رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاجل.. جفاف وتصحر وعواصف.. التغير المناخى خطر يهدد الشرق الأوسط

جفاف
جفاف

تعاني منطقة الشرق الأوسط من ظروف مناخية قاسية بسبب التغير المناخي، حيث تشهد المنطقة ارتفاعًا في درجات الحرارة وتناقصًا في كميات الأمطار، وفقًا للجنة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي، فإن متوسط درجات الحرارة في الشرق الأوسط ارتفع بمقدار 1.5 درجة مئوية منذ بداية القرن الماضي، ومن المتوقع أن يزداد هذا الارتفاع إلى 4 درجات مئوية بحلول نهاية القرن الحالي.

كما تشير التوقعات إلى أن معدلات هطول الأمطار ستنخفض بنسبة 20% في نفس الفترة.

هذه التغيرات تؤدي إلى تفاقم مشكلة الجفاف والتصحر في المنطقة، التي تعد أكثر مناطق العالم افتقارًا إلى المياه، وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، فإن 12 من أكثر 17 دولة معرضة للقصور المائي في العالم تقع في الشرق الأوسط.

وتشير دراسات إلى أن نهري دجلة والفرات، المصادر الرئيسية للمياه في سوريا والعراق، قد يختفيان كليًا خلال هذا القرن بسبب انخفاض مستوى المياه وزيادة التبخر.

كما تواجه دول شمال إفريقيا خطر ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي قد يغمر بعض المدن الساحلية ويؤثر على ملايين السكان.

زيادة انبعاثات الغازات وضعف التزامات دول المنطقة

ويرجع جزء كبير من مسئولية التغير المناخي إلى انبعاثات الغازات التي تسببها أنشطة الإنسان، خصوصًا في قطاع الطاقة.

وتعد دول الشرق الأوسط من أكبر منتجي ومستهلكي الوقود الحفري في العالم، حيث يشكل هذا القطاع جزءًا هامًا من اقتصاداتها.

وبحسب تقارير دولية، فإن دول المنطقة مسئولة عن إنتاج 3.2 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، ما يمثل 8.7% من انبعاثات العالم.

وتحتل السعودية وإيران المركزين التاسع والسابع في قائمة الدول الأكثر انبعاثًا لهذا الغاز.

وعلى الرغم من التزام بعض دول المنطقة بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بالتغير المناخي، كاتفاق باريس للمناخ، إلا أن هذا التزام لم يترجم بعد إلى إجراءات فعالة للتخفيف من انبعاثاتها.

تواجه هذه الدول تحديات عديدة في تطوير قطاع الطاقات المتجددة، كالطاقة الشمسية والرياحية، التي تعتبر بديلًا أقل ضررًا على البيئة.

وبحسب تقرير للبنك الدولي، فإن مساهمة الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء في دول المنطقة لا تتجاوز 7%.

تأثير التغير المناخي على الأمن والسلام في المنطقة

لا يقتصر تأثير التغير المناخي على البيئة والموارد الطبيعية فحسب، بل يمتد إلى الأمن والسلام في المنطقة.

فالتغير المناخي يزيد من خطر حدوث نزاعات على الموارد المائية والزراعية بين دول المنطقة، خصوصًا في ظل وجود حدود مائية متنازع عليها.

ومثال على ذلك هو الخلاف بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، الذي يهدد حصة مصر من مياه نهر النيل.

كما يؤدي التغير المناخي إلى تفاقم مشكلة الهجرة والنزوح داخليًا وخارجيًا، حيث يضطر ملايين الأشخاص إلى مغادرة مناطقهم بسبب سوء الظروف المعيشية.

وهذه الظاهرة تزيد من حدة التوترات والصراعات في المجتمعات المستضيفة، وتشكل عبئًا على الخدمات الأساسية.

وفي ظل هذه التحديات، تحتاج دول المنطقة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتكيف مع التغير المناخي والحد من آثاره.

ومن بين هذه الإجراءات زيادة استثماراتها في قطاع الطاقات المتجددة، وتطبيق سياسات لترشيد استهلاك المياه والكهرباء، وتحسين كفاءة الزراعة وإدارة التربة، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لحل النزاعات المائية، وتوفير حماية ودعم للمهاجرين والنازحين الذين يتأثرون بالتغير المناخي. وبهذه الطريقة، يمكن لدول المنطقة أن تحافظ على بيئتها وأمنها وسلامها في مواجهة هذا الخطر المحدق.

قادة العالم في مواجهة التغير المناخي

في إطار الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقى قادة ومسئولون من دول مختلفة كلمات تناولت مختلف القضايا العالمية، ومن بينها قضية التغير المناخي، التي تشكل تحديًا كبيرًا للبشرية. وأكد القادة على ضرورة التعاون والتزام للحد من آثار هذه الظاهرة، خصوصًا قبل انعقاد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، الذي ستستضيفه دولة الإمارات في نوفمبر المقبل.

جوتيريش: يجب أن نعوض الوقت الضائع بسبب التخاذل والجشع


في كلمته التي ألقاها في قمة للمناخ على هامش اجتماعات الجمعية العامة، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أن "الوقت ينفد" للتصدي لتغير المناخ، مشيرًا إلى أن "الحرارة ترتفع والكوارث تزداد". 

وانتقد جوتيريش "الجشع السافر" للمصالح المرتبطة بالوقود الأحفوري، ودعا إلى التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة. وطالب بزيادة التمويل والدعم للدول الأكثر تضررًا من التغير المناخي، خصوصًا في إفريقيا والجزر الصغيرة.

فون دير لين: إنها مسألة ثقة

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، على التزام الاتحاد الأوروبي بالاتفاقات والأهداف المتعلقة بالتغير المناخي، مشيرة إلى أنه "أول منطقة في العالم تكون محايدة من حيث انبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2050". وشددت فون دير لين على ضرورة تحقيق هدف جمع 100 مليار دولار سنويًا لتمويل مكافحة تغير المناخ في الدول النامية، قائلة "إنها مسألة ثقة". وأعلنت أن الاتحاد الأوروبي سيرسل 27 مليار دولار هذا العام كجزء من هذه المساهمة.

ماكرون: ندعم التنمية الزراعية والتعليم في المناطق الريفية

فيما تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدعم التنمية الزراعية والتعليم في المناطق الريفية المتأثرة بالتغير المناخي، من خلال الاستثمار في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) والصندوق الأممي العالمي لدعم التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة (التعليم لا ينتظر). 

وقال ماكرون إن فرنسا ستستضيف وتنظم عملية تجديد موارد إيفاد، وستساهم بـ150 مليون دولار في هذا الصندوق، وبـ40 مليون يورو في صندوق التعليم لا ينتظر. 

وأضاف أن هذه المبادرات تهدف إلى "إعطاء فرصة للشباب والنساء في المناطق الريفية للحصول على التعليم والتكوين والحصول على دخل".

بايدن: يجب أن نحارب التغير المناخي معًا

من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقه من تأثيرات التغير المناخي على الأمن والاستقرار في العالم، قائلًا إن "هذه هي أزمة تهدد كل شخص على هذا الكوكب". 

وأشار بايدن إلى أن إدارته تولي أولوية لمكافحة التغير المناخي، وأعادت انضمام الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ. 

ودعا بايدن إلى "العمل معًا" لخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 30% خلال هذا العقد، وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة. 

ووعد بايدن بأن "الولايات المتحدة ستكون شريكًا موثوقًا به" في هذه المسألة.