رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى وفاته.. ماذا قال أحمد حسن الزيات عن ترجمته لـ"آلام فرتر"؟

الأديب أحمد حسن الزيات
الأديب أحمد حسن الزيات

تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب المصري البارز أحمد حسن الزيات الذي يعد من كبار رجال النهضة الثقافية في مصر والعالم العربي، والذي أسس مجلة "الرسالة" الشهيرة"، ونال جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1962. 

وقد قدّم الزيات للمكتبة العربية عددًا من الكتب من أبرزها "تاريخ الأدب العربي"، و"في أصول الأدب"، و"دفاع عن البلاغة"، و"وحي الرسالة"، الذي جمع فيه مقالاته وأبحاثه المنشورة في المجلة، والتي تشمل موضوعات مختلفة تجمع ما بين الأدب والاجتماع والسياسة. 

رواية آلام فرتر

في مقال له نشره بمجلة الرسالة بتاريخ 15 فبراير 1933 ردًا على سؤال أحد أصدقائه له بخصوص أسباب ترجمته لرواية جوته الشهيرة "آلام فرتر"، فقال إن جوته كان يقول "كل امرئ يأتي عليه حين من دهره يظن فيه أن فرتر إنما كتب له خاصة"، وهو ما انطبق عليه في مرحلة من حياته. 

وفي هذا الصدد أوضح: "وأنا في سنة 1919 كنت أجتاز هذا الحين، شباب طرير حصره الحياء والانقباض والدرس ونمط التربية وطبيعة المجتمع في دائرة ليس فيها من الواقع غير وجوده، وإحساس مشبوب يتوقد شعورا بالجمال وقلب رغيب يتحرق ظمأ إلى الحب، ونوازع طامحة ما تنفك تجيش، وعواطف سيالة ما تكاد تتماسك، فالطبيعة في خيالي شعر وحركات الدهر نغم وقواعد الحياة فلسفة وكان فهمي لكل شيء وحكمي على كل شخص يصدران عن منطق أفسد أقيسته الخيال، وزور نتائجه المثل الأعلى". 

وتابع: ثم غمر هذه الحال التي وصفت هوى دخيل ولكنه مُلح، فسحت منه في فيض سماوي من النشوة واللذة وأحسست أن وجودي الخالي قد امتلأ وقلبي الصادق قد ارتوى، وحسي الفائز قد سكن، وتخيلت أن حياتي الحائرة قد أخذت تسير في طريق لا حب تنتثر على مدارجه نواضر الورود وترف على جوانبه نوافح الريحان، ورحت أسلك هذا الطريق السحري محمولا على جناح الهوى حتى ذكرني الزمان الغافل فأقام فيه عقبة اصطدم عندها الخيال بالواقع والحبيب بالخاطب والعاطفة بالمنفعة على أنني بقيت رغم الصدمة حيا ولا بد للحي أن يسير".

رأى ذاته في الرواية

بين الزيات أنه عندما قرأ رواية "آلام فرتر" كان يقرأ ولا يرى في الحادثة سواه، ولا يشعر إلا بهواه ولا يندب إلا بلواه، متسائلًا: هل كنت أقرأ في خيالي أم أنظر في قلبي أم هو الصدق في نقل الشعور والحذق في تصوير العاطفة يظهران قلوب الناس جميعا على لون واحد؟.

وأضاف: لقد فنيت في جوته، وقادني إلهامه وروحه، وأهبت بلغة القرآن والوحي أن تتسع لهذه النفحات القدسية، فأسعفتني ببيانها الذي يتجدد على الدهر ويزهو على طوال القرون ثم أصبح فرتر بعد ذلك لنفسي صلاة ونشيد عزاء ورُقية هم.