رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تحمي الدول أمنها في ظل الذكاء الاصطناعي؟.. كتاب حديث يكشف

الدولة وأمنها القومي
الدولة وأمنها القومي في عالم الذكاء الاصطناعي وتشابكاته

في كتابها "الدولة وأمنها القومي في عالم الذكاء الاصطناعي وتشابكاته"، الصادر عن دار المعارف، تدرس الباحثة هبة جمال الدين، تأثيرات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتكنولوجيا الحيوية على الدولة وأمنها القومي ومقدراتها. 

في عصر باتت فيه التحديات لا تتوقف، مع الحديث عن الإنسان المستباح وعصر ما بعد الإنسانية والجندي السوبر الذي لا يهزم والاختراق السيبراني للجسم البشري وفيروسات وتقنيات لا يمكن تتبعها أو ملاحقة تأثيرها، ومع إمكانيات كبرى من المعرفة والتقنية تتركز في أيدي دول كبرى، صارت دراسة تأثيرات الذكاء الاصطناعي في مجال العلوم السياسية ضرورة لا محيد عنها. 

تحديات جديدة

تفترض الدراسة، أن التطور التكنولوجي أسهم في إعادة النظر في مفهوم السلطة الذي تمتلكه الدولة، فوظائف الدولة واختبار استمرارية الوظائف التقليدية التي أقرتها النظريات المتعارف عليها في العلوم السياسية كوظيفة الدولة الحامية والوظيفة الاقتصادية للدولة لم تعد هي الأساس في ظل هذه التطورات المتسارعة.

وتشير الباحثة، إلى أن تحديات الأمن القومي في ظل الذكاء الاصطناعي تتغير، ويضاف إليها تحديات جديدة لا تقف عند حدود الدولة بل تتعدى ذلك إلى البحث في الأمن العالمي، في ظل تأثير التقنيات الجديدة على محددات التفاعل بين الفاعلين الدوليين بالنظام الدولي، وهوية الفاعلين داخله وامتلاك الأسلحة المتطورة الذكية. 

تقول الباحثة: ظهر مفهوم الدولة الذكية ليطرح إشكالية جديدة أمام الدول لتطوير قدراتها الحكومية وخدماتها لتلبي احتياجات المواطنين في ظل ظهور شركات عالمية تلبي متطلبات المواطن كجوجل وفيسبوك وشركة أبل، فالحكومة الذكية سريعة الاستجابة وذكية ومتكاملة تتضمن الحوكمة التكنولوجيا الحديثة كمعيار للحكم على حسن إدارة مؤسسات الدولة. 

 ومع الإمكانيات المتصاعدة للمعرفة والتقنية، صارت الدول تتنافس في محال التحرير الجيني وتهدف لتعزيز حمايتها في مجال الأمن السيراني كما صار الفاعلون من غير الدول يزاحمون الدول فيما تمتلكه من قدرات ومقدرات عبر ساحات من الحروب المستمرة.

سن القوانين والتشريعات

يركز الكتاب على الكثير من الإشكاليات التي تحتاج للحسم ومنها عدم وجود اتفاق دولي حول أخلاقيات العلم، مما يجعل التهديد السيبراني كبيرًا سواء على الصعيد الفردي ممثلا في قدرته على اختراق الجسم البشري أو على الصعيد الدولي ممثلًا في تهديد الدول والأفراد والشركات لبعضها البعض. 

وتنوه الباحثة بضرورة الوعي بتأثير العلم الجديد على الأمن القومي وسن التشريعات والقوانين لحماية سيادة الدول، فضلًا عن ضرورة امتلاك القدرات التكنولوجية وتطويرها؛ نظرًا لأن القوة لم تعد مقتصرة على القدرات العسكرية والاقتصادية وإنما دخلت التكنولوجيا باعتبارها لاعبًا رئيسيَا في هذا المضمار.