رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غضب الطبيعة.. ضحايا كوارث ليبيا والمغرب يتحدثون من قلب المأساة

اعصار ليبيا
اعصار ليبيا

حالة من الغضب فرضتها الطبيعة على الدول العربية خلال الفترة الأخيرة ما بين عواصف وسيول وفيضانات أدت إلى حدوث كوارث ووقوع ضحايا بأعداد ضخمة جرفتهم المياه وقضت على حياتهم الكوارث الطبيعية.

وخلفت تلك الكوارث الطبيعية التي حدثت بفعل التغيرات المناخية آلاف الضحايا ما بين وفيات ومصابين ومشردين، جعلت الأمم المتحدة تحذر من أن كارثة بشرية أوشكت على الحدوث نتيجة نزوح كثيرون.

ماذا حدث في تلك الدول وما هى أوضاع مواطنينها؟

المغرب: زلزال مدمر

كانت المغرب أحد الدول ضحايا الكوارث الطبيعية، والتي وقع بها زلزال مدمر بقوة 7 ريختر، مركزه جبال الأطلس، خلف 2901 حالة وفاة و5530 مصابًا بينهم 1400 في حالة خطرة، وفق وزارة الداخلية المغربية، بينما قدّرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 300 ألف تضرروا من الكارثة.

يقول سليمان إبراهيم، أحد سكان مراكش والمتضرر من الزلزال، إنه كان يجلس داخل دكانه لبيع الحلوى ومستلزمات الطعام للمواطنين، وفي الساعة 11 ليلًا، بدأ يسمع أصوات غريبة تأتي ببطيء، وبعد ثواني قليلة سمع صوت قوي يتقدم.

يضيف:"هربت من المتحر واتجهت إلى الطريق وكان الجميع في ذلك الوقت يهرول، لم أتحمل الجري أو الوقوف فجلست أقول الشهادتين لأنني كنت أرى الموت بعيني، وبعد ثواني دك الزلزال كل شيء كالريح".

رغم خوف سليمان إلا إنه قام بمساعدة الآخرين، حيث سمع رجل عجوز يطلب المساعدة فذهب إليه مسرعًا نحو منزله، ووجد زوجته وابنه تحت الأنقاض يستغيثون، ساعدنا ابنائه وخرجوا من الأنقاض وكانت تبكي ومصابة.

يوضح: "أخذناها إلى مكان قريب وأنقذت زوجته، وقمت بإخراجه من الأنقاض ولكن للأسف فارق الحياة، لأنه لم يكفينا الوقت لخروجه فلم تكن عندنا آلات حفر أو شئ، توفى الرجل وزوجته بعد إخراجهما في مشهد قاسي».

ليبيا.. السيول تجرف الجميع

وفي ليبيا كان الأمر كارثي أيضًا بسبب السيول والفيضانات التي ضربتها، حيث تسببت العاصفة دانيال، في هطول السيول وأمطار غزيرة، مما أدى إلي إنهيار سدين كانا على حدود مدينة درنة، وهو الأمر الذي أدي إلى زيادة الكارثة.

وأدى الإعصار إلي حدوث فيضان ضخم، غرق بسببه ما يقرب من ربع مساحة درنة التي كانت تطل على السدين في البحر.

مراد الدرناوي، أحد أهالي مدينة درنة في ليبيا، أوضح أن هناك مساعدات وإغاثات وصلت من دول كثيرة منها مصر وهو أمر ليس بجديد عليها، مبينًا أن الأزمة في وصول تلك المساعدات لكل المناطق المتضررة.

وبين أن ليبيا تمر بكارثة حقيقية بسبب السيول والأمطار التي غمرت المنازل، ووصلت أنها قضت على مدن بأكملها، موضحًا أن المأساة لازالت مستمرة إلى الآن، وليس كل المدن استطاعت الحصول على مساعدات.

وتوفي نحو 145 مصريًا في الفيضانات المدمرة التي ضربت مدينة درنة الليبية خلال اليومين الماضيين، فيما أودى بحياة أكثر من ألفي مواطن ليبي وتشريد آلاف الأسر الأخرى.

بحسب مراد وصلت إغاثات إلى بعض المدن من دول عديدة من بينها مصر إلا إنها لم تكن كافية، بسبب أن حجم الكارثة أكبر من احتمال ليبيا: "نعيش أيام من الرعب والخوف، بسبب الحال الذي وصلت إليه درنة، الجثث في كل مكان والصراخ لا يتوقف".

أشار إلى أن مدن درنة والبيضاء وشحات والمرج وسوسة الجبل الأخضر، هي الأكثر تضررًا بسبب الفيضانات حيث تطفو الجثث على سطح المياه، وهناك آخرون انحصروا داخل المواسير والصرف الصحي لم يستطيعوا النجاة.

ولم تكن السودان التي تعاني من ويلات الحرب بعيدة عن تلك الأزمات، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار 50 منزلًا بالكامل، في منطقة قدو بولاية نهر النيل شمالي السودان، كما أدت الأمطار إلي مصرع 4 أشخاص وإصابة آخرين، بمدينتي عطيرة والدامر.