رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"قصار القامة" الأكثر تضررًا.. تغير المناخ يهدد مسيرة لاعبي كرة القدم

تغير المناخ وكرة
تغير المناخ وكرة القدم

في دراسة جديدة، أعدها علماء متخصصون في مجال الرياضة في دارتموث، تمت الإشارة إلى أن الرياضيين الأقل حجمًا في العالم، مثل اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، سيتأثرون بشدة مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، والأفضلية ستكون لطوال القامة فقط.

وكشف مؤلف الدراسة المذكورة، رايان كالسبيك، عن أنواع معينة من الجسم تكون أكثر ملاءمة للمناخات الدافئة، مشيرًا إلى أن الأنماط العالمية لدرجات الحرارة والمناخ التي تحدد الاختلافات في شكل الجسم بين الأنواع حول الكوكب ربما تكون قد شكلت أنواع جسم الإنسان، ليبدو ويؤدي بالطريقة التي يفعلونها.

وفي خطاب رسمي لقسم الاستدامة في FIFA، تم التأكيد على ضرورة الاعتماد على الاستدامة كجزء لا يتجزأ من أي عرض للأحداث الرياضية، وذلك كان موجهًا بشكل مباشر إلى المجموعة الرياضية بالبرلمان الأوروبي (EP)، خلال جلسة حملت عنوان "الاستدامة البيئية في الرياضة".

وأكدت FIFA أن تغير المناخ يشكل تهديدًا لكرة القدم نفسها؛ بسبب أنماط الطقس القاسية في كافة أنحاء العالم، والتي تؤثر على صحة اللاعبين، فضلًا عن تأثر تعامل تعامل FIFA مع أصحاب المصلحة في اللعبة.


حلول علمية
 

وفي الآونة الأخيرة، تم الاعتماد على إحدى التقنيات العلمية المتخصصة في تبريد الملاعب المفتوحة، خلال بطولة كأس العالم 2022، والذي ابتكره مهندس سوداني-بريطاني؛ ليكون المعين الأول لإقامة الأحداث الرياضية الضخمة في الدول الحارة، ويمثل مستقبلًا لضبط حرارة الأجواء في المساحات المفتوحة.

وفي حديث خاص، يقول الدكتور سعود عبد الغني، أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة قطر، إن فكرة النظام الذي عمل على إنجازه خلال 13عاماً، وطبقه لأول مرة باستاد خليفة الدولي لكرة القدم، جاء خصيصًا ليتمكن اللاعبون والجمهور من الاستمتاع بالمباريات داخل الملاعب المفتوحة برغم ارتفاع درجات الحرارة في قطر.

ويوضح "عبد الغني" تفاصيل التقنية: "الهواء المبرد يدخل عبر آلاف الفتحات لتدفق الهواء مصممة خصيصاً تحت مقاعد المشجعين في المدرجات، وباستخدام تقنية تدوير الهواء يتم سحب الهواء من أماكن محددة داخل الاستاد، ومن ثم إعادة تبريده وتصفيته، ثم دفعه مجددًا للخارج".


منافع بيئية

ويستكمل أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة قطر، حديثه مع "الدستور"، موضحًا أن الأمر لم يقتصر على إفادة المجال الرياضي فقط، بل سيمتد ليحقق منافع بيئية أخرى، فهذه النظم لها تطبيقات عديدة يمكن الاستفادة منها خاصة في تحقيق الأمن الغذائي، كما يمكن دمجها في الصوبات الزراعية بالصحراء القطرية، وتركيبها في حقول الفواكه والخضروات للحفاظ على درجات حرارة مناسبة تدعم نموها على مدار العام.

ويختتم "عبد الغني": "الطاقة التي تستخدم حالياً في عمليات تشغيل الملاعب هي طاقة مستمدة من الشبكة الرئيسية، والتي ضمت مؤخراً الطاقة الشمسية من محطة "الخرسعة" لتوليد الطاقة الشمسية".


تحديات صعبة

تواجه كرة القدم تحديات كبيرة بسبب تغير المناخ الذي يسبب زيادة في درجات الحرارة وظواهر الطقس المتطرفة، هذه الأزمة لا تؤثر فقط على صحة وأداء اللاعبين والجماهير، بل أيضًا على استدامة الملاعب والبطولات والصناعة بأكملها.

أحد أبرز التأثيرات التي يسببها تغير المناخ على كرة القدم هو ارتفاع درجات الحرارة، التي تجعل اللعب في بعض المناطق صعباً أو خطراً على صحة اللاعبين. مثال على ذلك هو بطولة كأس العالم 2022 في قطر، التي اضطرت إلى نقلها من فصل الصيف إلى فصل الشتاء لتجنب حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية.

تغير المناخ يؤدي أيضًا إلى حدوث ظواهر جوية متطرفة، مثل الأمطار الغزيرة والفيضانات والجفاف والحرائق والعواصف، التي تؤثر على جودة الملاعب وإمكانية إقامة المباريات، مثال على ذلك هو بطولة كأس أوروبا 2016 في فرنسا، التي شهدت سقوط أمطار غزيرة أدت إلى فيضانات في باريس وإغلاق بعض محطات المترو. 

ومن أجل التخفيف من تأثير تغير المناخ على كرة القدم، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات على مستويات مختلفة، من اللاعبين والمشجعين إلى الأندية والاتحادات والمنظمات الدولية. 

وكانت مبادرة "كرة القدم للمستقبل" (Football for the Future)، التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، جاءت خصيصًا لتشجيع الأندية والاتحادات الوطنية على تقليل انبعاثاتها وزيادة استخدام الطاقات المتجددة والحد من استهلاك الموارد.

وحفزت المشجعين على المساهمة في حل هذه المشكلة بطرق بسيطة، مثل استخدام وسائل النقل العامة أو المشاركة في رحلات السيارات أو ركوب الدراجات للذهاب إلى الملاعب، أو شراء المنتجات المصنوعة من مواد معاد تدويرها أو صديقة للبيئة، أو دعم المبادرات البيئية التي تنظمها الأندية أو المنظمات.