رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بحلول يوم الجمعة السادس من زمن القيامة

شيحان
شيحان

تحتفل الكنيسة المارونية بحلول يوم الجمعة السادس من زمن القيامة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: تشكّل الرُّموز (أو الصور) وسيلة للكشف عن الأمور التي نتوقّعها عن طريق التقليد. فعلى سبيل المثال، شَكَّل آدم صورة مسبقة عن آدم الذي سيأتي، فيما كانت الصخرة (في الصحراء خلال الخروج) ترمز إلى الرّب يسوع المسيح.

أمّا المياه المتدفّقة من الصخرة، فكانت ترمز إلى القوّة المحيية لكلمة الله، لأنّه قال: "إِن عَطِشَ أَحَدٌ فليُقبِلْ إِلَيَّ". وكان المنّ صورة مسبقة عن "الخبزِ الحَيِّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء" أمّا الحيّة الموضوعة على سارية، فكانت ترمز إلى آلام المخلّص، وإلى خلاصنا الذي تمّ على الصليب، بما أنّ كلّ "إِنْسانٍ لَدَغَته حَيَّةٌ ونَظَرَ إِلى الحّيَّةِ الْنّحاسِيَّةِ يَحيا". كذلك، فإنّ ما ذكره الكتاب المقدّس عن الإسرائيلييّن الخارجين من مصر كان بمثابة صورة مسبقة عن أولئك الذين يخلصون بالعماد لأنّ أبكار الإسرائيليّين قد خلصوا... من خلال النعمة المُغدَقة على أولئك الذين خُتِموا بدم حمل الفصح الذي كان يرمز إلى دم المسيح.

أمّا السحابة والبحر، فقد كانا في ذلك الوقت يقودان إلى الإيمان عبر التأمّل. لكن بالنسبة إلى المستقبل، كانا يرمزان إلى النعمة التي يفترض أن تأتي. "مَن هو حَكيمٌ فلْيَحفَظْ هذه الأُمور ولْيَفطَنْ لِمَراحِمِ الرَّبّ" سيفهم أنّ البحر الذي كان يرمز إلى العماد، كان يفصل عن فرعون تمامًا كما ينجّينا العماد من عبوديّة الشيطان. في الماضي، ابتلع البحر الأعداء؛ اليوم، يموت هذا العداء الذي كان يفصلنا عن الله. خرج الشعب سالمًا ومعافى من البحر، ونحن نخرج من جرن المعموديّة كما لو كنّا نقوم من بين الأموات، بعد نيل الخلاص بنعمة ذاك الذي دعانا إليه. أمّا السحابة، فقد كانت ظلّ هبة الروح الذي ينعش أعضاءنا عبر إخمادها لهيب أهوائنا.