رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير إنتاج حيوانى يوضح كيفية الاعتماد على الألبان الاصطناعية

البان
البان

قال الدكتور فوزي أبودنيا، المدير السابق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني بمركز البحوث الزراعية، وخبير الإنتاج الحيواني، إن بعض الشركات الناشئة في  أستراليا تعمل على تطوير اللبن الاصطناعي، حيث تستخدم "التخمير الدقيق" لإنتاج البروتينات الموجودة في حليب البقر ثم تستكمل باقي مكونات اللبن ليماثل اللبن الحقيقي الناتج من الحيوانات، وتستهدف الشركات المستهلكين القلقين بشأن تغير المناخ ولا سيما تأثير غاز الميثان الناتج من الأبقار، لافتا إلى أن هذه البروتينات تمنح الحليب العديد من خصائصه الأساسية، وتسهم في قوامه الكريمي، وأن الباحثين يضيفون المعادن والسكريات والدهون والنكهات إلى البروتين للوصول إلى مواصفات تضارع المنتج النهائي، وعلى عكس اللحوم الاصطناعية التي تكافح كي تُطابق تعقيد اللحوم الحيوانية وملمسها، يُوصف الحليب الاصطناعي بأنه يمتلك مذاق الحليب الحيواني وشكله وملمسه.

الزيادة السكانية:

وأوضح أبودنيا أنه مع الزيادة السكانية سوف نحتاج لإطعام سكان العالم في المستقبل، وبالتالي نحتاج إلى إنتاج غذاء على نطاق أوسع وأكثر استدامة مما هو عليه اليوم، ولسدّ هذه الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك، نحتاج إلى استخلاص مزيد من البروتين من المصادر التقليدية، إضافة إلى البروتين من المصادر الناشئة التكميلية مثل الخميرة والفطريات والطحالب والحشرات، ومن المتوقع أن يقلل الحليب الصناعي من الآثار البيئية المتوقعة والمخاوف مثل انبعاثات غاز الميثان، وأن يساعد على الرفق بالحيوان. وإذا تمكنت صناعة الألبان الصناعية من تحقيق هدف التكلفة هذا في جميع المجالات، فهناك  احتمال عال لتعطيل صناعة الألبان المعتمدة على الماشية الطبيعية، كما يمكن أن توجه البشرية بعيدا عن الزراعة الحيوانية التقليدية نحو أنظمة غذائية مختلفة جذريا.

وأكد أن صناعة الحليب التقليدية لن تتلاشى في أي وقت قريب، وأن الحليب الاصطناعي ليس حلًا لكل شيء، على الرغم من المكاسب الكبيرة المحتملة لصالح البيئة ورفاهية الحيوانات بسبب هذه التقنية، فإن لها تحديات وجوانب سلبية محتملة. مثلًا، البروتينات البديلة لا تضفي الطابع المؤسسي أو تجانس الزراعة الصناعية التقليدية، مما يعني أن كبار منتجي اللبن الاصطناعي قد يستحوذون على أنظمة الألبان البديلة ضعيفة التقنية أو صغيرة النطاق. علاوة على ذلك، قد تحل هذه الصناعة مستقبلًا محل الكثير من الأشخاص في نطاق صناعة الألبان العالمي.

وتساءل مدير معهد بحوث الإنتاج الحيواني السابق عما إذا كانت تعاونيات صناعة الألبان التقليدية في أستراليا ونيوزلندا تتجه نحو الحليب الاصطناعي، كيف تبقى لمزارعي الألبان ومع اكتساب الحليب الاصطناعي منافع في السنوات القادمة، يجب الحذر من تكرار الإجحاف القائم في النظام الغذائي الحالي. وبالتالي يجب أن يدرك قطاع منتجي الألبان ومنتجات الألبان التقليدي أنه حاليًا في مرحلة مهمة من التغير المحوري نظرا للتقدم التكنولوجي، ولمواجهة التحديات المتعددة والتي منها تشريد بعض العاملين في قطاع الألبان العالمي يجب أن يعظم الفوائد المجتمعية لمشتقات الألبان الحيوانية ويقلل مساهمتها في التغير المناخي.