رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيام الثورة والخلاص.. أسامة سرايا: مؤامرة الإخوان ظهرت عندما زار مرسى روسيا وطلب أسلحة بـ10 مليارات دولار وقال «ستكون لنا وليست للدولة»

جريدة الدستور

قال الكاتب الصحفى الكبير، أسامة سرايا، إنه أدرك أن سقوط جماعة الإخوان أصبح حتميًا فى اللحظة التى أصدرت فيها قرار إعفاء المشير محمد حسين طنطاوى من منصب وزير الدفاع، حيث أيقن أن الشعب ستعود إليه مناعته، وسينتفض ضد الجماعة.

وأضاف «سرايا»، خلال حواره لبرنامج «الشاهد» مع الإعلامى والكاتب الصحفى الدكتور محمد الباز، على قناة «إكسترا نيوز»، أن تآمر الإخوان ظهر عندما زار الرئيس المعزول محمد مرسى روسيا وطلب أسلحة بـ١٠ مليارات دولار، حيث سُئل هناك لمَن هذا السلاح؟ فقال: لنا، ولم يذكر الدولة المصرية.

وذكر أن القوات المسلحة كانت لديها قراءة لما سيحدث، ولم تكن متلهفة للحكم، وعندما نرى كواليس تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الانتخابات، سنجد أنه لم يكن يريد ذلك، لكن الشعب هو من كان يريده.

■ بداية.. ما التغيير الذى لاحظته على جماعة الإخوان قبل أن تصل إلى الحكم وبعد أن وصلت إليه؟

- القوى المنظمة تحصل على السلطة بالطريقة التى حدثت مع جماعة الإخوان بالضبط، ولا أقصد هنا القوى المنظمة انتخابيًا، وإنما القوى المسلحة والأيديولوجية إلى النخاع، وهى لديها حق أن تقتلك عندما تختلف معها تحت زريعة أنك كافر أو مرتد، ولديها نظرة استعلائية إلى هذا الكون، وحين تُمسك بالسلطة لا تستطيع التحدث معها أبدًا، وجماعة الإخوان حصلت على السلطة فى لحظة انقسام وليس فى لحظة إجماع، ولذلك لم تكمل الحكم.

وفى أثناء حكم الإخوان، كنت أردد دائمًا أننا لسنا فى فترة تنافس، وإنما فى فترة إجماع على الوطن ضد حكم الجماعة الإرهابية، والشعب المصرى كان معظمه مع الرئيس السيسى ومع التخلص من المافيا الدينية، ومن الميليشيا العسكرية وعودة الهوية المصرية.

والمجتمع المصرى تُكتشف قوته عندما تكون هناك أزمة، مثلما حدث فى فترة حكم الإخوان، وتختبر قوة المجتمع المصرى عند وصوله إلى مرحلة الانهيار، أنا رأيت ذلك فى رفض الشعب المصرى حكم الإخوان ونزوله إلى الشوارع فى ثورة ٣٠ يونيو، قلت «انتهى الماتش وعادت المناعة للجسم المصرى».

كنت أرى أن مناعة المصريين قد تراجعت كثيرًا بعد يناير ٢٠١١، وبعد أن استطاع الإخوان الانقضاض على السلطة والبرلمان بسهولة، من خلال استغلال نظام انتخابى ضعيف وهش وغير منظم ومتوتر وخائف، وسرقوا البلد.

■ ما اللحظة التى أدركت فيها أن نظام الإخوان سيسقط؟

- عند إعفاء المشير محمد حسين طنطاوى من منصب وزير الدفاع، وكذلك رئيس الأركان الفريق سامى عنان، وتعيين وزير دفاع جديد، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى وقتها.

أدركت أن المباراة انتهت، ولا بد من رحيل الإخوان، وقيادات الجيش فى ذلك الوقت كانت كبيرة فى السن، وحدثت متغيرات كبيرة على المجتمع المصرى فى هذه الفترة، ومع ذلك لم يتحرك الجيش احترامًا لقيادته، وذلك كان حائط صد يحمى الإخوان، لأن عقيدة الجيش كانت احترام إرادة المصريين واحترام الصندوق.

وكان الرئيس المعزول محمد مرسى فى هذه الفترة قد أجرى زيارة لروسيا وطلب أسلحة بـ١٠ مليارات دولار، وعندما سُئل فى روسيا لمن هذا السلاح؟ قال: لنا، ولم يذكر الدولة المصرية.

وهنا ظهر أن هناك دولتين، وفى نفس التوقيت كان هناك مؤشر آخر على أن الميليشيا العسكرية قد بدأت التحرك فى سيناء، ويعبر أفرادها قناة السويس، وبدأنا نرى مشاهد لاستعراض القوة.

والدولة المصرية، ما قبل ٢٠١١، تسامحت مع أنفاق غزة، وتسامحت مع جماعات استطاعت أن تقيم بنية أساسية ضخمة كبيرة فى سيناء، وكانت تترك ذلك للشرطة، ولم تتدخل بقوة عسكرية كبيرة، والمصريون كانوا متسامحين بشكل كبير مع قطاع غزة، رغم وجود ميليشيا عسكرية إخوانية كبيرة موجودة فى القطاع، والتحمت مع عناصر فى سيناء ودخلت القاهرة لمحاولة إهانة الشرطة المصرية، ومحاولة اقتحام مبنى أمن الدولة.

الإخوان كانوا يلعبون منذ اليوم الأول على أحداث يناير ٢٠١١، خاصة يوم الجمعة ٢٨ يناير، وعندما نزلوا الميدان قرروا السيطرة على الحكم.. واقتحام السجون جريمة لا تسقط بالتقادم.

وجماعة الإخوان أخبرت حبيب العادلى قبل ٢٥ يناير بعدم مشاركتها فى التظاهرات، بتعبير «إحنا مش هنمشى ورا العيال دى»، والشرطة المصرية كانت على دراية بكل الأحداث، ولكن حدث سوء تقدير لحقيقة الأمور، وكان يجب على من هو فى موقع السلطة أن يكون لديه خوف إيجابى ويتحسب مخاطر الطريق.

والعناية الإلهية أنقذت مصر فى ٢٠١١ و٢٠١٣، فمصر محمية إلهيًا، مثلما حدث فى فترة حرب الاستنزاف حتى حرب أكتوبر ١٩٧٣، وكنت على يقين من أن مصر محمية إلهيًا، وأنه سيظهر لها القائد المناسب فى الوقت المناسب.

وهذا ما حدث مع الرئيس الراحل أنور السادات، فى حرب ١٩٧٣، ومن بعده الرئيس محمد حسنى مبارك، بعد اغتيال «السادات»، وحدث مع الرئيس السيسى، بعد القضاء على الإخوان.

ومصر دخلت حربًا مع إسرائيل دون حسابات، لكن بنية خالصة، وهى التى كافأ الله عليها مصر بعد ٥ حروب صعبة بانتصار ١٩٧٣.

■ ماذا قال حبيب العادلى عن ثورة يناير؟

- حبيب العادلى وزير الداخلية وقت الرئيس مبارك كان يعيش حالة انتشاء، وتحدثت معه عن خطورة الإخوان فى ٢٥ يناير، فأكد لى أن قوة مصر ضخمة وأنه لا يوجد قلق، وبعد المظاهرات تحدثت معه تليفونيًا وقلت له لازم الجيش ينزل مثلما فعل الرئيس مبارك فى أزمة أخرى، عندما اضطر الجيش للنزول إلى الشارع لتطويق تمرد قوات الأمن المركزى، ونزلت فرقة المشير أبوغزالة وأمّنت البلد.

حبيب العادلى قال لى: «إحنا واحد»، فقلت أنا أعرف، ولكن لا بد أن ينزل الجيش لأن الإخوان ركبوا الحصان، وكانوا يديرون اللعبة السياسية بـ«الريموت كنترول»، وكانوا سعيدين بالحديث للتليفزيون.

جزء كبير من الشعب المصرى كان موجودًا بميدان التحرير، يشاهد الثورة، لأنها تعد أول ثورة تليفزيونية فى التاريخ، والناس كانوا يشاهدونها فى البيوت وكانوا يريدون معرفة ما يحدث فى الميدان.

كان هناك سوء تقدير من الدولة فى قوة الإخوان، وصدقت السلطة أنهم لن يشاركوا فى الثورة، وقالوا إنهم تحت السيطرة، وهذا غير صحيح، وعنصر القوة العالمية كان معهم.

■ كيف خططت «الإخوان» للسيطرة على الحكم؟

- الإخوان حتى تسيطر على الحكم استعانت بقوة إقليمية وقوى عالمية، والقوى السياسية كانت حاضرة، وعندما تناقشت مع بعضهم، قالوا إن «عبدالناصر» استخدم بعض القوى السياسية فى الثورة، كما أنه تعامل مع الإخوان، وكانوا الظهير السياسى له فى الخمسينيات، لكن التجربة هنا مختلفة.

والناس عندما تقول إن «السادات» و«مبارك»، تعاملا مع الإخوان، أقول لا، كانا يمارسان الاحتواء لأنهما كانا مدركين ويتحسبان لعواقب المعركة مع الجماعة، وكانا يؤجلانها لأطول وقت ممكن، حتى ارتفاع مستوى الوعى لدى الشعب المصرى، وحتى يصل المجتمع لدرجة القناعة بأنه من العيب أن تصل هذه الجماعة لحكم مصر، وكانت هذه الحالة موجودة فى الأربعين عامًا الماضية بعد حرب ١٩٧٣.

وحدثت لحظة وعى وإفاقة للشارع المصرى، وإفاقة مبكرة جدًا، ولى شقيق أصغر منى بعام، كنت أتناقش معه وهو يعرف الإخوان جيدًا كمعرفة كف يده، وتناقشت معه عن إفاقة الشعب المصرى، فقال إنها سريعة وإنه يتمنى أن تستمر حتى ننتهى من الإخوان.

والتوازن الدقيق الحاصل، كان لحظة توفيق إلهى وليس بشريًا، لأن الله تعالى قال «رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ»، لأنه لو زادت الطاقة كنا لن نتحمل وكنا سنتحول بعد مصر الكبرى والفرعونية إلى حالة حروب أهلية واستئساد ميليشياوى على الشارع المصرى، وكنا سنعيش حالة من الصراع التى تستغرق إزالتها وقتًا طويلًا.

والإخوان كانوا يعلمون طبيعة الشعب المصرى، ولكنهم كانوا يدركون أنه عند لحظة الإفاقة الجسم سيلفظهم، والشعب لن يسمح لهم بالحكم، وكانوا يسرعون الخطى حتى لا تحدث هذه اللحظة. 

وأحد أتباع الإخوان تحدث معى وقال إن هناك قاعدة يتبعونها، وهى أنه عندما يقرر الأمير والمرشد أن يمشوا فى الطريق سيمشون ولا ينظرون خلفهم، ويسيرون بـ«الريموت كنترول».

■ ماذا عن دور الجيش فى ثورة ٣٠ يونيو؟.. ولِمَ احتشد الشعب كله خلف القيادة العسكرية؟

- خلال ٢٠١١ و٢٠١٣، كانت هناك فرص كثيرة أمام الجيش ليأخذ السلطة بسهولة، ولكنه كان مترفعًا ويريد نجاح التجربة، والدليل على ذلك أنه فى لحظة ٣٠ يونيو، دعا القوى السياسية والأزهر والكنيسة وترك «كرسى» للإخوان، ودعا رئيس حزب الحرية والعدالة، ورفض الحضور.

ورغم كل الجرائم والعنجهية التى كان الجيش يقرأها جيدًا، قال الجيش «كفى الله المؤمنين شر القتال»، فعندما يجلسون سيستطيعون النقاش معهم، ولكنهم رفضوا الفرصة وقرروا أن يفتحوا صفحة مظلمة مع الشعب بعد ٢٠١٣، وكان لا بد أن تفتح ونرى من قتلوا، ونرى الميليشيات التى نظموها وماذا قدموا، وكان هذا بمثابة محاكمة شعبية. 

كانت هناك مراجعة لدى المجتمع المصرى، كيف قبل بهم وكيف ربط بين الدين والإخوان؟ والبعض كان يصعب عليه أنه سار خلفهم وذهب لصناديق الاقتراع وانتخبهم، والله كشفهم بسرعة، خاصة بعد المعلومات التى ظهرت، وأنه كان هناك تحالف بين الإخوان وتحالف «بن لادن» وتنظيم القاعدة والدواعش وجبهة النصرة الموجودة فى سوريا.

■ كيف تفسر شفرة استدعاء الشعب المصرى القوات المسلحة فى ٣٠ يونيو، خاصة أنه كانت هناك فرص من الممكن أن ينتهزها الجيش للوصول إلى السلطة بعد ٢٠١١ وترفع عن ذلك؟

- استدعاء الشعب القوات المسلحة فى ٣٠ يونيو كان خطوة فى غاية النجاح، الشعب المصرى فى لحظة ما شعر بأن الجيش متقاعس، وهو لم يتقاعس أبدًا، بل كان مترفعًا.

القوات المسلحة كانت لديها قراءة لما سيحدث، لكنها لم تكن متلهفة، وعندما تتم مراقبة كيفية تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الانتخابات، ستجد أنه كان لا يريد ذلك، لكن هذه اللحظة كانت مهمة، حيث كان ينتظر فيها الشعب أن يكون البطل فى القلعة، لأنه فى النهاية سيكون هذا البطل هو المتوسط الحسابى الجامع لكل القوى داخل المجتمع المصرى، بحيث لا يسمح بانزلاق المجتمع إلى فوضى أو حرب أهلية أو استئساد فريق على فريق، أو نعود من جديد لحالة تمييز عنصرى بيننا، فهذا مسلم وهذا مسلم بشرطة وهذا مسلم متدين، وقد رفض الجيش حدوث ذلك فى مصر.

واكتشاف المجتمع المصرى لا يتم إلا وقت الأزمة، كما أن المناعة لا تسمح بأن نصل إلى مرض عضال يؤدى إلى عودتنا بشكل قهرى إلى عصور ما قبل قيام الدولة الحديثة. 

والقوى الحرجة فى المجتمع المصرى لا تسمح بانهياره، وأصبحت قادرة على حمايته، وهذه القوى الحرجة تعتبر أقوى من الجيش، لأنها تحالف بين كل القوات داخل المجتمع، والجيش فى طليعتها.

والقوى الحرجة داخل المجتمع هى التى أصدرت القرار القائل: لا نريد حربًا، لا نريد أن يموت الشعب، لا نريد انقسامًا داخل المجتمع المصرى، نريد مواصلة مسيرة الدولة الحديثة التى قامت فى القرن الـ١٨ مع محمد على ومع عبدالناصر ومع السادات ومبارك، ولا نريد تقسيم الشعب، ولا نريد العودة من جديد إلى حالة الفوضى والاحتلال التى سبقت قيام الدولة المصرية الحديثة، حيث تم احتلالنا منذ أيام الفراعنة، وكنا مع كل القوى المستعمرة نعتبر الدرجة الثانية داخل المجتمع، ولم نكن نعامل بمساواة، حتى قال جمال عبدالناصر «ارفع رأسك يا أخى»، والشعب قد صدق هذه الحكاية، حيث لم تعد هناك قوة درجة ثانية، لم يعد يوجد الباشا ولم يعد يوجد إقطاع أو قوى مميزة تقول «أنا أحسن منك»، «هتقول إنت أحسن منى ليه؟! أحسن منى لو معاك دكتوراه، أنت صاحب علم أفضل أو فنان أفضل؟»، لكن لم تعد توجد فكرة أنك غنى إذن أنت أفضل منى، فقد حدثت مساواة داخل المجتمع المصرى وتكرّست هذه المساواة.

لا يصح أن تأتى فى القرن الواحد والعشرين وأمام الكثير من المتغيرات التى حدثت فى المجتمع المصرى، وتقول أنا مسلم بشرطة وأنت مسلم لست بشرطة، أنا متميز وأنت غير متميز، فقد رفض الشعب المصرى هذه المسألة رفضًا قاطعًا.

■ كيف نواصل كشف مخاطر جماعة الإخوان الإرهابية لدى المصريين ودعم الذاكرة الوطنية والمعرفة المصرية بهذه المخاطر؟ 

- لكى يواصل المصريون كشفهم جماعة الإخوان وخطرها، لا بد من رفع مستوى معيشة الشعب، ولا بد من حدوث تغيير كيفى فى نوعية السكان، لا بد من وجود تعليم وثقافة وصحة والإنفاق عليها بشكل قوى، كذلك لا بد من الحفاظ على قوة المستهلكين، لا بد أن يمتلك الشعب المال فى جيبه، التضخم من الممكن أن ينهك الطبقة الوسطى، كذلك الحال بالنسبة لسعر الدولار.

والوضع الاقتصادى للمواطن المصرى انهار سابقًا فى الفترة من ١٩٦٧م حتى عام ١٩٧٣م، وذلك حتى نستجمع القدرة على حرب ١٩٧٣م، والشعب المصرى تحمل ودفع الثمن.

يجب أن يعى المصريون جيدًا أنه لا يوجد أحد أفضل منهم فى هذه المنطقة، «المصرى مفيش حد أحسن منه»، لكن يجب ألا نصل إلى درجة الغرور.

لا يجب أن يمارس المصرى الاستعلاء أو الهيمنة أو العنصرية، لكن فى نفس الوقت لا بد أن نقول لأى أحد داخل هذه المنطقة يمارس الاستعلاء على القوى المصرية، «لا.. خد بالك دى مصر»، ويجب بناء المؤسسات، إن من أنقذنا هو القوى المنظمة المتمثلة فى القوات المسلحة.

كما يجب أن يكون هناك تحديث للمؤسسات، وهو ما لاحظناه فى خطوات الرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما يذهب لحضور اختبارات «التربية والتعليم». رأس الدولة عندما يكون حاضرًا فإنه يخلق حالة من الانتباه لدى الجميع. كما يجب أن تتحاور هذه المؤسسات مع بعضها البعض وتنتج كفاءات وكوادر، وفى حالة عدم القدرة على بناء المؤسسات ورفع مستوى الشعب من الناحية الاقتصادية، سيتحلل المجتمع، وهذه جريمة سيدفع ثمنها الجميع.

لماذا قلت لعصام العريان إنهم أتوا بثورة وسيذهبون بثورة؟

- مرة كنا نصلى فى مسجد الزهور، وكان عصام العريان يصلى معنا، فقلت له «أنت تتحدث عن الثورة كثيرًا أنت مالك ومال الثورة؟» أنتم منتهزو فرص، الثورة ليست من طبيعة الإخوان، وكان قصدى أن يفهم معنى تبادل السلطة ويكف عن الحديث بعنجهية عن «مبارك»، لأنه كان هناك تجاوز لا أخلاقى، وكانوا قبل السلطة يجرون خلفك ليرضوك، وفجأة توحشوا، ولكن السلطة تأتى وتذهب، السلطة جننتهم، ولذلك قلت له أنتم أتيتم بثورة وستذهبون بثورة، ولكن لم يفهم.