رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضعف البنية التحتية والإهمال الحكومى.. كيف تحولت حرائق هاواى الأمريكية لكارثة تاريخية؟

حرائق الغابات في
حرائق الغابات في ولاية هاواي الأمريكية

في اللحظات الأولى من  حرائق غابات ماوي،  في ولاية هاواي الأمريكية، عندما أسقطت الرياح العاتية أعمدة الكهرباء، وضربت الأسلاك المكهربة بالعشب الجاف بالأسفل، كان هناك سبب لاندلاع النيران دفعة واحدة في صفوف طويلة وأنيقة والتسبب في كارثة تاريخية، حيث كانت تلك الأسلاك معدنية عارية وغير معزولة والتي يمكن أن تشتعل عند الاتصال، ما يعكس ضعف البنية التحتية للولاية الأمريكية والإهمال الحكومي الكبير، والذي تسبب في كارثة مناخية كبرى تُعدّ هي الأسوأ في تاريخ الولاية.

أسلاك عارية وكارثة مناخية

وحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، فإن مقاطع الفيديو والصور تكشف عن أن تلك الأسلاك كانت من بين أميال من الخطوط التي تركتها شركة هاوايان إلكتريك عارية مع تغيرات المناخ وأوراق الشجر الجافة الكثيفة في كثير من الأحيان، ما تسبب في كارثة مناخية كبرى على الرغم من التحذيرات بأن هذه المنطقة معرضة لحرائق الغابات والأعاصير، والمطالبة بتغطية أسلاكها أو دفن الخطوط تحت الرمال حتى لا تكون شرارة لاشتعال النيران.

وتابعت أن ما يضاعف المشكلة هو أن العديد من أعمدة الكهرباء الخاصة بالمرفق، والتي يبلغ عددها 60 ألفًا، معظمها من الخشب، والتي وصفتها وثائقها بأنها مبنية على "معيار عفا عليه الزمن في الستينيات"، كانت مائلة وتقترب من نهاية عمرها الافتراضي المتوقع، ولم تكن على مقربة من تلبية المعيار الوطني لعام 2002 الذي يقضي بأن تكون المكونات الرئيسية للشبكة الكهربائية في هاواي قادرة على تحمل رياح تبلغ سرعتها 105 أميال في الساعة، وجاء في طلب عام 2019 أنه تأخر في استبدال الأعمدة الخشبية القديمة بسبب أولويات أخرى، وحذر من "خطر عام" إذا "فشلت".

وقال مايكل أهيرن، الذي تقاعد هذا الشهر كمدير لأنظمة الطاقة في معهد ورسستر بوليتكنيك في ماساتشوستس، إنه من غير المرجح للغاية أن يكون كابل معزول بالكامل قد تسبب في نشوب حريق في النباتات الجافة.

واتفق الخبراء، الذين شاهدوا مقاطع فيديو تظهر خطوط الكهرباء المسقطة، على أن الأسلاك التي كانت معزولة لم تكن لتتقوس وتشتعل، ما يؤدي إلى إشعال خط من اللهب.

وقالت شركة هاوايان إلكتريك، في بيان، إنها "أدركت منذ فترة طويلة التهديدات الفريدة" الناجمة عن أزمة المناخ، وأنفقت ملايين الدولارات ردا على ذلك، لكنها لم تذكر ما إذا كانت خطوط الكهرباء المحددة التي انهارت في اللحظات الأولى من الحريق عارية.

وقالت الشركة: "لقد قمنا بتنفيذ استراتيجية المرونة لمواجهة هذه التحديات، ومنذ عام 2018 أنفقنا ما يقرب من 950 مليون دولار لتعزيز وتقوية شبكتنا، وحوالي 110 ملايين دولار على جهود إدارة الغطاء النباتي، وشمل هذا العمل استبدال أكثر من 12500 عمود ومنشأة منذ عام 2018، وتقليم وإزالة الأشجار على طول حوالي 2500 ميل سنويًا في المتوسط".

لكن عضوًا سابقًا في لجنة المرافق العامة في هاواي أكد أن العديد من أعمدة الكهرباء الخشبية في ماوي كانت في حالة سيئة، قائلاً: "حتى السياح الذين يقودون سياراتهم حول الجزيرة يتساءلون: ما هذا؟ إنهم يميلون بشكل كبير لأن الرياح بمرور الوقت تدفعهم حرفيًا، من الواضح أن هذا لن يتحمل رياحًا تبلغ سرعتها 60 إلى 70 ميلاً في الساعة، لذا فإن البنية التحتية لم تكن قوية بما يكفي لمواجهة هذا النوع من العواصف.. البنية التحتية نفسها معرضة للخطر".