رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحت الطبع| «المرأة من التدجين إلى المقايضة».. فالح مهدى يواصل مشروعه

فالح مهدى
فالح مهدى

قدّم الباحث العراقى فالح مهدى عبر عقود، مشروعه فى نقد الفكر الدينى عبر العديد من المؤلفات، ومن أبرزها «الخضوع السنى والإحباط الشيعى: نقد العقل الدائرى»، و«جذور الإله الواحد: نقد الأيديولوجية الدينية»، و«تاريخ الخوف: نقد المشاعر فى الحيز الدائرى».

ويستعد مهدى حاليًا لنشر كتاب جديد، سيصدر عن دار «الياسمين» فى مصر؛ يحمل عنوان «المرأة من التدجين إلى المقايضة». 

وقال مهدى، فى حديثه مع «الدستور»، إن الكتاب يعد امتدادًا وتطويرًا لمشروعه المتمثل بنقد العقل الدائرى، والذى بدأه بكتاب «نقد العقل الدائرى»، الصادر فى عام ٢٠١٥، ليكون حلقة فى مشروع نقد العقل الدائرى الذى لم ينته بعد.

الخروج من التخلف

قبل أن يستقر الكاتب على العنوان الحالى للعمل، كان قد عنونه بـ«المرأة كبضاعة»، لكنه أعاد النظر فى العنوان من الناحية المنهجية ليصير «المرأة من التدجين إلى المقايضة»، وهو ما يتفق مع ما جاء فى عمله «نقد العقل الدائرى»، فى جزء خاص عن «تدجين المرأة»، ليؤكد أهمية طرح الموضوع الذى فرض ذاته على مشروعه بعيدًا عن المجاملات والنرجسية الذكورية.

جاء اختيار الباحث العراقى لموضوع الكتاب، إيمانًا منه بأنه لا يمكن انتقاد العالم القديم، دون التطرق إلى موضوع المرأة التى همشت فيه، ولا يقتصر العالم القديم فى هذا الصدد على مصر الفرعونية وبابل العراقية، وإنما المنطقة من العالم التى ما زالت قائمة وتدين بالإسلام، فمن المستحيل الخروج من التخلف الذى تعيشه هذه المجتمعات، دون إيجاد الصيغ والآليات التى تسمح للمرأة بالمشاركة فى الحياة العامة وإيجاد القوانين الحافظة لكرامتها.

النظام العائلية وتدجين المرأة

يتناول الكتاب عدة موضوعات فرعية؛ ففى الفصل الأول يتحدث الكاتب عن «النظم العائلية»، التى يرى أنه لا يمكن فهم طبيعة المجتمعات دون إلقاء الضوء عليها، فهناك ثمانية نظم فى العالم أسهمت فى خلق ثقافات متباينة، بل إن بعض كبار علماء الأنثروبولوجيا يعتقدون أن النظام العائلى فى ألمانيا واليابان قاد إلى إشعال فتيل الحرب العالمية الثانية، أما المنطقة العربية فقد اتسمت بحضور النظام العائلى فيما يطلق عليه علميًا «زواج الداخل»، ويقصد به الزواج بين أبناء وبنات العم؛ فالنسبة لا تزال مرتفعة وقد تصل إلى ٣٠٪ من الزيجات. 

وبين مهدي أنه يتعرض في كتابه أيضًا لموضوع تدجين المرأة في  العصر الزراعي في فصل حمل عنوان "في البدء كانت الغريزة الحيوانية"، وفصل آخر بعنوان "العصر الزراعي  والأنظمة العائلية". 
ويوضح الكاتب أنه تعرض كذلك لموضوع "الجنس والمرأة"، إيمانًا منه بأن المرأة استُعبدت عبر الجنس، وبالتالي طرح مسألة العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة في كل حضارات العالم القديم المعروفة، وعاد إلى موضوع "الشرف والعار"  لمعرفة مفاهيم الشرف في العالم القديم، كما حاول فهم مفاهيم القوة والهيمنة والسلطة من خلال دراسة الأيدولوجية الذكورية، وأخيرًا وضع كل ما ورد في الكتاب تحت مبضع النقد بالفصل الأخير من الكتاب الذي حمل عنوان "البؤس الأسري في الحيّز الدائري: ملاحظات نهائية".