رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل لدى الصين حلول لإنهاء الصراع المتبادل فى أوكرانيا؟

الصين
الصين

كشفت صحيفة "ذا ديبلوماتيك"، اليوم الجمعة، النقاب عن إمكانية الصين لمحاولة إنهاء الصراع المتبادل بين روسيا وأوكرانيا، مشيرة إلى أن لدى الصين الكثير من الدوافع للعب دور الوساطة. 

ولفتت الصحيفة إلى أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يشبه لعبة شطرنج معقدة ومتعددة الأبعاد، وقد أثار ظهور الصين كصانع سلام محتمل الكثير من الجدل.

وبحسب الصحيفة فقد يثير التحول الدبلوماسي الصيني، من عدم مشاركتها الضمني إلى دور دبلوماسي حازم ، أسئلة حول الشراكة "بلا حدود" بين الصين وروسيا وإحجام الصين الواضح عن تصنيف المواجهة بين روسيا وأوكرانيا على أنها حرب.

ويتلخص جوهر الأمر في ما إذا كانت الصين تتمتع بالبراعة والنفوذ الدبلوماسيين لتولي دور كصانعة سلام في الصراع وكيف يمكنها المناورة لتحقيق مثل هذا الهدف.

وتستمر آثار الحرب الباردة في إفادة علاقة روسيا بالغرب ، كما أن اعتماد كييف الدبلوماسي على القوى الغربية يزيد من عدم ثقة موسكو، وسط هذا الوضع الصعب حيث تبرز بكين كوسيط محتمل.

ودعم روسيا لخطة السلام الصينية المكونة من 12 نقطة والاستجابة الأوكرانية الإيجابية لزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لموسكو تعزز موقف الصين.

وعلى الرغم من الشكوك الواسعة النطاق ، وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة إلى شيء لزيارة كييف، وأكدت الدعوة دور الصين المحتمل في عملية التفاوض. 

ويعد نفوذ الصين المتزايد في السياسة العالمية والخبرة الدبلوماسية، كما أظهر دور بكين في التوسط في الصراع السعودي الإيراني في مارس 2023، قد يؤهلها لمثل هذه المهمة المعقدة.

هناك أسباب للاعتقاد بأن الصين مستعدة وراغبة في العمل كوسيط أو صانع سلام في الصراع الروسي الأوكراني.

ويتألف اللعب الدبلوماسي الصيني من مبادرات دبلوماسية استراتيجية لدولة كبرى تهدف إلى تعزيز مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك. تميز هذه الاستراتيجية الدبلوماسية الصين عن التصورات الواقعية التقليدية للتحالفات.

تهدف الصين إلى ترسيخ مكانتها كداعم للنظام العالمي الليبرالي، حيث تحتفظ الصين بموقف متحفظ بشأن الحرب وأكدت أنها "ليست محرضًا ولا طرفًا في الأزمة"، يؤكد موقف عدم الانحياز هذا على محاولة الصين الحصول على صورة عالمية موجهة نحو السلام تختلف عن أدوار القوى العظمى التقليدية في النزاعات.

تعزز المخاوف الجيوسياسية الأوسع للصين دافعها للعب دور الوسيط في الصراع. يدفع الخلاف الدبلوماسي بين الصين والولايات المتحدة والتوترات في مضيق تايوان وديناميكيات القوة الشاملة في شرق آسيا بكين إلى إعادة تقييم استقرار محيطها الغربي.

سيسمح حل النزاع الروسي الأوكراني للصين بالتركيز بشكل مكثف على جبهتها الشرقية وتعزيز مصالحها الأمنية.