رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لقد اخترنا الذهاب إلى القمر.. أسرار صراع القوى العظمى للعثور على الماء

الماء والموارد الأخرى
الماء والموارد الأخرى على القمر

منذ أكثر من نصف قرن، ألقى الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي خطابه الشهير في جامعة رايس، حيث قال تصريحه التاريخي "لقد اخترنا الذهاب إلى القمر". ومنذ ذلك الحين، انطلقت البشرية نحو المجهول الفضائي، مشهدًا سباقًا فضائيًا عملاقًا أسر العالم. واليوم، يتجدد هذا السباق، لكن هذه المرة بدوافع جديدة ولاعبين جدد.

السباق الفضائي الجديد

بعد مضي نحو ستة عقود، يعود التاريخ ليتكرر، ولكن برؤية مختلفة. فالسباق الفضائي الحالي يشهد منافسة بين دول عديدة، منها الصين وروسيا والهند والولايات المتحدة، لاستغلال ثروات القمر. واختلفت دوافع هذا السباق عما كان عليه في الماضي.

البحث عن ثروات

لم يعد الفخر الوطني هو الدافع الرئيسي وراء السباق إلى القمر. بل أصبحت الموارد القيمة الموجودة على سطحه هي محور الاهتمام. إذ يُعد سطح القمر مصدرًا لثروات هائلة قد تحدث تغييرات جذرية في مجالات متعددة.

الماء النظيف: الثروة البارزة

من بين الموارد التي تثير اهتمام الدول العظمى هو الماء النظيف الموجود على القمر. أظهرت دراسات وكالة ناسا وجود الماء في المناطق المضاءة بضوء الشمس على سطح القمر، مما يشير إلى انتشاره على نطاق واسع. هذا الاكتشاف قد يفتح آفاقًا جديدة أمام البشرية، حيث يمكن استخدام هذا الماء لدعم البعثات الفضائية المستقبلية دون الحاجة لإحضاره من الأرض.

استغلال المياه

يُعتقد أنه من الممكن تحويل الماء الموجود على القمر إلى هيدروجين وأكسجين، وهما مكونين أساسيين لوقود الصواريخ وللتنفس على التوالي. هذا التحويل قد يسهم في تحقيق الاستقلالية الفضائية وتحقيق انتقالات أبعد في الفضاء.

خرائط المياه القمرية

قدمت العديد من الدراسات الأدلة على وجود المياه على سطح القمر. في عام 2018، أجرى معهد علوم الفضاء في بولدر بولاية كولورادو دراسة أكدت وجود مياه في مختلف مناطق القمر. وفي العام نفسه، أشارت دراسة أخرى إلى أن كمية المياه قد تكون أكبر مما كان متوقعًا، مما يشير إلى وجود مصادر غنية في باطن القمر.

خطط المستقبل

تسعى عدة دول إلى استغلال هذه الثروة الفضائية. برنامج "أرتميس" لناسا يهدف إلى إعادة البشر إلى القمر بحلول عام 2025. من جهتها، هبطت الهند بمركبتها Chandrayaan-3 بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، بينما تخطط روسيا والصين لمهام استكشافية مماثلة.

تحديات وآفاق

تثير هذه الجهود تحديات متعددة، منها التعامل مع الاستغلال البيئي للقمر والتحفظ على الموارد. بالإضافة إلى ذلك، قد تنشأ صراعات دولية حول الملكية والاستغلال. إن استخدام الموارد القمرية يمثل خطوة نحو التقدم والتطور، لكنه يتطلب تنسيقًا دوليًا دقيقًا لضمان الاستفادة المشتركة والمستدامة.