رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملهماً رغم الآلم.. حسن الطلفاح لـ«الدستور»: الإصابة لا تعيق إلا المعاق نفسياً

الطفاح
الطفاح

هزت صورته مواقع التواصل الاجتماعي، عندما التقطها أحد المصورين وهو يحاول أخذ قسط من الراحة بعد مجهود شاق استمر قرابة الأسبوع، في إنقاذ ضحايا زلزال سوريا المدمر، حيث كان يجلس "حسن الطلفاح" على مقعد خشبي مهترئ بينما يخلع حذائه ويكشف عن بتر ساقه اليسرى.

"الطلفاح" يعمل كمدير لمركز إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري (UXO) في منظمة الدفاع المدني السوري، في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، بعدما قرر التطوع للعمل معهم منذ سنوات.


فقد ساقه خلال استخراج القنابل


خسر "حسن" وهو في العشرين من عمره، قدمه اليسرى أثناء عمله في استخراج القنابل في مدينته "كفرزيتا" شمالي حماة في عام 2014، بحسب ما كشف في تصريحات خاصة لموقع الدستور.


كما فقد في العام ذاته والده في ازالة احدى الصواريخ المتفجرة من بين الأنقاض.


بطل رغم الإعاقة


"حسن" كان من أول المتواجدين ضمن فرق الإنقاذ وإغاثة الضحايا، وانتشال الجثث بعد الزلزال الذي ضرب سوريا فجر الاثنين الماضي، يقول: "بعد وقوع الزلزال في ساعته الأولى كنت أنا ومجموعة الدفاع المدني من الشباب السوري نتحرك من أجل العمل السريع على إخراج الضحايا من أسفل الأنقاض، وكان أول مكان نصل إليه مدينة "ملس"".

البحث في أجواء قاسية

"برودة قاسية وأمطار شديدة" هكذا وصف الشاب السوري الأجواء في اليوم الأول من عمليات البحث عن الضحايا، وهنا أوضح "الطلفاح" عن أبرز المصاعب التي تواجه فرق إنقاذ ضحايا الزلزال في سوريا.


قال: "من الصعوبات التي تواجهنا نقص المعدات اللوجيستية والآليات، مما يجعل عمليات الإنقاذ صعبة للغاية".


وعن الوضع الإنساني السيء في مناطق وجود الضحايا، قال الطلفاح: "الوضع الإنساني الذي يعاني منه الشعب السوري ليس وليد اليوم، أو فقط الذي يواجه المتضررين من الزلزال، ولكن سوريا تعاني بشكل عام من كارثة إنسانية بسبب نقص المعدات والإمكانيات الطبية، ونقص المساعدات الإنسانية للشعب السوري".


وفي ختام حديثه وجه الشاب البطل السوري الملهم رسالة لكثير من الشباب حول العالم، قائلاً: "الإصابة لا تعيق إلا المعاق نفسياً".


ضحايا زلزال سوريا وتركيا


وضرب زلزال عنيف بقوة 7.4 ريختر كل من سوريا وتركيا، الاثنين الماضي، تاركاً خلفه حصيلة قتلى بلغت 36 ألفًا، بحسب أخر إحصائية رسمية.


فيما حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، من أن حصيلة الزلزال الشديد في تركيا وسوريا "ستتضاعف أو أكثر".