رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل ستتحول "طالبان باكستان" من تنظيم إرهابي إلى فاعل سياسي؟ دراسة توضح

طالبان باكستان
طالبان باكستان

كشفت دراسة أجراها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية عن احتمالية تحول حركة "طالبان باكستان" الإرهابية إلى فاعل سياسي في باكستان على غرار نظيرتها "طالبان أفغانستان" التي تبنت مفهوم الإرهاب المحلي ونجحت في السيطرة على الحكم في أفغانستان. 

وأشارت الدراسة بعنوان "طالبان باكستان: التنظيمات الإرهابية والتحول لفاعل سياسي" للباحثة تقى النجار أن هذا يأتي في ضوء ما فعلته حركة "هيئة تحرير الشام" الإرهابية عندما فكت ارتباطها بتنظيم القاعدة، وبدأت في ترسيخ نفسها في ديناميكيات الصراع السوري إلى أن أصبحت الآن فاعل سياسي رئيسي في شمال غرب سوريا.

خطوات التحول 

وأكدت الدراسة أن حركة "طالبان باكستان" بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات مماثلة للتبرؤ من أجندة الإرهاب العالمي وتعزيز توجهها محليًا بهدف تقديم نفسه كفاعل سياسي في باكستان.

استبدال الهيكل شبه القبلي

وأوضحت الدراسة أن من بين الخطوات التي اتخذتها الحركة في تقديم نفسها كفاعل سياسي داخل الساحة الباكستانية هى استبدال الهيكل شبه القبلي لإدارتها إلى النظام البيروقراطي المركزي مثل الذي تتبعه حركة "طالبان أفغانستان"، وبدأت ملامح التغير في هيكلها في التبلور منذ عام 2020 من خلال تعيين حكام ظل لها في مناطق مختلفة بباكستان، كما أعلن أميرها نور والي محسود في نفس العام أن الحركة لن تنتصر إلا إذا نهجت نهج حركة "طالبان أفغانستان".

هيكل مركزي

وفي عام 2022، بدأت الحركة الباكستانية في التحول الفعلي في هيكلها التنظيمي إلى هيكل مركزي مشابه لحركة طالبان الأفغانية والذي يتضمن حكومة الظل والوحدات التنظيمية المركزية المعنية بالحقائب الوزارية الرئيسية حيث ارتفع عدد المسؤولين المعينين من 34 مسئول عام 2022 إلى 139 مسؤول عام 2023.

التوجه المحلي

إلى جانب ذلك، تحاول حركة طالبان باكستان التأكيد على توجهها المحلي وتبرأها من دعم أي أجندة عالمية أو إقليمية. 

كما أبرزت الدراسة طرق تحول توجه حركة طالبان باكستان إلى المحلية من خلال تأكيدها أن بيانات الحركة خلال العامين الماضيين تركز على موضوعين رئيسيين وهما (المبادئ الإسلامية والعادات القبلية) و(الأمة القبلية البشتونية) وهو ما يشير إلى محاولة الحركة تقليل الدعم الدولي لمعركة باكستان ضدها خاصة بعدما عانت طالبان باكستان من خسائر فادحة بسبب ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار، بالإضافة إلى محاولة طرح الحركة لنفسها كجماعة مسلحة محلية بدلًا من تنظيم إرهابي، كما ركزت الحركة على خلق تحالفات متعددة لها من خلال توحيد صفوفها الداخلية وضم جماعات جديدة لها.

تعزيز النشاط

واتخذت حركة طالبان باكستان خطوة مهمة في طرح نفسها كفاعل سياسي في الدولة وهي تعزيز نشاطها، حيث أكد العهد الباكستاني لدراسات الإسلام أن الحركة تبنت حوالي 282 هجوم في عام 2021 وقتلت أكثر من 500 من قوات الأمن.

كما نجحت الحركة في توسيع مناطق عملياتها حيث خرجت من مقاطعة خيبر بوختونخوا وامتدت من الحزام القبلي إلى المدن الرئيسية في البلاد مثل العاصمة إسلام أباد وبلوتشستان.