رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يستطيع الذكاء الاصطناعي منافسة الإبداع البشري؟.. منصة تقنية تجيب

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي والكتابة

"الخيال هو ركوب السجادة السحرية الحقيقية.. وفي حين أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد ترسم خريطة المعرفة، فإن روح الكاتب تنطلق نحو الإبداع".. هذا ما خلص إليه تقرير تحليلي نشرته منصة "techbuzzireland" المتخصصة في المراجعات التقنية، تناول حدود العلاقة بين الإبداع البشري وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في عالم الكتابة. 

خلص التقرير الذي كتبه المدير التنفيذي، جيم أوبرين، إلى أن "الجدل الدائر حول تفوق الإبداع البشري على خوارزميات الذكاء الاصطناعي دقيق، فبينما أظهر الذكاء الاصطناعي قدرات رائعة في إنشاء النص، فإنه لا يزال محدودًا بافتقاره إلى الخبرات الشخصية والعواطف والوعي، فالإبداع البشري المتجذر في رحلة حياة الفرد الفريدة والعمق العاطفي، لا مثيل له في إثارة روابط حقيقية وصدى عاطفي".

- تعزيز المساعي الأدبية

وتبعا لذلك، من المرجح أن يشهد المستقبل تعاونًا متناغمًا بين الكتاب البشريين وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وستكون التكنولوجيا بمثابة أداة قيمة لتعزيز المساعي الإبداعية. وأشار الكاتب إلى أن "جوهر الإبداع الحقيقي سيكون إلى الأبد تجل للروح البشرية". 

أفاد الكاتب بأن "تقاطع الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي موضوع اهتمام ومناقشة، فقد تأثر مجال الكتابة بشكل كبير بظهور خوارزميات الذكاء الاصطناعي القادرة على توليد النص، وهذا ما يدفع إلى الخوض في سؤال مثير للتفكير: هل تستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تتنافس وتتفوق على البراعة الخيالية للكتاب البشريين؟".

قطعت خوارزميات الذكاء الاصطناعي شوطا طويلا منذ بداياتها البدائية مع النماذج المحسّنة مثل GPT-3، فقد وصلت القدرة على إنشاء نص متماسك إلى مستويات هائلة، يتم تدريب هذه الخوارزميات على كميات هائلة من البيانات النصية. 

يمكنهم إنتاج المقالات والقصص والقصائد وحتى مقتطفات التعليمات البرمجية.غالبًا ما يبدو أنه يتعذر تمييزها عن المحتوى الذي ينشئه الإنسان، بما يقود إلى التساؤل عما إذا كان عالم الإبداع الذي كان يُعتقد سابقًا أن سمة إنسانية مميزة أصبح الآن في متناول الذكاء الاصطناعي؟

- سمات الإبداع 

أشار التقرير إلى أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تُظهر  إبداعًا من خلال تفاعل معقد للتعرف على الأنماط، وعبر استخدام  توليد اللغة ومعالجة البيانات، وهي مصممة لتحديد الأنماط اللغوية وفهم السياق، وتقوم بإنشاء نص يتبع الأنماط المحددة مع دمج مجموعات جديدة.

وبينما يعود إبداع الذكاء الاصطناعي إلى بيانات التدريب والخوارزميات، فإن الإبداع البشري يستمد من التجارب والعواطف الشخصية، فالخيال البشري ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه، إنه يعتمد على تجارب حياة الفرد وعواطفه وخلفيته الثقافية ومعتقداته الشخصية. 

وعلى عكس الذكاء الاصطناعي، الذي يعتمد على البيانات الموجودة، يمكن للخيال البشري أن يستحضر عوالم وشخصيات ومفاهيم جديدة، إذ يسمح عمق المشاعر الإنسانية للكتاب ببث أصالة إبداعاتهم.

- دور العاطفة في الإبداع

تتمثل إحدى السمات المميزة للإبداع البشري في غرس العاطفة في التعبير الفني، ذلك أن المشاعر هي الخيوط التي تنسج السرد، مما يمنحها عمقًا. فبينما يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي محاكاة المشاعر من خلال اللغة، فإنها تفتقر إلى تجربة عاطفية حقيقية.

يستمد الكتاب البشريون عملهم من المشاهد الطبيعية الديناميكية ويوجهون الفرح والحزن والغضب ومشاعر أخرى إلى عملهم. هذه الأصالة العاطفية هي ما يتردد صداها بعمق لدى القراء. بما يعزز الشعور بالألفة مع العمل البشري مقابل المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي الذي يحاول التقليد.

- عدم القدرة على التنبؤ بالعقل البشري

يمكن للعقل البشري أن يقوم بقفزات إلهام تتجاوز التفكير التقليدي. وينتج عن عدم القدرة على التنبؤ هذا روايات فريدة تتحدى القواعد وتقدم وجهات نظر جديدة في الوقت الذي يعمل فيه الذكاء الاصطناعي ضمن حدود بيانات البرمجة والتدريب الخاصة به فقط.

ووفق التقرير، فإنه بدلاً من النظر إلى الذكاء الاصطناعي كمنافس للإبداع البشري، فإن المنظور الأكثر تناغمًا هو رؤيته كأداة تعاونية؛ يمكن للكتاب تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات هائلة من المعلومات بسرعة، وتزويد الكتاب بالرؤى ذات الصلة ومساعدتهم على اتخاذ خيارات إبداعية مستنيرة. يتيح هذا التعاون التركيز على الجوانب الإنسانية الحقيقية للإبداع.