رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لم يحرز مثلها إلا للملك سليمان".. حكاية عباس باشا الأول وشغفه بجمع الخيول العربية الأصيلة

عباس باشا الأول
عباس باشا الأول

يدين الكثير من العاملين بمجال تربية الخيل العربية الأصيلة ورعايتها، بالفضل لـ عباس باشا الأول، لاهتمامه بالخيل، وتقديمه جهود كبيرة في جمع أفضل أنواع الخيول العربية الأصيلة، حتى تأسيسِه لـ "مملكة الخيل المصرية".

عُرف عن عباس باشا الأول (حاكم مصر في الفترة من ١٨٤٨م حتى عام ١٨٥٤م) بعشقه للخيول، فهو المؤسس لمملكة الحصان المصري حيث إن الخيول حظيت باهتمام كبير في عهد أسرة محمد علي باشا وخاصة في عصره والذى عرف عنه سعيه الدائم إلى جمع الخيول العربية الأصيلة والاهتمام بها واقتناء أفضل السلالات على مستوى العالم أجمع.

ووفقًا لمتحف المركبات الملكية، فإن هذه الهواية جعلت أصدقاء عباس باشا الأول، يسعون بكل جهد للحصول على كرائم الخيول لتقديمها له مثلما حدث عند توليه الحكم قام الأمير فيصل بن تركي بن آل سعود (حاكم نجد) بإهداءه مجموعة من أروع الخيول العربية والتي فرح بها عباس باشا.

وقد ذكر الأمير محمد علي توفيق عن تلك الفترة المهمة في حياة جده عباس باشا قائلاً: "أحببت الخيل منذ حداثتي وبتدأت أمتطى جيادي منذ كان سني ست سنوات وكان معلمى هو الباشا الجركسي الذي أرسله جدى المغفور له عباس باشا الأول أكثر من عشرين مرة لشراء أصل الخيول العربية وجلبها إلى مصر حتى يقال إن مجموعة الخيول التى كانت لعباس الأول لم يحرز مثلها إلا للملك سليمان".

وأضاف توفيق فى حديثه عن جده عباس باشا الأول قائلاً: ارتبط عباس باشا بعلاقة قوية بشيوخ القبائل العربية، وكانت له علاقات متميزة مع كثيرين بالجزيرة العربية وبادية الشام، وقد سعى عباس باشا فى حل كثير من الصراعات الدائرة فى شبه الجزيرة العربية، وكانت له كلمة مسموعة لدى الجميع.

 

فاحتل عباس باشا الأول مكانة فريدة في هذا الميدان لما قدمه من جهود كبيرة غير مسبوقة في تأسيس "مملكة الخيل المصرية".

وكان عباس باشا، لا يسمعُ بفرس أو حصان أصيل إلا أرسل إلى مالكه طلبًا فى شرائه، ويُرغِّبه بالأموال، ويضاعف له، كما كان يفاخرُ بخيله الأوروبيون.

 وذكر البارون الألمانى "جوليوس فون هيجل"، رئيس مزرعة "فيورتمبيرغ"، في مذكراته، أنه عندما جاء إلى القاهرة لشراء الخيول العربية من عباس باشا لصالح الملك "فيورتمبيرغ"، والذى أسس مربطًا للخيول العربية عام 1817، فيروي عن مقابلته عباس باشا: "كان لا يُكثِر من الحديث عن الخيول أمام أحد من الغرباء؛ خشية أن يطلبوها منه".

 

وأضاف: "عندما التقيت به صدفة مع حشد من ندمائه، استدرجْتُه للحديث عن الخيل بشكل عام، فبدأ يسأل عن استيراد الأوروبيين للخيول، ثم تَطرَّقَ إلى مواصفات الخيول العربية وأهميتها، وبعد أن أجبتُ عن تساؤلاته، قال: رغم أننى واثق من أنكم نجحتم فى تربية خيول عربية أصيلة فى أوروبا، إلا أنه يجب ألا تتخيلوا أن ما وُلِدَت عندكم هى جياد عربية أصيلة؛ لأن هناك صفاتٍ لا تولد فى الحصان العربي، ولكنه يكتسبها فقط ما دام يتنفس هواء الصحراء".