رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عميد الدراما.. «المتحدة» تحتفى بأسامة أنور عكاشة.. فيلم وثائقى عن سيناريست الروائع بشهادات الفنانين

 أسامة أنور عكاشة
أسامة أنور عكاشة

تواصل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الاحتفاء بعمالقة مصر فى الفكر والأدب والفنون من خلال سلسلة من الأعمال التى قدمتها خلال الفترة الماضية على مختلف قنواتها وبرامجها، أحدثها إعلان قناة الوثائقية خلال الساعات الماضية عن الاحتفاء بعبقرى الكلمة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة من خلال إنتاج فيلم يحمل اسمه عن مسيرته وإبداعاته يحوى شهادات من فنانين وكتاب وعائلة الراحل عن كواليس الكتابة ونحت الشخصيات الشهيرة من أعماله الخالدة. ومن المقرر أن تعرض «الوثائقية» الجزء الأول من فيلم «أسامة أنور عكاشة»، فى شهر يوليو الحالى، حيث يركز العمل على نشأته فى مدينة طنطا، ثم انتقاله إلى كفرالشيخ، واستقراره فى القاهرة، وانطلاق مشروعه الدرامى الضخم الممتد لنحو أربعين عامًا. يوثق الفيلم ما أنجزه صاحب «ليالى الحلمية» دراميًا وفكريًا على نحو استثنائى، كما يطرح عددًا من الأسئلة التى شغلت عقل الراحل، مثل سؤال الهوية المصرية، ويلقى الضوء على إسهاماته فى السينما والمسرح، ويتطرق إلى معاركه الفكرية. يشهد الوثائقى «أسامة أنور عكاشة» حضورًا لافتًا لعدد كبير من نجوم ونجمات الفن، منهم: إلهام شاهين، ولوسى، وعبدالعزيز مخيون، وصابرين، والمخرج جمال عبدالحميد، إضافة إلى الاستعانة بشهادات عدد من الكتاب والنقاد، أمثال الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، وسيد محمود، وماجدة موريس، وحمدى عبدالرحيم، وأسامة عبدالفتاح.

ماجدة موريس: لفتة إنسانية راقية تؤكد الاحترام الشديد لمبدعى مصر

عبّرت الناقدة ماجدة موريس عن سعادتها بالاشتراك فى الفيلم الوثائقى، لافتة إلى أن هذا العمل مهم للغاية وفكرته تظهر مدى اهتمام الدولة المصرية بالكوادر الفنية العظيمة فى تاريخنا.

وأشارت إلى أن إنتاج الوثائقية لفيلم عن السيناريست الراحل أمر يدعو للسعادة والشكر الكبير، لافتة إلى أن الشركة المتحدة أظهرت احترامًا شديدًا لمبدعى مصر الذين قدموا أفكارًا عبر أعمال ظلت متواجدة بقوتها الفعلية إلى وقتنا الحالى، وهذا يثبت مدى وعى وفهم القائمين على الإعلام فى مصر هذه الفترة. 

وتابعت، قائلة: «يجب تعميم الفكرة وأن توجد أعمال مماثلة لعظماء مصر على كل المستويات، وأعتقد أن هذا يحدث بشكل تدريجى، وهذا لصالح الجيل الحالى الذى يجب أن يعلم الكثير عن عظماء الفن المصرى».

وأضافت «موريس» أن «عكاشة» واحد من المبدعين الذين ناقشوا قضايا حياتية مهمة، لذلك عاشت أعماله بسبب صدقها، وهو ما يظهر فى كل عمل قدمه، كما أن لديه الكثير من الأعمال التى لم يمهله القدر أن يخرجها إلى النور، لكنها ستظهر للجمهور قريبًا.

واختتمت: «أشكر صناع تلك الأعمال التى تؤرخ لتفاصيل مهمة لعظماء مصر، وأشكر المتحدة للخدمات الإعلامية وقناة الوثائقية».

جمال عبدالحميد:  «كان عقلية جبارة وفاهم الحياة كويس»

قال المخرج جمال عبدالحميد إنه قابل الراحل فى بداية حياته، فى الوقت الذى تعرف فيه أيضًا على الراحلين محمود الجندى وفاروق الفيشاوى فى منزله بمنطقة الجيزة قبل أن ينتقل إلى سكن آخر، لافتًا إلى أنهم كانوا يتحدثون معه حول أفكاره ومعتقداته وفلسفته الحياتية.

وتابع: «وقتها لم أكن مخرج دراما وكنت أعمل فى مجال الدعاية والإعلان، فكنت أشعر بحالة سعادة شديدة بالكلام معه، فكان يركز فى كتاباته على الواقع فى كل المحافظات بشكل تفصيلى، وكان ملمًا بكل شىء، وقد طلب منى وقتها أن أخرج أعماله، على الرغم من أنى كنت أعمل فى الدعاية ولم أكن مخرجًا تليفزيونيًا، وهو صاحب الفضل فى دخولى عالم الإخراج الدرامى».

واستكمل: «كان شخص فاهم الحياة كويس ويعلم مفرداتها جيدًا وعقلية جبارة، وكنت أشاهد وأقرأ ما يكتبه، حتى إننى تعلمت منه كتابة السيناريو، فعلاقتى به أفادتنى كثيرًا، وأول عمل أخرجته له كان سهرة درامية باسم تحت الملاحظة، وقد شاهدها فى شهر رمضان وهنأنى كثيرًا على العمل وهاتفنى خلال وجودى وقتها فى ماسبيرو لإخراج فوازير شريهان (حاجات ومحتاجات)، ومن وقتها تعاونا معًا فى أعمال عديدة».

واستطرد: «عقب نجاح تحت الملاحظة عرض علىّ إخراج (أرابيسك) وبالفعل حصد المسلسل نجاحًا كبيرًا، وعلاقتنا كانت علاقة صداقة قوية، وقد تعلمت من خلال كتاباته الكثير، فقد عرض علينا الكثير من الموضوعات التى كان يكتبها، فصداقتنا كانت مبنية على حب شديد، فكان يعلم جيدًا ما يحدث فى مصر من التاريخ القديم إلى وقتنا الحالى، فهو شخص عبقرى».

وعن العمل الذى كان ينوى إخراجه ولم يكتمل، قال: «اتفقنا على تقديم ثلاثة أجزاء من مسلسل زيزينيا، وهذا لم يجر تحقيقه لأنه غضب من قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى، لأنهم فشلوا فى الحصول على موافقة الفنانين الذين شاركوا فى الجزءين الأول والثانى».

واختتم: «كنت أتوجه إلى الإسكندرية أنا 

وصلاح السعدنى، حيث يقيم، لنستمع إلى حكاياته الجديدة، ونشعر بحالة رضا شديدة عما كان يكتبه من موضوعات إبداعية وراءها عقلية شخص واعٍ وفاهم، فهو أستاذ كتابة، وللعلم طوال حياتى لم أجد شخصًا يشبهه على الإطلاق، فكان يعشق التاريخ، وكانت لديه تجربة حياتية عظيمة».

عبدالعزيز مخيون: كتب للوطن فقط ولم يسعَ للشهرة أو المال

تحدث الفنان القدير عبدالعزيز مخيون عن مشاركته فى الفيلم وعلاقته بالكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وقال: «جمعتنى بالراحل مواقف وذكريات فى فترة شبابنا وكنا نعمل معًا ونتناقش أيضًا فى كل الأمور، فكان مؤمنًا بقدراتى الفنية بشكل كبير، وكان مؤمنًا بالأفكار الاشتراكية، وكنا نشعر بأننا نشبه بعضنا جدًا، فقد عبرت عنه من خلال الشخصيات التى جسدتها فى أعماله، فهذه الشخصيات تجسد شخصيته الحقيقية أو على الأقل بها جانب منه، خاصة شخصية عبدالرافع فى مسلسل أبواب المدينة».

وأضاف: «الراحل كان مؤمنًا بقدراتى، فمثلًا شخصية عادل أبوليلة فى مسلسل زيزينيا، هو شخص نصاب وحرامى، وتحدث معى حولها، وقال لى إن هذه الشخصية ستجعلنى أتحدى نفسى، وقد كانت، فكان يضعنى فى أماكن تمثيلية جديدة مليئة بالتحدى».

واختتم: «كان لا يكتب من أجل الكتابة ولا يكتب من أجل المال أو الشهرة، فكان يكتب من أجل الوطن فقط، وهذا كان الباعث الرئيسى لديه، وأتمنى أن يظهر كاتب جديد خلال الفترة الحالية بنفس العقلية المحترفة الوطنية التى كانت فى أستاذنا الراحل الذى وهب نفسه لمصر».

نسرين عكاشة: «أبوالعلا البشرى» و«عابر سبيل» الأقرب إلى شخصية والدى

عبّرت الإذاعية نسرين أسامة أنور عكاشة، ابنة السيناريست الراحل، عن سعادتها بالعمل الوثائقى الذى أنتجته وحدة الوثائقيات بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للعرض على قناة الوثائقية، ويتناول قصة حياة والدها، لافتة إلى أن هذا العمل يعبر عن حالة خاصة لسيناريست الروائع.

وقالت، لـ«الدستور»، إن المسئولين عن العمل فى القناة أنفقوا وقتًا كبيرًا فى التحضير ليخرج العمل بشكل يليق بالراحل، لافتة إلى أنها سعيدة للغاية بفكرة عرض العمل على عدة أجزاء، وأن الفيلم يتحدث عن أمور عديدة فى حياة والدها.

وتابعت: «الوالد كان لديه العديد من المشروعات التى لم تخرج للنور بعد، وتقديم أعماله مؤخرًا أمر جيد ويُظهر مدى اهتمام القائمين على الصناعة الفنية فى الدولة بوالدى، وأعتقد أن هناك مشروعات ستخرج للنور قريبًا».

وعن ذكرياتها مع السيناريست الكبير، قالت: «كان دائمًا ما يهتم بفكرة الإنسانية، فكان شخصًا يهتم فى المقام الأول بالتفاصيل الإنسانية، وكان يشارك مَن حوله مشاعرهم وكان شخصًا متواضعًا لأبعد الحدود، وكثيرًا ما يحاول الاهتمام ومساعدة الآخرين».

وأضافت: «كان على علاقة قوية بعدد من النجوم الذين شاركوا فى أعماله المتنوعة أمثال شوقى شامخ وعدلى صادق ومحمد فاضل ويحيى الفخرانى وصلاح السعدنى ونبيل الحلفاوى والمخرج عاطف الطيب».

وعن إنتاج عدد من أعماله الدرامية التى كتبها قبل أن يرحل قالت: «أرى ذلك بأكثر من جانب، فالقائمون على الفن حاليًا يحاولون إعطاء الراحل حقه، وهذا شىء يُحترم، فالفيلم الوثائقى بالنسبة لى أهم من إنتاج أعماله، فهذا اهتمام يُحترم وأشكر القائمين على ذلك، فالشركة المتحدة أشعرتنى بحالة سعادة شديدة، فالراحل كان دائم الحديث معنا حول أهمية هذه الأعمال فى المستقبل ومدى نجاحها، وأنا أرى أنها أعطتنى جرعة أمل بأن الدنيا لسه بخير».

وعن أكثر الأعمال قربًا لشخصية والدها ردّت: «هناك أعمال عديدة، فأنا أرى أن كل عمل قدمه فيه جزء من روحه، فالجميع يتحدث عن عملين أو أكثر، لكن أرى أن كل أعماله بها تفاصيل منه، فكل مشاهدة لعمل له أستوعب أمرًا جديدًا من روحه، فملامحه موجودة فى كل عمل كتبه خاصة أبوالعلا البشرى وعابر سبيل».