رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل في ذهول: كيف تناولت الصحافة المصرية حرب أكتوبر؟

الصحف المصرية أثناء
الصحف المصرية أثناء حرب أكتوبر

قبل حرب أكتوبر، لم تكن الصحافة المصرية تعلم في أي اتجاه تسير، فقد خرجت مصر من نكسة 67، تلاها حرب الاستنزاف لمدة 6 سنوات، وبوفاة عبدالناصر شعر الجميع أن مصر ستضع رأسها في التراب للأبد، لكن جاء نصر أكتوبر 1973 ليكون كالماء المنعش الذي يروي أفواه متعطشة من شدة الحرارة.

معلومات مضللة تنشر في الصحف

وتم تسيير وسائل الإعلام قبيل حرب أكتوبر لتنشر أخبارًا مضللة توحي للشعب وللمراقبين الإسرائيلين أن مصر عاجزة عن الحرب وأنها تتوارى خلف ضرورة استمرار المفاوضات لاستعادة أراضيها المحتلة، وذلك لإخفاء نواياها الحقيقية في شن الحرب وذلك من خلال؛ نشر أخبار وتصريحات تشير إلى استمرار الجمود في المفاوضات وعدم جدوى خيار الحرب، أيضًا التركيز على المفاوضات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة لإقناع إسرائيل بالانسحاب، إلى جانب عدم الإشارة للاستعدادات العسكرية المصرية على الجبهة وتمركز القوات، كما تم نشر أنباء عن إجازات الضباط والجنود وعدم استدعائهم منها.

وروجت الصحف أيضًا لحالة الهدوء والاستقرار التي تمر بها البلاد، وأيضًا تصريحات مسؤولين تنفي نية مصر لشن حرب، كذلك التركيز على المشاكل الاقتصادية ونقص التسليح لدى مصر، وعدم الإشارة للتدريبات العسكرية على عبور القناة، ما جعل عنصر المفاجأة حاضرًا حينما تم إطلاق جرس الحرب على إسرائيل، وأدى إلى تكبد إسرائيل خسائر فادحة في البداية.

هكذا كان حال الإعلام قبل النصر المجيد، ساكنًا خائفًا مكبلًا، في انتظار لحظة الحقيقة التي ستفجر طاقاته وتحرر أقلامه من قيود الصمت ولحظة إشراقة فجر النصر الذي سيمحو ظلمة الهزيمة، ويعيد للكلمة قيمتها في التعبير عن إرادة الشعب وتضحياته من أجل الوطن.

بعد الحرب.. الصحف تحتفل بنصر أكتوبر

وتغيرت الأحوال بعد العبور، فقد انطلقت الأقلام تتسابق في نقل أخبار النصر العظيم، وقوة الجنود التي قضت على الأسطورة الإسرائيلية، التي دومًا ما تُشيع أنها قوة لا تُقهر، ومن ملامح تلك التغطية؛ التركيز على الانتصارات العسكرية التي حققتها القوات المصرية وتحريرها للأراضي المحتلة في سيناء، التأكيد على بطولات الجنود المصريين وتضحياتهم في المعارك، نشر صور وقصص عن شجاعة الجنود واستبسالهم في القتال، التركيز على دور القيادة السياسية بقيادة الرئيس السادات في تحقيق النصر، نشر تفاصيل العمليات العسكرية وسير المعارك، التأكيد على عنصر المباغتة في الهجوم المصري وكسر حاجز الخوف من الجيش الإسرائيلي، تصوير النصر باعتباره انتصارًا للأمة العربية بأسرها، التعبير عن الفخر الوطني واستعادة الكرامة بعد هزيمة 1967.

ومن خلال أداة "فلوريش"، نوضح عدد من الموضوعات التي تم نشرها وقتها: