رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعم ومساندة.. تاريخ وعمق العلاقات المصرية ـ الليبية

مصر وليبيا
مصر وليبيا

أعلن المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، اليوم الثلاثاء، الحداد في جمهورية مصر العربية لثلاثة أيام، تضامنا مع الأشقاء في ليبيا في ضحايا الكارثة الإنسانية الناتجة عن الإعصار المدمّر.

وقالت الرئاسة المصرية، في بيان لها، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجّه القوات المسلحة بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية، جواً وبحراً، للأشقاء فى ليبيا.

في هذه السطور تسعرض “ الدستور” تاريخ العلاقات المصرية الليبية

تعود العلاقات التاريخية بين مصر وليبيا لآلاف السنين، فقد حكمت الأسرة الثالثة والعشرون من الملوك المشواش الليبيين مصر العليا بين عامي 880 و734 قبل الميلاد، ومن مصر بدأ الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا، فتم فتح برقة ثم طرابلس.

وفي أوقات كثيرة أخرى كان البلدين متحدين في كيان إداري واحد، خاصة في عهد الخلافة الفاطمية من 909 حتى 1171 م، وفقًا للهيئة العامة للاستعلامات المصرية.

وكانت مصر من أوائل الدول التي تعاملت مع ليبيا رسميًا بعد استقلالها في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، وبعد انتهاء الاحتلال الإيطالي لليبيا، بعد أن خسرت إيطاليا الحرب العالمية الثانية وخرجت قواتها من ليبيا، كانت مصر أولى الدول التي اعترفت باستقلال ليبيا.

وتولي مصر اهتمامًا كبيرًا بليبيا فهي تمثل عمقًا استراتيجيًا لها، كما يرتبط الأمن القومي المصري بالأمن والاستقرار في ليبيا، ومن بين أسباب ذلك الحدود المشتركة الممتدة بين البلدين، والقبائل المصرية - الليبية المنتشرة في كلا البلدين، فهناك مصريون من أصول ليبية وليبيون من أصول مصرية، ولكل هذه الأسباب وغيرها تهتم مصر اهتمامًا كبيرًا بالوضع في ليبيا، وتبذل جهودًا حثيثة بالتعاون مع دول الجوار الليبي، خاصة الجزائر، وتونس من أجل استعادة الأمن والاستقرار هناك، ومواجهة قوى العنف والتطرف والإرهاب فيها، والحيلولة دون انزلاق البلاد إلى منعطف الفوضى والحفاظ على وحدة الأراضي اللیبیة وصون مقدّراتها والاحترام التام لإرادة الشعب الليبي وحقّه في تقرير مستقبله بنفسه .

في أبريل 2021 وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم بتقديم أوجه دعم وتضامن مصر مع الشعب الليبي الشقيق في مختلف الظروف.

وقد أقلعت طائرتا نقل عسكريتان من قاعدة شرق القاهرة الجوية متجهتان إلى مطار سبها بدولة ليبيا وعلى متنهما أطنان من المساعدات الطبية المقدمة من وزارة الصحة والسكان المصرية إلى دولة ليبيا الشقيقة للمساهمة في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين الليبيين.

ومن جانبه؛ أعرب الجانب الليبي عن عميق الشكر والامتنان بالجهود المبذولة من جمهورية مصر العربية قيادةً وحكومةً وشعباً للوقوف بجانب ليبيا في أوقات المحن والشدائد، مؤكداً على أهمية تلك المساعدات في مساندة قطاع الصحة الليبي في مواجهة التحديات التي يواجهها خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا.

يأتي ذلك انطلاقاً من الروابط التاريخية والقومية التي تجمع مصر وليبيا وتأكيداً على عمق روابط الأخوة والصداقة التي تجمع الشعبين الشقيقين.

مساندة الاقتصاد

بعد توقف التعاون الاقتصادي بين مصر وليبيا لمدة 12 عاما ، تم إعادة تفعيل التعاون الاقتصادى بينهما،  حيث وصل عدد إتفاقيات التعاون المشترك بين مصر وليبيا إلى 51 إتفاقية ومذكرة تفاهم، فى الصناعة والزراعة والعمالة والتجارة والخدمات وغيرها، وفقًا لتصريحات وزير الاقتصاد والتجارة الليبى، محمد الحويج ، وتبلغ قيمة هذه الإتفاقيات 19 مليار دولار أمريكي ، وفقا لتصريحات وزير الشؤون الاقتصادية الليبية، سلامة الغويل، لـقناة "الشرق" الإخبارية يوم 16 سبتمبر 2021 .

مساندة إعادة الإعمار

أعلن الفريق كامل الوزير، وزير النقل، بعد مباحثاته مع وزير المواصلات الليبى، محمد الشهوبى على آفاق التعاون بين مصر وليبيا في مجال النقل والبنية التحتية ، من خلال توقيع عددًا من الإتفاقيات فى مجال البنية التحتية والطرق والكبارى، وأكد على أن المؤسسات المصرية ستشرف على كل هذه المشروعات وستدعم الجانب الليبى بعدد من المهندسين المتخصصين المتميزين فى هذا المجال .

من جانبه، رحب "الشهوبى"  بتنفيذ عدد كبير من مشروعات الطرق والكبارى والبنية التحتية فى ليبيا بواسطة الجانب المصري ، إضافة الي  عدد من مجالات النقل، مثل الموانئ البرية والجافة مثل منفذ " السلوم- وإمساعد البرى" ، وسرعة إنهاء الإجراءات الخاصة بتوقيع اتفاقية النقل البرى بين الجانبين.

كذلك أعلن "الشهوبي" عن الاستعداد لتوقيع إتفاقيتين بين البلدين فى مجال النقل البحرى، الأولى للبحث والإنقاذ البحرى، والثانية لمكافحة التلوث البحرى، فضلًا عن ضرورة تحديث اتفاقية النقل البحرى الموقعة بين البلدين عام 1992.

مساندة في المجال الأمني

في يوم 25 سبتمبر 2021 ، أعلن وزير الدولة للشؤون الاقتصادية الليبية، سلامة الغويل، توقيع بروتوكول بين الشركة القابضة لمصر للطيران والخطوط الجوية الليبية والإفريقية؛ للتعاون فى مجال أمن الطيران المدنى.

بناءً على مذكرة التفاهم التى وقّعتها الحكومتان المصرية والليبية ، يندرج ضمن حقوق وواجبات خبراء الدولة المصرية المفوضين القيام بمتابعة إجراءات ضمان أمن المطارات الدولية الليبية، إذ خوّلهم صلاحيات واسعة فى إعادة تفتيش الأمتعة والحقائب ووجبات الطائرة وطرود الشحن، وإعطاء تعليمات واجبة التنفيذ لمصالح الطيران الليبى، فيما يتعلق بالجانب الأمنى.

كما سمحت مصر بهبوط الطائرات الليبية فى مطار القاهرة الدولى، بعد حظر قارب 5 سنوات بعد أن كانت الرحلات تُوجّه حصريًا إلى مطار برج العرب بالإسكندرية. 

اتسمت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لفرنسا 12 نوفمبر 2021، ومشاركته فى مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا، بأهمية كبرى، خاصة مع المباحثات التي أجراها الرئيس السيسى مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما أن حضور الرئيس السيسى للمؤتمر، يؤكد أن مصر حريصة أن تكون ليبيا لأبنائها لتشهد استقرارا سياسيا وأمنيا.