"متحف متنقل عن الآثار الغارقة".. مبادرة طلابية لنشر الوعى الأثرى بالإسكندرية
شهدت مصر العديد من الاكتشافات الآثرية الهامة، على رأسها المواقع الآثرية الغارقة، حيث تحظى الآثار الغارقة باهتمام كبير لحماية هذا التراث المغمور بالمياه، ومع الاكتشاف الأثري الآخير بمدينة العلمين، استلهم فريق من المعلمين والطلاب بإحدى مدارس إدارة المنتزه التعليمية بالإسكندرية تنفيذ مبادرة للتوعية بالآثار الغارقة.
تحت عنوان "معرض ومتحف متنقل عن الآثار الغارقة" انطلقت أولى فعاليات المبادرة الطلابية بندوة تعريفية حاضر بها سوزان حمدي مسئول الوعي الأثري بالإدارة المركزية للآثار الغارقة، وبحضور مسئولي المبادرة والطلاب المشاركين.
قالت شيماء سالم مدرس أول الدراسات الاجتماعية، أحد المشرفين على المبادرة، إن فكرة المبادرة هو توعية الطلاب بالآثار الغارقة بشكل مختلف من خلال مادة الدراسات الاجتماعية كمعلومات، وربطها بالناحية الفنية والإبداع، حيث تم بدأ فعاليات المبادرة بالندوة التعريفية اليوم للتعرف على معلومات عن الآثار الغارقة من المتخصصين.
وأضافت لـ"الدستور"، أن الفعاليات المقبلة ستكون زيارات ميدانية بإشراف قسم التربية الفنية، لعمل نموذج محاكاة للآثار سواء من خلال التصوير أو النحت، ثم يتم عمل ڤيديو يحتوى على قصة ومعلومات عن كل قطعة فنية ورفعه على الـQR، ويتم إرفاقها بالتمثال أو الصورة أو اللوحة ويكون الڤيديو مترجم بلغات متعددة الإنجليزية والفرنسية والألمانية، مشيرة إلى أن المبادرة تحمل اسم "معرض أو متحف متنقل عن الأثار الغارقة"، وذلك بهدف نشر مخرجات المبادرة من المعلومات والأعمال الفنية في أنحاء الإسكندرية.
نشر الوعي بالآثار الغارقة
من جهتها، أوضحت سوزان حمدي، مسئول الوعي الأثري بالإدارة المركزية للآثار الغارقة، خطة العمل التي تتم بالإدارة للوصول لجميع الفئات، وأهداف التوعية بالآثار الغارقة وتصحيح المعلومات المغلوطة، ومراحل اكتشاف الآثار الغارقة والتعامل معها.
وأضافت أن من خلال الإدارة المركزية للآثار الغارقة، يتم تنفيذ العديد من الدورات التدريبية، نظري وعملي، والتعاون مع العديد من الجهات منها من الجامعات والمعاهد المتخصصة، وقصور الثقافة، لافتة إلى أن وزارة التربية والتعليم من أهم شركاء التعاون، حيث يتم تقديم محاضرات نظري وعملي للطلاب من جميع الأعمار للتعرف على المعدات، وتنظيم زيارات للأماكن المعروض بها منتشلات الآثار الغارقة بالمتاحف المختلفة، فضلا عن تقديم دورات خاصة لذوي الهمم.
وتابعت أن الإدارة تتعاون مع مكتبة الإسكندرية بالعديد من الفعاليات، فضلًا عن المشاركة في بندوات خلال معرض الكتاب، كما يتم التعاون مع هيئة تنشيط السياحة، وصالون الأوبرا بالإسكندرية.
وأكدت حمدي أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم إطلاق " سلسلة اثر ومعلومة" على موقع الإدارة، من خلال نشر معلومات عن أهم المنتشلات والمواقع والقطع الأثرية، بثلاث لغات، فضلا عن نشر بعض المعلومات الأثرية بالتعاون مع الإدارة المركزية السياحة والمصايف.
ولفتت إلى أن خطة العمل المقبلة بإدارة الآثار الغارقة هي توسيع نطاق جهات التعاون بالمتاحف في المحافظات الأخرى، وتعاون أكبر مع قصور الثقافة والمؤسسات الثقافية بشكل أكبر، فضلًا عن تنظيم معرض يضم الأعمال الفنية نتاج الورش والتدريبات المشتركة مع الجهات المختلفة.
ورش عمل وزيارات ميدانية لتنمية الإبداع
وقال محمود حماية، مدرس، أحد المشرفين على المبادرة، إن هدف المبادرة هو توفير المعلومات والمفاهيم الصحيحة عن الآثار الغارقة بالإسكندرية، مشيرًا إلى أنه تم طرح الفكرة عقب الكشف الأثري بمدينة العلمين مؤخرًا وتأثرًا بأهمية الآثار الغارقة، حيث سيتم نفيذ ورش عمل وزيارات ميدانية، وأعمال فنية للطلاب لخلق مساحة كبيرة للإبداع في هذا المجال.
وأوضح أنه من خلال مبادرة معرض أو متحف متنقل عن الآثار الغارقة، تم حصر الطلبة الموهوبين فى المدرسة فى النحت والرسم والتصوير وعمل ندوة وورش عمل عن الآثار الغارقة لتزويدهم ببعض المعلومات عن الموضوع بطريقة شيقة،
وعمل زيارات ميدانية للآثار الغارقة بالمتاحف لرؤيتها على الطبيعة مع وجود معلمات التربية الفنية لمساعدة الطلبة فى إنتاج أعمال فنية مميزة كنموذج محاكاة للآثار الغارقة.
وأشار إلى أنه سيتم عرض الأعمال الفنية بمعرض في المدرسة ثم الانتقال إلى المدارس الأخرى والمشاركة كنطاق أوسع بالتعاون مع توجيه الدراسات الاجتماعية، فضلًا عن المشاركة بتلك الأعمال في معرض الآثار الغارقة قريبًا، جمع المعلومات والصور فى كتيب لتوثيقها.
