رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ترقب حذر.. مخاوف من قرارات الفيدرالى الأمريكى بشأن أسعار الفائدة

الفيدرالي الأمريكي
الفيدرالي الأمريكي

قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الانهيار الأخير للقطاع المصرفي في الولايات المتحدة، الذي نتج جزئياً عن انهيار بنك وادي السيليكون تحت وطأة ارتفاع أسعار الفائدة، دفع بعض الاقتصاديين والمحللين لدعوة البنك الفيدرالي الأمريكي إلى وقف رفع أسعار الفائدة حتى ينجح النظام المصرفي والمالي في استعادة توازنه بالولايات المتحدة.

ومن المقرر أن ينعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأمريكي" يومي 21 و22 مارس الجاري للنظر في سعر الفائدة، فيما يقف صانعو السياسة في الولايات المتحدة بين المطرقة والسندان، حسب الشبكة.

وأشارت الشبكة إلى أن التضخم في الولايات المتحدة لا يزال أعلى بكثير من هدف البنك المركزي البالغ 2%، فيما تستمر البيانات الاقتصادية في إظهار قوة سوق العمل ومرونة الإنفاق الاستهلاكي، وقد أشار مسئولو الاحتياطي الفيدرالي إلى عزمهم تشديد السياسة النقدية بقوة حتى تخف زيادات الأسعار.

فمن جهته، أوضح جريجوري داكو، كبير الاقتصاديين، أن التضخم المرتفع يعني أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في وضع حساس للغاية مقارنة بالسنوات الأربعين الماضية، ففي السنوات السابقة كان بنك الاحتياطي الفيدرالي قادرًا على الاستجابة "بثبات" للمخاطر المالية من خلال تخفيف السياسة المالية دون القلق بشأن استقرار الأسعار، لكن الظروف اليوم "مختلفة للغاية مع استمرار ارتفاع معدلات التضخم".

وقال داكو إن السؤال ليس حول ما يجب أن يفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي، بل يتعلق بما سيفعله الاحتياطي الفيدرالي بالفعل، مشيرا إلى أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومعظم صانعي السياسة بالبنك لا يريدون أن يفشلوا في خفض التضخم إلى هدف 2%.

وكان هذا التوجه سائدا في أوروبا، فقد اتخذ البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، قرارا برفع الفائدة عندما أعلنت رئيسته، كريستين لاغارد، عن رفع حاد في سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة بعد ساعات فقط من قبول بنك كريدي سويس قرضًا بقيمة 53.7 مليار دولار للمساعدة على بقائه ومنع انهياره.

وحسب "سي إن إن"، اختارت لاغارد تصوير زيادة الفائدة كإشارة إلى أن النظام المالي لا يزال قوياً، وقالت إن البنك المركزي لديه الأدوات إذا لزم الأمر للاستجابة لأزمة السيولة، مشددة على أن البنوك الأوروبية أصبحت أكثر مرونة مما كانت عليه قبل الأزمة المالية العالمية، مع وجود رأسمال قوي وسيولة.

سيناريوهات قرارات الفيدرالى الأمريكى

ويفتح موقف البنك المركزي الأوروبي الباب أمام رفع أكبر لسعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال الاجتماع المرتقب قد يصل لـ25 نقطة أساس.

وحسب الشبكة، من المرجح أن يستعير بنك الاحتياطي الفيدرالي تكتيكًا آخر من البنك المركزي الأوروبي للتمييز بعناية بين حملته لمكافحة التضخم وعمله لاحتواء مشاكل النظام المالي، ومن خلال تنفيذ هذا النهج ثنائي المسار سيتمكن الاحتياطي الفيدرالي من مواصلة تشديد السياسة النقدية تدريجيًا مع مراقبة تطورات الأسواق المالية عن كثب.

وبموجب هذه الخطة، سيؤكد «باول»، خلال مؤتمره الصحفي يوم الأربعاء المقبل، على الفصل بين السياسة النقدية وعمل بنك الاحتياطي الفيدرالي للتخفيف من مخاطر الفشل المتتالي في عالم المال.

ويراهن غالبية المستثمرين على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة الأسبوع المقبل، وقبل الضغط الحالي في القطاع المصرفي، كان مسئولو الاحتياطي الفيدرالي يلمحون إلى أنهم سيرفعون أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة، فيما يعتقد المستثمرون الآن أن هناك فرصة بنسبة صفر في المائة لحدوث ذلك.