رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون لـ"الدستور": اجتماع لجنة الاتصال العربية بالقاهرة بشأن سوريا مهم للغاية

شكري ووزير الخارجية
شكري ووزير الخارجية السوري

يجتمع وزير الخارجية سامح شكري، الثلاثاء، في القاهرة بنظرائه من الأردن والمملكة العربية السعودية والعراق وسوريا، ضمن اجتماعات لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا.

ويعد هذا الاجتماع الأول للجنة الاتصال العربية في الجامعة العربية والخاصة بالملف السوري، وذلك تنفيذًا لقرار الجامعة العربية في مايو الماضي بعودة سوريا إليها، بعد غياب دام 12 عامًا.

 

دندن: اللجنة العربية يجب أن تساعد سوريا على تجاوز أزمتها 

وفي هذا الشأن، قال النائب السوري مجيب دندن، إن اجتماع لجنة الاتصال العربي بالقاهرة بمشاركة وزير الخارجية السوري أمر مهم جدًا، خاصة بعد الحديث عن تعثر المبادرة العربية.

وأوضح دندن في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن اللجنة يقع على عاتقها وضع الآليات المناسبة التي تساعد سوريا على تجاوز أزمتها من خلال حراك عربي جماعي يساعد في إنهاء الأزمة السورية وسط أجواء من التفاؤل خاصة أن هذا الاجتماع يعقد في القاهرة بجانب وجود نية جادة من جميع الحاضرين لإيجاد نتائج إيجابية تساعد سوريا التي تتعرض لحرب اقتصادية كبيرة من خلال العقوبات الغربية التي تفرض عليها.

 

الجفا يدعو لوجود موقف عربي أقوى نحو سوريا

فيما قال محمد كمال الجفا، الباحث السياسي السوري والخبير العسكري، إن الاجتماع الأول للجنة المتابعة العربية لمعالجة الملف السوري، جاء في ظل وجود تصعيد وتأزيم في كل ملفات المنطقة وتصاعد الضغوط الخارجية على سوريا وزيادة حدة الاعتداءات الصهيونية على سوريا، وزيادة وتيرة هجمات داعش على قوات الجيش السوري مترافق بتهديدات أمريكية بإغلاق الحدود السورية العراقية، ونقل مقاتلين من فصائل مسلحة إلى قاعدة التنف لإعادة تسعير جبهات الجنوب السورية والسيطرة على الحدود السورية الأردنية، مما انعكس بشكل سلبي على الداخل السوري أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ونفسيًا، وكأن سوريا مطلوب منها أن تنفذ ما يُملى عليها.

وأضاف الجفا في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن كل هذه الضغوط تضاف إليها التهديدات التركية بإعادة احتلال مزيد من الأراضي، وزيادة اعتداءات فصائلها على نقاط الجيش السوري بالتزامن من هجمات متلاحقة تقوم بها جبهة النصرة على مدن وقرى شمال اللاذقية وشمال حماة وريف حلب الجنوبي.

وأوضح الجفا أن الدول العربية تطالب سوريا بقطع علاقاتها مع إيران والوصول الى حل سياسي مع المعارضة السورية والتي لم يعد لها أي وجود على الأراضي، لأنها ليست صاحبة قرار أو تستطيع أن تنجز أي تسوية سياسية مع الدولة السورية بسبب صلتها بأطراف أجنبية.

وقال الجفا إن الملف السوري معقد وإمكانيات الجامعة العربية أو لجنة المتابعة محدودة في إحداث أي خروقات في هذا الملف، لأن اللجنة قدمت بعض المطالب، وعلى مبدأ خطوة خطوة وكأن جميع الأوراق بيد الدولة السورية أو الجامعة العربية، والتي لا تستطيع أن تفرض أي إجراءات على الدول الرئيسية الفاعلة بالملف السوري.

وتابع "إن كانت هناك فعلًا نوايا طيبة من جميع الأطراف العربية عليها تشخيص الواقع السوري بدقة وإيجاد الحلول والبدائل للسوريين بدلًا من فرض شروط على الدولة السورية بدون وجود أي بدائل مالية أو عسكرية أو لوجستية تدعم الجيش السوري للتصدي للتهديدات التي تحيط بسوريا من كل الجهات".

كما دعا الجفا إلى ضرورة وجود موقف عربي أقوى وأكثر تأثيرًا فيما يتعلق بسوريا ودعمها في مختلف الجوانب وخاصة العسكرية والمالية.

 

علي الصاحب: مصر نجحت في جمع العرب

ومن العراق، قال علي الصاحب، الخبير السياسي العراقي ورئيس المركز الإقليمي للدراسات، إن العلاقات المصرية العراقية شهدت كثيرًا من التطور والنجاح والتفاهم المشترك.

وأشار الصاحب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن نقطة الانطلاق والانفتاح على العالم العربي الذي كان يشهد الكثير من الإرهاصات والتقاطعات، وبالتي نجحت مصر كعادتها ومن خلال الجامعة العربية أن تذلل الكثير من الصعوبات وتخلق أجواء مريحة من التفاهمات بين بعض الدول العربية بجانب العراق الذي سعى هو الآخر لتقارب وجهات النظر وخاصة مع سوريا.

وأوضح الصاحب أن لقاء القاهرة جاء ضمن اجتماع لجنة الاتصال التي شكلتها الجامعة العربية، مشيرًا إلى أن الوضع السوري الملف الأبرز في هذا اللقاء، بجانب مناقشة المقررات السابقة، وبحث بعض المستجدات الاقتصادية والإقليمية والدولية.

وأكد الصاحب أن عمق العلاقة بين مصر والعراق أصبح نقطة انطلاق حقيقية للمحيط العربي، وسيبعث انعكاسات ومردودات إيجابية وفعالة على أعضاء الجامعة العربية التي تعمل جاهدة لتوحيد الكلمة ورص الصفوف وسط جملة من الأحداث والتحديات والمتغيرات العالمية.

الجبوري: اجتماع وزراء الخارجية يدعم عودة سوريا إلى الجامعة العربية

من جانبه، قال الخبير العراقي الدكتور عباس الجبوري، مدير مركز الرفد للإعلام والدراسات الاستراتيجية، إن الاجتماع الوزاري بين مصر والسعودية والعراق وسوريا والأردن، مهم جدًا، خاصة أن هذه الدول العربية دورها مهم جدًا في الجامعة العربية وهناك وجهات نظر مهمة ومشتركة بين هذه الدول.

وأضاف الجبوري في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن اجتماع وزراء الخارجية يركز على عودة سوريا إلى وضعها الطبيعي في الجامعة العربية ومساعدة شعبها، داعيًا لضرورة أن يكون هناك تكامل سياسي واقتصادي واجتماعي بين هذه الدول، لأنها تمثل مقدمة الدول العربية التي لها ثقل سكاني واستراتيجي ولديها علاقات إقليمية وخارجية وترتبط بدول العالم.

وأكد الجبوري أن تلك الاجتماعات يجب أن تسخر لخدمة المنطقة والدول العربية والجامعة العربية والأمة العربية، وعدم التفريط في حقوق الشعب العربي، خاصة أن تلك الدول وغيرها ذاقت ما ذاقته بعد الربيع الأسود، و"عش" الدبابير التي حاولت تمزيق الأمة العربية وكيانها وزرع كيانًا مسخًا في كيانها، وأصبحت بؤرة من الفساد والتوتر والتحركات الأخيرة خير دليل على ذلك.

وأوضح الجبوري أن واحدة من هذه الخطوات التي ستفعلها هذه الاجتماعات هي الوقوف عند تلك النقاط  السابقة، والآن الأمة العربي تمر بتحديات كبيرة جدًا وهذه الدول معنية بإيجاد حلول ومخرجات لهذه التحديات، وبالتالي الوقوف بوجه كل من يحاول تمزيق الصف العربي والوحدة العربية.

المحاريق: اجتماع لجنة الاتصال العربي يدعم السوريين

ومن الأردن، قال الكاتب الأردني سامح المحاريق، إن اللقاء بين وزيري الخارجية المصري والأردني يأتي بعد اللقاء الذي جمع قادة البلدين في مدينة العلمين، وقبله زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي مع فريق وزاري إلى العاصمة عمان لمتابعة التنسيق في العديد من الملفات المشتركة.

وأضاف المحاريق في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه يجري كذلك على هامش نشاط دبلوماسي في القاهرة بخصوص العديد من الملفات الإقليمية، ويبدو أن الدبلوماسية في مصر والأردن تسعى إلى تنسيق المواقف للخروج بمواقف متماثلة تعبر عن مصالح البلدين وسعيهما المتواصل إلى الخروج بمشروع تنسيق وتعاون عربي مشترك يرتكز على حالة الاستقرار القائمة في البلدين.

وأشار المحاريق إلى أن اجتماع لجنة الاتصال العربي بالقاهرة يركز على مع يخصبالشأن السوري الذي شهد حراكًا سياسيًا ودبلوماسيًا كثيفًا في الفترة الأخيرة، وذلك للعمل على تقييم التطورات على صعيد عودة سوريا إلى الجامعة العربية وتعاونها مع الأطراف ذات العلاقة ومن أهمها الأردن خاصة لوجود ملفي اللاجئين وتهريب المخدرات نتيجة للأوضاع في الجنوب السوري.