رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تجسس وتسريب وثائق.. هل تجهض "محاكمة ترامب" مساعيه للوصول إلى البيت الأبيض؟

ترامب
ترامب

يواصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إثارة الجدل، بشكل يطغى حتى على منافسيه الجمهوريين في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وليس فقط على الرئيس الديمقراطي جو بايدن.

آخر الأمور المثيرة للجدل حول الملياردير الجمهوري توجيه لائحة اتهام له، بل ومحاكمته بسبب احتفاظه ببعض الوثائق السرية حينما كان رئيسًا للبلاد.

المحلل السياسي الأمريكي الدكتور عاطف عبدالجواد، قال إن هناك 37 تهمة موجهة للرئيس السابق. وربما كان بعضها سياسيًا ولكن هناك تهمًا أخرى جنائية مثل رفضه إعادة بعض الوثائق السرية والاحتفاظ بها في أماكن غير مأمونة، وإخفاء البعض الآخر، والإدلاء بأقوال كاذبة، وهذه التهم تحمل في مجملها عقوبات أقصاها 400 سنة سجنًا. 

انسحاب ترامب

وأضاف عبدالجواد لـ"الدستور": "هناك شهود ضد الرئيس من بين مساعديه، وحتى لو كانت هناك تهم مدفوعة سياسيًا فهناك أيضًا، تهم حقيقية مدفوعة بالأدلة، وسيكون على المحلفين والمحكمة البت في هذه التهم، وإلى أن يحدث ذلك يبقى المتهم بريئًا حتى تثبت إدانته".

وأشار المحلل الأمريكي إلى أنه حتى الآن، ورغم هذه التهم، يتقدم دونالد ترامب على قائمة خصومه الجمهوريين المرشحين لانتخابات الرئاسة. وهناك الآن ١١ مرشحًا جمهوريًا يسعون لخوض الانتخابات الأولية التي ستختار منهم من يمثل الحزب الجمهوري أمام الديمقراطي جو بايدن في نوفمبر ٢٠٢٤، والفارق كبير لصالح ترامب.

وأوضح أن سير المحاكمة والتهم الأخرى التي تنتظر ترامب قد تغير هذه الأرقام. فما زالت هناك تهم أخرى لم يعلن عنها بعد. وقد تؤدي هذه التهم حتى قبل حكم المحكمة بالرئيس السابق إلى إعلان انسحابه من الترشح، ولكنه حتى الآن يقول إنه مصمم على مواصلة حملته الانتخابية.

وحول نجاح ترامب في العودة إلى البيت الأبيض، شكك عبدالجواد في الأمر، ليس فقط بسبب الأثر التراكمي للتهم والإدانة المحتملة، بل أيضًا لاحتمال ظهور مرشح جمهوري قوي خلال الأشهر المقبلة، ثم بسبب التحسن الواضح في أحوال الاقتصاد الأمريكي. 

واختتم بالقول: هذا التحسن يلعب لصالح الديمقراطي جو بايدن. ليس هناك في الدستور ما يمنع ترامب من مواصلة حملته للعودة إلى البيت الأبيض رغم التهم والمحاكمات، ولكن في نهاية المطاف من هو الناخب الذي سوف يصوت لمرشح يحمل معه كل هذه المشاكل القضائية والأخلاقية والمعنوية؟. 

مخاوف الديمقراطيين

وقال المحلل السياسي الأمريكي توم حرب، إن محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب من قِبل وزارة العدل التابعة للإدارة الأمريكية تحت إشراف بايدن، نوع من المحاكمة السياسية لمنافس بارز ضمن الحزب الجمهوري ضد الرئيس الحالي، الذي يتخوف من سياساته الداخلية والخارجية الفاشلة.

وأضاف "حرب" في تصريحات خاصة لـ"الدستور": إذا كان هنالك رئيس محبوب مثل ترامب فإن الإدارة الحالية تريد اغتياله سياسيًا، لمنعه من الوصول إلى الانتخابات، سواء التمهيدية في الحزب الجمهوري، أو النهائية على منصب الرئاسة.

وتابع: الاتهامات تنقسم إلى جزأين الأولى حول التجسس، والثانية تتعلق بنقل وثائق سرية ضد النظام القانوني الموجود، فالأولى سقطت لأنه لم يعاقب أي رئيس أمريكي على مدار التاريخ، فالرجل كان رئيسًا ولديه كل هذه المعلومات وستسقط التهمة لدى المحاكم العليا.

ومضى قائلًا: أما مسألة الوثائق، فقد احتفظ الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون بـ17 شريطًا مسجلًا، وقررت المحكمة أنها ملك للرئيس في حال حاول الاحتفاظ بها، وترامب سوف يستخدم نفس هذا المنطق أمام المحكمة.

محاكمة منطقية

ويرى الكاتب الصحفي المقيم في واشنطن محمد البديوي، أن من مصلحة الديمقراطيين بالطبع ترشح ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة حال ترشح الرئيس الحالي جو بايدن للرئاسة، فمعظم التحليلات والآراء تذهب إلى أن بايدن قادر بسهولة على الفوز حال ترشح ترامب.

وأضاف البديوي لـ"الدستور": بالتالي يستبعد عدد كبير أن تكون محاكمة ترامب سياسية، معتبرين أنها منطقية، في حين يدافع عدد كبير من الجمهوريين وقياداتهم عن ترامب ويهاجمون هذه المحاكمة ويصفونها بأنها سياسية.

وتابع: ربما تؤثر المحاكمة بشكل أو بآخر في مسألة ترشح ترامب للرئاسة، فمع هذا الرجل لا تتوقع ما سيحدث، فهو يثير الجدل، ويحاول استغلال هذه المحاكمات وتحويلها إلى حدث انتخابي يحسن من صورته أمام المستقلين، لكن المشكلة الأكبر بالنسبة له أن هناك جناحًا كبيرًا داخل الحزب الجمهوري نفسه يرى ترامب خطرًا على الديمقراطية، وعلى ما يصفونه بـ"قيم الولايات المتحدة".

وأشار إلى أن هذا الجناح لن يغير قناعته نهائيًا في الرئيس السابق، والأمر كذلك بالنسبة لجزء لا بأس به من المستقلين.

وواصل: "حتى في حال نجاح ترامب في الترشح عن الحزب الجمهوري، فهذا لا يعني أنه سينجح في الفوز بانتخابات الرئاسة، وإنما يعني إضعاف الآمال الكبيرة للحزب الجمهوري في الفوز بانتخابات الرئاسة المقبلة".

واختتم البديوي: أنصار ترامب يزداد يقينهم يومًا بعد الآخر، بأن ما يسمونه "الدولة العميقة" تحارب رئيسهم المحبوب الذي يعدهم بأنه الوحيد القادر على هزيمتها.