رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة رئيس وزراء الهند إلى مصر.. خبراء: تكامل بين البلدين في الصناعة وإنتاج الهيدروجين الأخضر

زيارة رئيس وزراء
زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى

ثمَّن خبراء وسياسيون زيارة رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودى، للقاهرة، التى بدأت السبت الماضى، حيث تعد تقاربًا ثنائيًا يؤسس لشراكة استراتيجية مهمة تعِد بجنى نتائج إيجابية عدة لكلا البلدين فى الوقت الراهن والمستقبل القريب، فى عدة مجالات حيوية على رأسها تأمين المخزون الاستراتيجى من الحاصلات الزراعية، وتوسيع قاعدة إنتاج الأدوية واللقاحات، والارتقاء بإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتوليد الكهرباء من المصادر الجديدة والمتجددة إلى مستوى عالمى.

وقال الدبلوماسى السابق بوزارة الخارجية الهندية، ماهيش ساجديف، إن زيارة رئيس الوزراء الهندى إلى القاهرة تهدف لتعزيز التعاون الثنائى بين البلدين الصديقين فى العديد من المجالات الواعدة، خاصة مجال التجارة والاستثمار، وتعزيز الاتصالات بين البلدين من تيسير البرامج السياحية إلى المقاصد الرئيسية فى كلا البلدين.

وأضاف، لـ«الدستور»، أنه رغم عدم وجود زيارة لرئيس وزراء الهند لمصر منذ ٢٦ عامًا، فإن الاتصالات الثنائية استمرت عبر عدة قنوات، حيث تشير القمتان اللتان عقدتا فى الأشهر الخمسة الماضية إلى أن قيادتى البلدين مستعدتان للارتقاء بالتعاون الثنائى إلى مستوى استراتيجى.

وتابع «ساجديف»: «أسست مصر والهند حركة عدم الانحياز التاريخية فى ستينيات القرن الماضى، ولديهما قواسم مشتركة كثيرة، ويتبنيان تعزيز السلام والتنمية والاستقرار فى الشرق الأوسط، من خلال إيجاد حلول سلمية لبؤر الصراع فى السودان وليبيا، وحل النزاع الفلسطينى الإسرائيلى».

وأشار إلى أن الزيارة بحثت التعاون فى ملفات النفط والغاز، حيث تعد الهند ثالث أكبر مستورد للوقود الأحفورى فى العالم، فيما تحتل مرتبة متقدمة فى إنتاج الأدوية واللقاحات، ما يعنى أن بإمكانها تقديم يد العون لمصر لإنتاج لقاحات وأدوية أرخص ثمنًا، تغطى احتياجاتها المحلية، وتوفر فائضًا يمكن تسويقه فى إفريقيا والوطن العربى.

وأكد الدبلوماسى الهندى أن هناك تعاونًا بين البلدين فى عدة قطاعات، حيث وقعت ٣ شركات هندية «ReNew Power وACME وOcior Energy» مذكرات تفاهم بقيمة ١٨ مليار دولار فى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، فى النصف الأخير من عام ٢٠٢٢.

وأوضح أن القمتين الثنائيتين اللتين عقدتا فى الأشهر الخمسة الماضية بين قائدى البلدين شجعتا على تحديد القطاعات ذات الأولوية، لتكثيف التعاون فى خلق فرص استثمارية وترويجها بين المستثمرين فى الجانبين.

وأضاف: «أعتقد أن المستثمرين الهنود سيكونون مهتمين بالمجالات التى يتمتعون فيها بالكفاءة لمساعدة مصر من خلال نقل الخبرات، مثل الأدوية، والطاقة الشمسية، والمركبات، والمنسوجات، وتكنولوجيا المعلومات، والمعادن».

وقال «ساجديف» إن عدد سكان الهند بلغ ١.٤ مليار نسمة، وتعتمد الدولة على الثورة الاقتصادية الخضراء وحماية البيئة، كما أنها تعد ثانى أكبر منتج للمواد الغذائية وأكبر منتج للحليب فى العالم، حيث سجلت الصادرات الهندية الزراعية العام الماضى نحو ٢٣.٦ مليار دولار، كما أن نشر أساليب الزراعة الحديثة فى المناطق الزراعية فى مصر باستخدام التكنولوجيا الهندية من شأنه أن يقلل الاعتماد على الواردات.

وأضاف: «تحرص قيادتا البلدين على تعزيز التعاون الأمنى فى مكافحة الإرهاب، حيث يتميز كلا المجتمعين بالتنوع الدينى والثقافى، وتواجه الديمقراطية تهديدات خطيرة من الجماعات المتطرفة ما يحتم عليهما التعاون والتنسيق لحماية الشعبين، والدفاع عن حرية المعتقد وحقوق المواطنة.

فيما أكد وائل عواد، الخبير فى الشئون الآسيوية، مقيم فى الهند، أن نيودلهى تريد علاقات متينة مع القاهرة، تقديرًا لمكانة مصر عربيًا وإفريقيًا والتاريخ الطويل من العلاقات.

وأوضح «عواد»: «بدأت الهند فى توسيع نفوذها فى القارة الإفريقية، وترى أن مصر هى بوابة الأسواق الإفريقية، لذا تسعى للاستفادة من فرص الاستثمار فى مشروعات البنية التحتية فى مصر، خاصة مشروعات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس».

وقال: «كما تريد الهند أن تكون لاعبًا دوليًا رئيسيًا، يشارك بقوة فى القضايا الإقليمية والعالمية، ومن مصلحتها أن يكون لمصر دور مهم فى المجموعات الاقتصادية والأمنية التى تنتمى إليها الهند».

وأضاف: «زيارة رئيس الوزراء الهندى هى الأولى له لمصر منذ تسلمه السلطة عام ٢٠١٤، والأولى لرئيس وزراء هندى منذ عام ١٩٩٧، وسبق للرئيس عبدالفتاح السيسى أن زار الهند أكثر من مرة، وكانت هذه الزيارة مقررة منذ عام ٢٠٢٠ ولكن بسبب جائحة كورونا جرى تأجيلها».

وتابع: «أعتقد أن الهند تريد تعزيز علاقاتها مع مصر، لتصل لمرحلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، خاصة أن هناك طموحات هندية لمد طريق بديل للمبادرة الصينية «حزام واحد طريق واحد»، من خلال التواصل مع مصر عبر المملكة العربية السعودية، ومنها إلى أوروبا وإفريقيا»، مشيرًا إلى أن هناك رغبة فى الإنتاج العسكرى المشترك ووضع آلية لمحاربة الإرهاب والتعاون الأمنى بينهما.

وقال: «يمتد التعاون لمجالات التكنولوجيا والخدمات والفضاء والتعليم والاستثمار فى البنية التحتية والإنتاج العسكرى المشترك، وتستورد الهند البتروكيماويات والأسمدة والمواد الغذائية من مصر، وبإمكان القاهرة التعاون مع نيودلهى فى جميع المجالات».