رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمى..

"مكان نظيف جيد الإضاءة".. قصة هيمنجواى عن الفراغ القاتل

هيمنجواى
هيمنجواى

مكان نظيف جيد الإضاءة.. هى واحدة من القصص الشهيرة للكاتب الأمريكى الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب أرنست هيمنجواى . والتى نشرها عام ١٩٣٣ فى مجلة سكريبنرز وكان هيمنجواى يعتبرها أحب قصصه إلى نفسه حسبما أخبر صديقه أرون اداوارد . 

وهذا ليس غريبا ولا مخالفا للمنطق . ففى قصة مكان نظيف جيد التهوية استطاع هيمنجواى ان يعبر عما ينغص حياته وهو الفراغ القاتل الذى عاشه منذ طفولته مما جعله يجوب الأرض شرقا وغربا كى يجد حلا لغربته الداخلية، التى دفعته لعدم الثقة فيمن حوله، والميل إلى الوحدة وعدم مخالطة الناس، والجلوس منفردا فى مكان مضاء ونظيف . وبالقطع المكان النظيف بالنسبة لهيمنجواى هو المكان الخالى من  الزيف والكذب ، ربما لم يجد هيمنجواى هذا المكان الذى كان يبحث عنه لذا مات منتحرا . 
تفاصيل القصة 
تحكى قصة مكان نظيف جيد التهوية عن رجل شارف  الثمانين يجلس فى مقهى يقدم الخمر . فى وقت متأخر من الليل ، بالقرب منه كان نادلان أحدهما يريد أن ينصرف الرجل المسن إلى بيته ، كى يعود النادل إلى زوجته الاى تنتظره فى الفراش ، بينما النادل الثانى وكان اكبر سنا كان لا يريد إزعاج الشيخ الكبير . ثم بدأ بينهما حوار حول الشيخ الذى يجلس للثالثة صباحا منفردا فى المقهى، حيث قال النادل الأول للثانى إن الرجل اقدم على الإنتحار منذ يومين، لكن ابنة أخيه أنقذته، ولما سأله النادل الثانى عن سبب محاولته الإنتحار قال اللاشى . وهنا أراد هيمنجواى أن يقول إن الفراغ شىء قاتل ومزعج جدا .  
يطلب الشيخ كاسا فيخبره النادل  الاول أن وقت غلق المقهى قد حان فقام الشيخ بدفع حسابه وانصرف . فقال النادل الثانى الرجل لا يذهب إلى خمارات لأنه يحتاج إلى مكان نظيف جيد الإضاءة .

بين هيمنجواى ان الرجل المسن كان أصم لا يسمع. ولم يوضح هل ولد على هذه الحالة أم انه أصيب بالصمم عندما كبرت سنه ولم يجد من يهتم به أو يحادثه.  
الهدف من القصة 
أراد هيمنجواى أن يقول إن الإنسان يكون خاويا إذا لم يكن هنا شيء جيد يشغله ويقضى على فراغه الداخلى الذى ينهشه ويفتت عضده .