رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القديس باتريك الأسقف

كلاوديو لوراتي
كلاوديو لوراتي

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى  القدّيس باتريك الأسقف، الذي ولد في بريطانيا عام 385، وأسِرَ وهو شاب ونفي إلى أيرلندا حيث عُهِد إليه برعاية الماشية. ولما استعاد حريته التحق بالاكليروس، وصار أسقفاً على ايرلندا. فبشَّر بكل سرور أهالي تلك الجزيرة، وهدى الكثيرين منهم الى الأنجيل، ونظّم شؤون الكنيسة فيها. توفي في مدينة "داون" سنة 461

وألقت الكنيسة اليوم الجمعة، عظة احتفالية قالت فيها:  

"كبار الأرض يمجّدون أنفسهم بامتلاكهم الممالك والغنى. أمّا الربّ يسوع المسيح، فيجد كلّ سعادته بمُلكِه على قلوبنا؛ ها هي السيادة الّتي يشتهيها والّتي قرّر أن يحقّقها بموته على الصليب: "فَصارَتِ الرِّئاسةُ على كَتِفِه"  كثر من المترجمين رأوا أن هذه الكلمات... تعني الصليب الّذي حمله مخلّصنا الإلهي على كتفيه. "ملك السماء هذا، على ما قال كورنيليس لابيد، هو معلّم مختلف جدًّا عن الشرّير: فذاك (الشرّير) يُحمِّل أكتاف عبيده أحمالاً ثقيلةً. أمّا الرّب يسوع، وعلى العكس من ذلك، فهو قد حمل على أكتافه حِمْل رئاسته؛ حمل الصليب طوعًا أراد أن يموت ليملك على قلوبنا". أما ترتليانس فقد قال: "في حين أنّ ملوك الأرض يحملون في أيديهم الصولجان ويضعون التاج على رأسهم علامةً لسلطتهم، فإن الرّب يسوع المسيح حمل الصليب على كتفيه. وكان الصليب العرش الّذي صعد عليه ليؤسّس ملكوت حبّه".

"فلنحثّ أنفسنا على تكريس كلّ حبّ قلبنا لهذا الإله الّذي ضحّى بدمه وحياته وكليّته لينال هذا الحبّ. "لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ: اسقيني، لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيّاً" وهذا يعني: لو كنت تعرفين عظمة النعمة الّتي تتلقّينها من الله... آهِ، لو تفهم النفس أيّ نعمة خارقة يعطيها الله عندما يطالب بحبّه بقوله هذه الكلمات: "أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ وكُلِّ قُوَّتِكَ". عندما يسمع أحدهم ملكه يقول له: "أحببني"، ألن يُؤسَر بهذه الدعوة؟  ألن ينجح الله بربح قلوبنا، في حين أنّه يطلبه منّا بطيبة كبيرة: "يا بُنَيَّ، أَعطِني قَلبَكَ"  ولكن الله يريد هذا القلب، ليس جزئيًّا، بل بالكامل وبدون تحفّظ؛ فهذه هي وصيّته: "أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قلبِكَ".