رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مواجهة الفقر المتعدد.. تفاصيل خطة «التضامن» لمساعدة الأسر الأكثر احتياجًا وتشجيعهم على الإنتاج والادخار ببرامج توعوية وخدمية

مواجهة الفقر
مواجهة الفقر

تواصل وزارة التضامن الاجتماعى ترجمة التوجيهات الرئاسية بالاستثمار فى العنصر البشرى باعتباره أحد مرتكزات رؤية مصر ٢٠٣٠، من خلال خطوات وإجراءات على أرض الواقع تسهم فى نقل الأسر والأفراد الأكثر احتياجًا من دائرة الفقر متعدد الأبعاد إلى الإنتاج والادخار، من خلال التمكين الاقتصادى وتوفير التدريبات التأهيلية اللازمة والاستشارات الفنية والقروض الميسرة اللازمة؛ لبدء مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر. 

وعلى مدى السنوات التسع الأخيرة، ركزت «التضامن» على التوسع فى ضم أسر جديدة لمختلف برامج الحماية الاجتماعية للتخفيف من الآثار السلبية للأزمات الاقتصادية العالمية المتتالية؛ نتيجة جائحة فيروس «كورونا» والحرب الروسية- الأوكرانية.

نيفين القباج: تكافل وكرامة أكبر برنامج حماية ووصل لـ٢٠% من السكان

قالت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، إن الوزارة شهدت خلال السنوات الأخيرة إطلاق عدد من المبادرات لتعزيز برامج الحماية، فى ظل التوجيهات الرئاسية بزيادة قيمة الدعم النقدى الشهرى بنسبة ٢٥٪ ليصل متوسط الدعم لنحو ٦٠٠ جنيه شهريًا.

وأضافت أن عدد المستفيدين من برنامجى الدعم النقدى المشروط «تكافل وكرامة» بلغ ٥.٣ مليون أسرة فقيرة تضم نحو ٢٢ مليون شخص، بنسبة ٦٠٪ لمستفيدى «تكافل»، و٤٠٪ لـ«كرامة» بالتنسيق مع التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى.

وأكدت الوزيرة أن برنامجى «تكافل وكرامة» يعدان أوسع برنامجين للدعم النقدى المشروط، حيث وصل عدد مستفيديهما إلى نحو ٢٠٪ من إجمالى عدد السكان. 

12 رسالة وعى للأولى بالرعاية لتعليم الأسر السلوكيات السليمة والتحذير من العادات السيئة

من أبرز البرامج التى تترجم تدخلات الوزارة برنامج «وعى» للتنمية المجتمعية، الذى يضم ١٢ رسالة تستهدف الفئات الأولى بالرعاية بهدف توفير الحماية الاجتماعية لهم، وهذه الرسائل تستهدف التوعية بحقوق ذوى الإعاقة، والمواطنة، والهجرة غير الشرعية، والنظافة، والصحة، والممارسات الضارة، والأمية، والختان، وصحة الأم والطفل، والتربية الأسرية الإيجابية، ومكافحة المخدرات، وتنظيم الأسرة.

كما جرت إضافة رسالة أخرى عن عمالة الأطفال؛ باعتبارهم جزءًا من الفئة التى تحتاج إلى رعاية وحماية، وذلك من خلال دعم مراكز مناهضة عمل الأطفال.

وأطلقت وزارة التضامن حملة «علشان ولادكم.. احسبوها صح» للتوعية بقضايا الأسرة والتنمية، ورفع الوعى لدى الفئات الأولى بالرعاية وحمايتها من الفقر متعدد الأبعاد، الذى يجعل تلك الفئات أسيرة له بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك بالتوازى مع تقديم حزمة برامج الحماية الاجتماعية حتى تتمكن الأسر الأولى بالرعاية من كسر دائرة الفقر متعدد الأبعاد، والانتقال من مرحلة الحماية إلى الإنتاج. وأكدت الوزارة أنه ستجرى الاستعانة برجال الدين الإسلامى والمسيحى للرد على التساؤلات الدينية للأسر خلال اللقاءات المنفذة على أرض الواقع، إضافة إلى حوارات مجتمعية تشارك فيها ١٥ رائدة مجتمعية، والاستعانة بمواد علمية وفيلمية مبسطة تشمل أهم الرسائل الخاصة بالتوعية.

شيماء محمد: «تكافل» وفر لى فرصة عمل.. و«وعى» حل خلافاتى مع أبنائى

قالت شيماء السيد محمد، صاحبة الـ٣٧ عامًا، إحدى مستفيدات برنامج الدعم النقدى «تكافل»، من محافظة الإسكندرية، إن معاش «تكافل» يساعدها فى شراء الخرز والأساتك التى تصنع منها الاكسسوارات لتبيعها وتدبر نفقات أسرتها.

وتؤكد تجربة شيماء أن مستفيد «تكافل» يستفيد بالدعم الصحى بكارت المتابعة الصحية للمستفيد وأطفاله، وأيضًا بوظائف برنامج «فرصة» التابع لوزارة التضامن الاجتماعى، كما أن أسر «تكافل» تستفيد من ندوات برنامج «وعى» لتعليم أولياء الأمور الطرق الصحيحة لتربية أطفالهم وتنشئتهم تنشئة صحية.

تحمل شيماء شهادة دبلوم المدارس الفنية الصناعية، قسم الملابس، وزوجها صنايعى جلود حاصل على الإعدادية، ورزقهما الله بثلاثة أطفال هم جومانا، ١٢ سنة، تدرس بالصف السادس الابتدائى، وجنى، ٧ سنوات، تدرس بالصف الثانى الابتدائى، وكريم، ٦ سنوات، يدرس بالصف الأول الابتدائى.

تقول: «يعمل زوجى فى ورش الأحذية الجلدية، لكن الصناعة حاليًا ليست فى أفضل حال، وأحيانًا يوفق فى الحصول على يومية أو ينتظر أكثر بلا عمل، وبعد أن تقدمت بطلب للاستفادة من تكافل وكرامة وعقب إجراء بحث اجتماعى عن حالة الأسرة حصلت على موافقة».

تنظر شيماء إلى دعم «تكافل» على أنه فرصة لزيادة دخل الأسرة «كنت أحصل على ٤٠٠ جنيه من خلال تكافل شهريًا، وزادوا لـ٥٠٠ جنيه من كام شهر، وفكرت فى زيادة دخلى من خلال صناعة الاكسسوارات البسيطة، وغالبية اللى بيشتروا منى أصدقائى ومعارفى».

حين لا تجد شيماء من يشترى اكسسواراتها، تبدأ فى شراء خامات لنوعية أخرى من الأعمال اليدوية «بعمل أكل وحلويات ومخبوزات، بجيب الدقيق وباقى الخامات من دعم تكافل وأعمل الأكل وأبيعه، معنديش علاقات كتير، لكن عاملة جروب على الواتس مع أمهات تلاميذ فى مدارس أطفالى واللى بتطلب حاجة باعمله لها، وكمان أعرض عليها اكسسواراتى، لكن طلبات الأكل بتزيد أكثر أيام الدراسة».

تتواصل شيماء باستمرار مع الرائدة الاجتماعية التى ضمت مستفيدات تكافل اللاتى تتابعهن على جروب واحد على واتس آب، ودعتهن لحضور ندوات تنظمها عن كيفية تربية الأبناء ومعالجة مشكلاتهم، ضمن أنشطة برنامج «وعى» للتنمية المجتمعية، التابع لوزارة التضامن الاجتماعى.

تقول شيماء: «أبلة وفاء دايمًا متواصلة معانا، ولو فى أى مشكلة بتواجهنا مع أولادنا بنسألها فيها فى جروب الواتس أو على الخاص، عملت لنا ندوات عن إزاى نتعامل مع أولادنا، وعرفتنا إن كل طفل وله طريقة للتعامل معاه، وإزاى نبص لنفسنا، وإن الواحدة مننا لما تتعصب على أولادها، هما كمان هيتعصبوا أو يبقوا عنيدين وما يسمعوش كلامنا، لكن لما نتحكم فى أعصابنا ونتكلم معاهم بهدوء، هما هيتغيروا لأنهم بيقلدونا من غير ما نحس».

سماح: «اشتريت عيالى وابتعدت عن المخدرات وحاليًا ببيع أحذية واكسب بالحلال»

ترص سماح مجموعة من الأحذية على فرشة أمام منزلها، بعضها للأطفال وبعضها للرجال وأخرى للسيدات، بمختلف المقاسات، وبابتسامة رضا تحكى: «اشتريت عيالى، وبعدت عن جو المخدرات بعد ما تعبت وشفت أيام صعبة، والرائدات الاجتماعيات فى وحدة السيوف فى شرق الإسكندرية شرحن لى طريقة التقديم فى تكافل وكرامة وحاليًا باخد ٥٧٠ جنيه، بتساعدنى فى تعليم ولادى وكمان بشترى بيها البضاعة وابيعها واكسب بالحلال».

تفخر سماح بأن ابنتها الكبرى فرح أنهت دراستها الثانوية، وحصلت على دبلوم المدارس الصناعية، قسم الملابس، والابنة الثانية فاطمة والابن فارس كلاهما فى المرحلة الإعدادية.

تسكن سماح فى شقة بالإيجار، وفكرت فى استثمار معاش تكافل بطريقة أفضل: «تكافل وكرامة ساعدنى فى حاجات كتير، قبل ما آخده مكنتش لاقية، كان اعتمادى على المساعدات من أهل الخير، لكن لما أخدته، على طول فكرت إنى أجيب حاجات وابيعها، بقيت أشترى البضاعة بالجملة من وسط البلد، وابيعها على طرابيزة قدام بيتى، أشترى بـ٢٠ جنيه، وابيع بـ٢٥ جنيه، ولما أبيع واكسب بقيت أجيب لقمة لعيالى وادفع فلوس الدروس، وربنا الحمد لله مبينساش حد».