رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الذهب يواصل نزيف الخسائر.. وعيار 21 بـ2210 جنيهات للجرام اليوم الخميس

الذهب
الذهب

وسّع الذهب خسائره لليوم الثالث على التوالي، ليسجل أدنى مستوى منذ أربعة أسابيع، وذلك في ظل استمرار الدولار الأمريكي في التعافي، وتزايد التوقعات بقيام الفيدرالي بمزيد من التشديد النقدي، وفي المقابل تراجعت مخاوف أزمة الدين الأمريكي، حسب جولد بيليون.

وتتداول أسعار الذهب الفورية، اليوم الخميس، عند المستوى 1976 دولارا للأونصة، منخفضاً بنسبة 0.3%، مسجلاً أدنى مستوى في 4 أسابيع عند 1972 دولارا للأونصة، لينخفض الذهب منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.6%.

ومنذ تسجيل الذهب أعلى مستوى تاريخي مطلع هذا الشهر عند 2080 دولارا للأونصة، فقد أكثر من 100 دولار منخفضاً بنسبة 5% خلال أقل من أسبوعين، حيث تظل هذه الحركة السلبية ضمن نطاق التصحيح السلبي على مستويات الذهب بعد تسجيله مستويات قياسية.
والسبب المباشر لدفع أسعار الذهب إلى التراجع هذا الأسبوع هو عودة الدولار الأمريكي إلى الانتعاش في الأسواق المالية بشكل تسبب في جعل الذهب أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى منذ كون الذهب سلعة تسعير بالدولار، وكذلك تلاشي مخاوف أزمة الديون الأمريكية.

ومؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية سجل ارتفاعا اليوم بنسبة 0.2%، وسجل أعلى مستوى منذ شهرين تقريباً عند المستوى 102.99، ليسجل بذلك الدولار ارتفاعا لليوم الثالث على التوالي ليصعد على المستوى الأسبوعي بنسبة 0.4%.

ووجد الدولار هذا الدعم الكبير من تصريحات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي المستمرة هذا الأسبوع، والتي أشارت في مجملها إلى استمرار مخاوف التضخم، وضرورة استمرار التشديد النقدي من قبل البنك الفيدرالي في المقابل، والتي قد تتضمن العودة لرفع أسعار الفائدة بعد إشارة البنك في اجتماعه الأخير إلى إمكانية تثبيت الفائدة في اجتماع يونيو القادم.

وقال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، يوم الثلاثاء، إنه من السابق لأوانه الحديث عن تخفيضات أسعار الفائدة، بينما قالت لوريتا ميستر، رئيسة البنك الفيدرالي في كليفلاند، إن الأسعار لم تصل بعد إلى نقطة معينة حيث يمكن أن تبقى ثابتة.

في الوقت نفسه تضع الأسواق فرصة بنسبة 76.2% في أن يحتفظ البنك الفيدرالي بأسعار الفائدة عند المستويات الحالية في يونيو، كما أن المشاركين في الأسواق تراجعوا أيضًا عن توقعاتهم بخفض سعر الفائدة هذا العام.
كل هذه العوامل ساعدت على دعم الدولار، وفي المقابل دفعت أسعار الذهب إلى التراجع، حيث تعد توقعات رفع الفائدة أخبارا سيئة بالنسبة للذهب الذي يعد أصلا لا يقدم عائدا لحائزيه على عكس السندات الحكومية التي تدر عائدا على حائزيها مع ارتفاع أسعار الفائدة.

وارتفع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 3.8%، ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 3.597%، بينما ارتفع العائد على السندات لأجل عامين الذي يعد أكثر حساسية لتغير أسعار الفائدة منذ بداية الأسبوع بنسبة 4.4%، وسجل أعلى مستوى في 3 أسابيع عند 4.173%.

وفقد الذهب هذا الأسبوع الداعم الأخير له خلال هذه الفترة، وهو المخاوف بشأن أزمة الدين الأمريكي وتخلف الحكومة الأمريكية عن سداد التزاماتها، وذلك بعد تقلص المخاوف في الأسواق هذا الأسبوع بعد تصريحات مشجعة من قبل صانعي القرار الأمريكي.

وصرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، بأنه على ثقة من التوصل إلى اتفاق بشأن أزمة الدين الأمريكي، وأشار إلى أن جميع القادة يتفقون على عدم التخلف عن السداد، وستتواصل المناقشات حتى التوصل إلى اتفاق حول قضية سقف الدين الأمريكي.

وتحسنت معنويات السوق بعد أن قدمت إدارة بايدن إشارات إيجابية بشأن رفع سقف الديون الأمريكية، مشيرة إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق مع المشرعين الجمهوريين بحلول هذا الأسبوع.
وكانت المخاوف بشأن احتمال تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون مصدرًا رئيسيًا لقلق الأسواق في ظل النزاع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على شروط الموازنة، وكانت هذه المخاوف هي المصدر الرئيسي لدعم الذهب خلال الفترة الأخيرة.
ولكن مع تبدد هذه المخاوف فقد الذهب أي دعم واندفع إلى التراجع في الوقت الذي اكتسب الدولار الأمريكي الزخم الإيجابي الكافي لتحقيق المزيد من المكاسب.

أسعار الذهب في مصر

يستمر مسلسل الهبوط في أسعار الذهب المحلية، لتشهد الأسواق تسارعا في الهبوط بدعم من انخفاض أسعار الأونصة العالمية واستقرارها تحت المستوى النفسي 2000 دولار لليوم الثالث على التوالي، بينما يسهم تراجع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار في السوق الموازية في تأكيد هذا الهبوط.
وسجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً، اليوم الخميس، 2210 جنيهات للجرام، مع استمرار الانخفاض التدريجي في الأسعار منذ بداية الأسبوع، بينما سجل الجنيه الذهب اليوم 17680 جنيهًا.
وانخفضت أسعار الذهب منذ تسجيله أعلى مستوى تاريخي عند 2800 جنيه للجرام بمقدار 590 جنيهًا، منخفضاً بنسبة 21% خلال فترة قياسية، الأمر الذي أكد رؤية البعض أن المستويات القياسية التي سجلها الذهب من قبل كانت مبالغا فيها ولا تعكس السعر الحقيقي للذهب.

ومنذ بداية الأسبوع انخفض الذهب بمقدار 200 جنيه للجرام بنسبة انخفاض 8.3% ليتوافق هذا مع انخفاض كبير وملحوظ في أسعار الذهب العالمية منذ بداية الأسبوع بمقدار 30 دولارًا.

وعودة الثقة في الأسواق المصرية بشكل تدريجي ساعدت على استمرار تراجع أسعار الذهب، خاصة في الوقت الذي يتراجع فيه سعر صرف الجنيه مقابل الدولار في الأسواق الموازية، الأمر الذي ساعد على اقتراب تسعير الذهب محلياً من السعر العالمي.
وأيضاً مبادرة السماح بواردات الذهب بالدخول دون جمارك أو رسوم ساهمت في زيادة المعروض المحلي من الذهب لمواجهة الطلب المتزايد خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى الإعلان الرسمي عن عمل أول صندوق استثماري في الذهب، والذي ساهم في هدوء وضبط أسواق الذهب.

وقد نشهد عودة إلى تزايد الطلب على الذهب خلال الفترة القادمة، فقد يلجأ العديد إلى شراء الذهب عند المستويات الحالية التي تعد مشجعة للشراء، وهو ما يعيد الطلب إلى التزايد، ولكن الاستقرار الأخير في سوق الذهب المحلي سيحقق توازنا بين العرض والطلب، وحتى لو عادت الأسعار إلى الارتفاع ستكون ضمن تحركات مقبولة.