رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من المعداوى إلى الشعراوى تعرف على أبرز معارك زكى نجيب محمود

زكي نجيب محمود
زكي نجيب محمود

في  الذكرى الـ30 للراحل الكاتب والمفكر المصري الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، وأحد أهم المفكرين المصريين، وأكثرهم حضورًا وفاعلية وخصوبة في الإنتاج الفكري في النصف الثاني من القرن العشرين، والذي خاض العديد من المعارك الفكرية التي منها معركته مع أنور المعداوي وصولًا للشيخ الشعراوي. 

زكي نجيب محمود وأنور المعداوي 

شن الدكتور زكي نجيب محمود هجومًا على الناقد أنور المعداوي، حيث رأى في تقسيم المعداوي الأدباء إلى شيوخ وشبان بمثابة بدعة، ودلل بأن أدباء الابتداع في الأدب الإنجليزي في أول القرن التاسع عشر، كانوا في مجرى الأدب شبابًا تتفجر الحياة الجديدة من سطورهم، ويضرب مثالًا بوردزورث وكوليردج حيث كانا شبابًا لكنهما حلقا كل شيء كالشيوخ.

 

 وهاجمه لدرجة وصف ما كتبه المعداوي لا يعدو أن يكون فتات موائد فهي لا تزيد أن تكون تعليقًا على رجل أو كتاب، ويصف المعداوي بأنه ليس بالثائر كما رجونا لشبابه الطموح أن يكون، إنه لا يزال يسير على النهج، الذي لا بد من الثورة الحقيقية على أسسه وأوضاعه، وأنه لا يخلق جديدًا على نحو ما يخلق الأدباء.

وهذا ما أغضب أنور المعداوي ليعلن سخطه على الدكتور زكي نجيب محمود في مقال نشر له بمجلة الرسالة تحت عنوان بتاريخ 29 أكتوبر 1951 هاجم فيه زكي نجيب محمود، وأعلن في نهايته أنه سوف يسجل في كتابه المقبل "أول محاولة مذهبية في الأدب المصري".

 

 زكي نجيب محمود والشيخ الشعراوي 

تعود وقائع معركته مع الشيخ الشعراوي أوائل الثمانينيات عندما صرح الدكتور زكي نجيب محمود بأننا ممتلئون حقدًا على الغرب لأنه يملك العلم وأدوات الحضارة، ونحن لا نملك إلا مجموعة من الكتب التراثية القديمة التي لا يرتبط معظمها بالعصر الذي نعيش فيه، وأن حقدنا هذا ناتج عن عجزنا الحضاري، والعاجز لا بد أن يحقد، ويدعي في نفسه تميزًا متوهمًا ما ليس فيه على الحقيقة. 

 

وضرب مثلًا على ذلك بما فعله الشيخ محمد متولي الشعراوي حين سخر من الحضارة الغربية في إحدى حلقات برنامجه الأسبوعي لتفسير القرآن، الذي يذيعه التليفزيون المصري، فقال: "إنهم في الغرب فرحون بصعودهم إلى القمر، فما قيمة ذلك" ثم أخذ الشيخ من علبة المناديل الورقية التي أمامه واحدًا وهزه في الهواء وقال: "هذه الورقة أنفع من الوصول إلى القمر".

 

وقد استفز هذا التصرف الدكتور زكي نجيب محمود، فتصدى لبيان خطأ هذا القول موضحًا أن الشيخ الشعراوي هو أول المستفيدين من الصعود إلى القمر؛ لأن إحدى النتائج الفرعية لهذا الصعود هي الأقمار الصناعية التي تنقل أحاديث الشيخ إلى العالم كله.

 

كما أن الشيخ يجلس أمام كاميرات التليفزيون فيدخل ملايين البيوت، والتليفزيون هو نتاج العلم الغربى، ولو كان الشيخ جادًا ويعتقد أن العلم الغربى لا يساوى منديل الورق- الذى هو أيضًا اختراع غربى- فكان عليه أن يرفض الجلوس أمام الكاميرا، ومقاطعة المنجزات التكنولوجية للعلم الغربى.

 

لكن هذا لم يحل دون أن يخاطب المفكر الكبير الشعراوى واصفًا إياه بـ«الشيخ الجليل» وكان أن زار الشيخ المفكر فى مرضه الأخير، تعبيرًا عن حقيقة أن ما بينهما ليس أكثر من خلاف فى الرأى، دون أن يتجاوز أحدهما فى حق الآخر.