رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير: إفريقيا تغتنم التحديات الجيوسياسية العالمية وتحولها إلى فرص اقتصادية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعتبر تقرير مؤسسة "كنترول ريسكس" البريطانية المتخصصة في مجال الأمن، أن التوترات العالمية تخلق اضطرابات، كما أنها توفر أيضًا للعديد من الحكومات الإفريقية فرصًا سياسية واقتصادية وأمنية كبيرة.
وذكر التقرير أنه على الرغم من آثار الحرب في أوكرانيا، والتضخم العالمي، وتحديات المناخ والأمن، تواصل إفريقيا إيجاد آلية بعيدًا عن التجاذبات، حيث تتحرك الدول والحكومات والمؤسسات الإفريقية في عالم يتميز بالتوتر العالمي والتنافس على الموارد والتحالفات، لا سيما بين الصين وروسيا والولايات المتحدة.
وأشار إلى أنه بالنظر إلى الإجراءات الأمنية في القارة وتطوير القطاع المالي، ركزت جهود الدول الإفريقية على الحياد؛ بينما تتعرض لضغوط للانضمام إلى الشراكات الجيوسياسية العالمية.. في غضون ذلك، قالت باتريشيا رودريجيز، كبيرة المحللين في "كنترول ريسكس"، إن إفريقيا تجتذب استثمارات من دول مختلفة تتنافس على الدعم والوصول إلى الفرص الاقتصادية للقارة.
ومضت بالقول: "ما رأيناه من الجهات الفاعلة الجيوسياسية الرئيسية، هو أن الولايات المتحدة أو الصين أو روسيا أو الاتحاد الأوروبي كتكتل، تنظر بشكل متزايد إلى دول إفريقيا على أنها مكان، يمكنهم فيه إغراءهم إما للانحياز إليهم في الشئون الجيوسياسية أو العالمية الرئيسية بذلك، هناك الكثير من الاستثمارات المتعهد بها على الأقل والتي يتم توجيهها نحو القارة، بالإضافة إلى ذلك، تحاول الحكومات الإفريقية، على ما أعتقد، أن تلعب مع جميع الأطراف، في محاولة لتأمين تعهدات بالاستثمار".


وتابعت أنه خلال القمة الأمريكية الإفريقية في ديسمبر الماضي، التزمت واشنطن بتخصيص 55 مليار دولار لإفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، مع التركيز على الرعاية الصحية والتجارة وتغير المناخ وقضايا المرأة، لافتة إلى أن انخفاض مشاركة الولايات المتحدة مؤخرًا في إفريقيا خلق فرصًا للصين، التي استثمرت 10 مليارات دولار في القارة من 2017 إلى 2022، وأدى أيضًا إلى زيادة التجارة بين إفريقيا وروسيا، حيث نمت من 9.9 مليار دولار في عام 2013 إلى 17.7 مليار دولار في عام 2021.
وأكدت أن هذه القوى العالمية الثلاث الكبرى تتنافس لتأمين الوصول إلى الموارد المعدنية في إفريقيا، والتي تعتبر حاسمة في تطوير التقنيات الجديدة، إذ تمتلك إفريقيا ما يقرب من ثلث احتياطيات المعادن في العالم واحتياطيات الغاز والنفط العالمي الهامة.
من جهته؛ قال فنسنت روجيت المشارك في إعداد التقرير إن الطلب على الثروة المعدنية الإفريقية خلق أيضًا الرغبة في التصنيع في القارة، مضيفًا أن الأشهر القليلة الماضية شهدت تحركات أكثر نشاطًا من قِبل دول مختلفة لمحاولة التأكد من أن هذه التحديات تفيد اقتصاداتها أيضًا، مشيرًا إلى أن دول شمال إفريقيا تضع نفسها كوجهات تصنيع، حيث تتطلع الدول الغربية إلى فك الارتباط بالصين.


وفي سياق متصل، توقع التقرير مواجهة الاقتصادات الإفريقية تحديات في بيئة عالمية تنافسية بشكل متزايد، فيما ذكر أنه لا تحظى الحروب في القارة الإفريقية باهتمام كبير من المجتمع الدولي، على الرغم من أنها تؤثر على القارة وتجذب الجهات الفاعلة الخارجية، مثل المنظمات الإرهابية.