بمناسبة ذكراه.. رحلة الشيخ عبد الحليم محمود من الفلسفة للتصوف

نشأ في أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، وكان أبوه ممن تعلم بالأزهر لكنه لم يكمل دراسته فيه. حفظ القرآن الكريم ثم التحق بالأزهر سنة ١٩٢٣م.

حصل على العالمية سنة ١٩٣٢م ثم سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالي، حيث حصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية عن الحارث المحاسبي سنة ١٩٤٠م، إنه شيخ الأزهر العالم الجليل عبد الحليم محمود، الذي ولد في ١٢ مايو ١٩١٠ بعزبة أبو أحمد قرية السلام مركز بلبيس بمحافظة الشرقية.

بدأ حياته بالعمل مدرسا لعلم النفس بكلية اللغة العربية ثم عميد الكلية أصول وعضوا أمينا لمجمع البحوث الإسلامي وعين وكيلا للأزهر ثم وزيرا لأوقاف وشؤون الأزهر.

موقف عبد الحليم محمود من اتفاقية السلام.

عندما أعلن الرئيس السادات استعداده للسلام وزيارة القدس، رفض الشيخ عبد الحليم هذه الخطوة، وقدم استقالته، حاولوا إقناعه بالرجوع عن الاستقالة مؤقتًا، لانشغال الرئيس بالاستعدادات، رفض الشيخ وقرر عدم الذهاب للمشيخة، ووضع النظام في ورطة، فقررت الدولة تعيين الدكتور عبد المنعم النمر، قائمًا بأعمال شيخ الأزهر، لتسير الأمور على طبيعتها في الأزهر، على الأقل إداريًا! بعد فترة، أجرى عبد الحليم محمود، عملية جراحية، توفي على إثرها، قبيل توقيع اتفاقية السلام رسميًا.

بدأ حياته في مجال الكتابة بالترجمة عن الفرنسية، وجاء أول عمل مترجم له من تأليف أندريه موروا عام 1946، وهي رواية "وازن الأرواح" من روايات الخيال العلمي.

باع ميراثه في قريته بـ 3 آلاف جنيه، قابله أحد الأشخاص الذي كان يحتاج إلى المبلغ فأعطاه له، وعاش في شقة بمنطقة العزيز بالله بمنطقة الزيتون.

حينما تقلد منصب وزير الأوقاف  نشر المساجد في كل ربوع وسمي عصره بالعصر الذهبي لبناء المساجد، نفس الأمر حدث مع تقلده لمنصب شيخ الأزهر بنشر  المعاهد الأزهرية في كل ربوع مصر وسمي عهده بالعصر الذهبي للمعاهد الأزهرية .

قبل حرب أكتوبر ذهب إلى الرئيس محمد أنور السادت وأخبره انه رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام يعبر قناة السويس وقال له اعبر على بركة الله سننتصر وقد كان.

 رحلة الشيخ مع الفلسفة 

يقول شيخ الأزهر الراحل عبد الحليم محمود  عن الفلسفة في مقال نشر له بمجلة الثقافة عام 1965 إن دراسة تاريخ التفلسف ونشأته والعوامل المؤثرة فيه في الأمة اليونانية والأمة الإسلامية يفيد كل الإفادة، إذا أردنا ملاحظة ظاهرة الإيمان من حيث القوة والضعف، وأردنا ملاحظة ظاهرة التفلسف من ناحية الازدهار أو الذبول فالأمة الإسلامية في نشأتها لم تعرف التفلسف، وإنما استسلمت للدين استسلاما مطلقا، ومضى القرن، والمسلمون يلتمسون في كتاب الله وسنة رسوله جميع الحلول للأمور التي تفرض لهم، والاسئلة التي تثور في نفوسهم.

رحلة الشيخ  مع الصوفية 

كان يقول عن التصوف: إنه نظام الصفوة المختارة، إنه نظام هؤلاء الذين وهبهم الله حسًّا مرهفًا، وذكاءً حادًّا، وفطرة روحانية، وصفاء يكاد يقرب من صفاء الملائكة، وطبيعة تكاد تكون مخلوقة من نور.

ويعرف الصوفي بقوله "الصوفي هو الذي التزم بتعاليم الإسلام سيرةً وسلوكًا، وقولًا وعملًا، وهو الذي يستحضر ذكر ربه في كل وقت؛ فإذا وصل المؤمن إلى إسلام حقيقي يجعله مستحضرًا ربه في كل وقت فلن يهتم بمعصيته، ولن يأمر بمنكر، ولن ينهى عن معروف".

 قدم الشيخ عبد الحليم محمود العديد من الكتب المتعلقة بالتصوف والتي منها : قضايا التصوف.. السيد أحمد البدويى، إبراهيم بن أدهم، العارف بالله أبو العباس المرسي، أبو مدين الغوث، تاج الصوفية ابو بكر الشبلي حياته وآراؤه، ذو النون المصري وغيرها.