رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صرخات الجنود والجثث والأسر.. صحفى إسرائيلى يروى ذكرياته عن حرب أكتوبر

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

في الذكرى الخمسين لـ"حرب أكتوبر" والتي تسمى في إسرائيل بحرب "يوم الغفران:"، نشر صحفيون من موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" بعض ذكرياتهم عن حرب أكتوبر 1973.

السفن المصرية

قال الصحفي الإسرائيلي ليئور أوهانا الذي عاصر الحرب: "لم أكن أعلم أنني رغم كوني جنديا "غير أساسي" في المعركة، قد تصلني معلومات لم تصل إلى الجنود الموجودين على الخطوط الأمامية، على ضفاف قناة السويس. أولئك الذين جلسوا كـ"البط"  في البؤر الاستيطانية على خط بارليف. أخبرني تسفي لاهاف (تشيبو)، وهو جندي نظامي من البحرية كان في موقع الرصيف، عن هذا الأمر بشكل مباشر: كجزء من واجباته، كان يراقب حركة السفن على الجانب المصري. رأى هو وأصدقاؤه المصريين يتقدمون بالسفن ويدخلون مواقع القتال، لكن عندما نقلوا المعلومات إلى القادة خلفهم، رأوا فيها مصدر إزعاج ينتهك هدوء “يوم الغفران” ولم يهتم أحد بتحذيراته.

وأضاف :"عشية يوم الغفران الملعون، لم أكن أعلم أن تسفي لاهاف سيقع في الأسر مع جميع زملائه الجنود. لذلك لم أكن أعلم بعد أنه في ذلك اليوم، عندما لم يكن عمري 20 عامًا بعد، ستنقلب الحياة رأسًا على عقب بالنسبة لنا جميعًا".

انتهاء جنون العظمة

أضاف "أوهانا"، لقد مرت ست سنوات بالضبط على حرب الأيام الستة، التي أولدت الغطرسة مع النصر، وبعد حرب يوم الغفران انتهينا من جنون العظمة الذي أصاب المستويين السياسي والعسكري، وفهمنا أن ما علمونا إياه عن الجيش المصري بأنه لن يحارب لم يكن إلا خطئاً". ولم يكن بوسعي أن أتخيل ما فهمته بعد ذلك بكثير: أن حرب الأيام الستة كانت الخطيئة، وحرب يوم الغفران كانت عقابها.

واستمر في التذكر قائلاً: "عندما وصلنا إلى سيناء شعرت بأننا دخلنا أرض الفوضى. صرخات الجنود الذين لم تكن معهم ذخيرة، والتي حولتهم إلى وقود للمدافع، اختلطت مع أصوات انفجار القذائف المرعبة. رائحة الجثث المتعفنة في الشمس ممزوجة برائحة البارود. لأول مرة في حياتي أفهم معنى الكلمات: من المستحيل التنفس".