رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يجوز صيام يوم الجمعة منفردًا في شهر شوال ؟

صوم الجمعة
صوم الجمعة

هل يجوز صيام يوم الجمعة؟ سؤال تردد بكثرة خلال الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي وموقع البحث الأشهر "جوجل"، عن صيام يوم الجمعة منفردًا، لا سيما بعد انقضاء شهر رمضان الكريم، واستحباب بعض المسلمين في تزويد حسناتهم بالصيام، متسائلين عن حكم جواز صيام يوم الجمعة منفردًا، إذا صادف ليلة النصف من شعبان، أو يوم عرفة، أو يوم عاشوراء.

حكم صيام يوم الجمعة منفردًا

صوم يوم الجمعة منفردًا منهيّ عنه نهي تنزيه، أي أن الصوم في يوم الجمعة ليس حرامًا وليس منهيًا عنه كراهة التحريم ولكن الأولى لا نجعل يوم الجمعة لوحده صيام.

وصوم يوم الجمعة منفردًا منهيًا عنه نهى تنزيه عن التنفل المطلق فيه بالصوم، فإذا كان صوم يوم الجمعة قضاءً لصوم واجب كصوم رمضان فالصوم فيه يكون جائز شرعًا ولا حرج فيه ولا كراهة فيصح قضاء ما عليكِ من أيام رمضان فى يوم الجمعة ويكون الصيام صحيحًا، حيث قالت دار الإفتاء المصرية إنه يكره صيام يوم الجمعة منفردًا، ولكن إذا كان الصوم فى يوم الجمعة لقضاء أيام أفطرتها فى رمضان فهو جائز بلا كراهية، وكراهية صوم يوم الجمعة صحيحًا ولكن الأرجح عدم الصوم يوم الجمعة.

والأصل أنه لا يجوز صيام يوم الجمعة منفردًا فيجب صيام أما يوم قبله أو بعده، استنادًا للحديث الشريف عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ ) رواه البخاري (1849) ومسلم (1929)، وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ إِلا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ ) ( الصيام1930).

وفي الصحيح عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَقَالَ أَصُمْتِ أَمْسِ قَالَتْ لا قَالَ تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا قَالَتْ لا قَالَ فَأَفْطِرِي وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ الْجَعْدِ سَمِعَ قَتَادَةَ حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ أَنَّ جُوَيْرِيَةَ حَدَّثَتْهُ فَأَمَرَهَا فَأَفْطَرَتْ ) رواه البخاري ( الصوم 1850)

اتفق جمهور الفقهاء على جواز صيام يوم الجمعة منفردًا في حالة واحدة فقط، وفي حالة إذا وافق يوم الجمعة يوم "عاشوراء" أو يوم عرفة، فيصومه المسلمين، لأن النية في هذه الحالة هي صيام عاشوراء وعرفة وليس الجمعة.

حكم صيام يوم الجمعة إذا وافق عرفة أو النصف من شعبان

قال مركز الأزهر العالمى للفتوى عبر صفحته الرسمية، يجوز إفراد يوم الجُمعة بالصَّوم إذا وافق يوم عرفة بغير كراهة، وكذلك كل الأيام التي يُستحب صيامها، إذا وافقت صومًا مُعتادًا للمسلم؛ يقول الإمام ابن قدامة رحمه الله: «ويُكره إفراد يوم الجمعة بالصوم، إلا أن يوافق ذلك صومًا كان يصومه، مثل من يصوم يومًا ويُفطر يومًا، فيوافق صومه يوم الجمعة، ومَن عادته صوم أول يوم من الشّهر، أو آخره، أو يوم نصفه، ونحو ذلك». [المغني: 3/ 170].

واتّفق الفقهاء جميعًا على استحباب وفضل صيام يوم عرفة، ولم يقل أحدٌ منهم بخِلاف ذلك، وصيامه أفضل من صيام غيره من الأيّام باستثناء صيام فريضة رمضان، ولصيامه فضل عظيم يترتّب عليه؛ فهو يُوجِب مغفرة الله- تعالى- للعبد، كما يُستحَبّ في هذا اليوم الإكثار من الأعمال الصالحة؛ كالحرص على أداء النوافل، والإكثار من ذِكر الله- تعالى، والصدقة في سبيل الله- تعالى، فللأعمال الصالحة في هذا اليوم فضل عظيم.

وفي فتوى سابقة لدار الإفتاء، أكدت أنه  يُكرَه صيام يوم الجمعة منفردًا إلا إذا كان لسبب، كأن وافق عادةً للمسلم؛ كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء أو يوم النصف من شعبان أو غير ذلك من صوم النافلة، أو نذر صيام يوم يقدم فيه غائبه أو يشفى فيه مريضه فوافق يوم الجمعة، أو كان الصوم لقضاء ما على المسلم من رمضان.

وجاء في "المغني" لابن قدامة (3/ 170): [وَيُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ، إلَّا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ؛ مِثْلُ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا فَيُوَافِقُ صَوْمُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمَنْ عَادَتُهُ صَوْمُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الشَّهْرِ، أَوْ آخِرِهِ، أَوْ يَوْمِ نِصْفِهِ، وَنَحْوِ ذَلِك] اهـ.

وعليه: فلا مانع شرعًا من إفراد يوم الجمعة بالصوم فيه إذا وافق يوم النصف من شعبان.

وأكدت الدار، استحباب صيام يوم النصف من شعبان، لما فيه من فضل عظيم وبركة عظيمة للأمة الإسلامية كلها، حيث إن المولى سبحانه يغفر الذنوب في هذا اليوم المبارك، ويقوم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بصيام هذا اليوم المبارك.