

“الدستور” رصد في السطور التالية تعليقات الخبراء ملامح تحول السياحة في ضمصر إلى قطاع صديق للبيئة..

خبير: يجب تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على الطبيعة

قال الخبير السياحي أحمد زين الدين، ، إن تحول قطاع السياحة إلى صديق للبيئة يمثل فرصة هامة للحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز التنمية المستدامة في البلاد، مؤكدًا أهمية تنفيذ إجراءات واستراتيجيات تعزز المحافظة على البيئة وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على الموارد الطبيعية.

وشجع "زين الدين"، على تنويع المنتج السياحي في مصر بما يتوافق مع مفهوم السياحة البيئية، مثل تطوير السياحة الريفية والاستدامة الزراعية والسياحة البيئية والاستكشاف البيئي، لافتًا إلى ضرورة توفير التدريب والتوعية للعاملين في صناعة السياحة لتعزيز الممارسات المستدامة وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.

ولفت إلى تحول قطاع السياحة إلى صديق للبيئة يعتبر عملية تطورية تستدعي التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية، وتحقيق التوازن بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لضمان استدامة السياحة وحماية البيئة في مصر.

خبيرة: التحول نحو السياحة الخضراء أصبح ضرورة

وفي تصريحات لها، أكدت الدكتورة راندا العدوي، الخبيرة السياحية، أن التحول نحو السياحة الخضراء أصبح ضرورة، ويتعين علينا اتخاذ خطوات سريعة لتعميمه على الفنادق المصرية، معتبرة أن نموذج شرم الشيخ في تحويل فنادقها هو الخطوة الصحيحة نحو مصر الخضراء.

وأكدت "العدوي"، على ضرورة تشجيع الفنادق على التحول الصديق للبيئة واستخدام الطاقة النظيفة، والالتزام بالمعايير البيئية الدولية، داعية لإنشاء إدارة للتحول الأخضر بهدف تعميم المشروع الصديق للبيئة في جميع المحافظات.

2020م عام ازدهار السياحة المستدامة

ويذكر أن 2022، كان عهد ازدهار السياحة المستدامة، ففي يناير، صدر قرار وزاري من الدكتور خالد عناني، وزير السياحة والآثار، بإلزام جميع المنشآت الفندقية والسياحية في شرم الشيخ بالحصول على شهادة تفيد تطبيقها لممارسات صديقة للبيئة ومستدامة، وذلك وفقًا لأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030م، ويهدف هذا القرار إلى الحفاظ على التوازن البيئي واستدامة النشاط السياحي والأثري، وتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر ونشر الممارسات الصديقة للبيئة.

وفي 27 أكتوبر، حصل المتحف المصري الكبير قرب منطقة أهرامات الجيزة، على الشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة وفقًا لنظام الهرم الأخضر المصري، وهي شهادة يصدرها المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء بمصر، للمباني التي تعتمد استراتيجيات صديقة للبيئة وتحقق التنمية المستدامة، وهو أول متحف في مصر يتم اعتماده كمبنى أخضر صديق للبيئة.

وفي 22 أكتوبر، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، بدء تشغيل عدد من السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة لنقل الزائرين من المصريين والسائحين داخل المنطقة الأثرية بأبو سمبل في أسوان/ 1200 كم جنوب القاهرة.

إحصائيات

وختامًا قمنا بجمع عدد من الإحصائيات الخاصة بالسياحة في مصر، مستندين إلى إحصائيات الجهاز القومي للتعبئة والإحصاء، ووزارة السياحة والآثار، وتصريحات من عدد من المسئولين، وأيضًا الاتحاد المصري للغرف السياحية، وذلك من خلال الإنفوجراف التالي: