رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلادها.. كيف ساهمت صفية زغلول في نهضة المجتمع؟

صفية زغلول
صفية زغلول

مجرد أن تسمع اسم "صفية زغلول" تتذكر خير مثال للانتصار لحرية الرأي والدفاع عن حرية شعب، فهذه المرأة ذات الأصالة لم تعش حياة تقليدية، بل كانت نموذجا فريدا، صاحبة تحد سواء ضد الاحتلال أو العادات المجتمعية، كما أن عقلها المستنير يحكي قصة زوجة مخلصة ومؤمنة بزوجها وملهمه له، ليصبح بيتها هو "بيت الأمة" وتصبح هي "أم المصريين".

نضال صفية زغلول

الجميع يعتقد أن نضال صفية زغلول في الجانب السياسي فقط، لكنه لم يكن نضال مقتصر على السياسة فقط، ولكن كان لها دور في المجتمع المصري وفي حقوق المرأة وتحريرها لا يوصف، في الوقت الذي كانت فيه المرأة غير موجودة على ساحة المجتمع.

وفي ذكرى ميلاد صفية زغلول، الموافق يوم 12 يناير 1878، سنكشف كيف ساهمت صفية زغلول في نهضة المجتمع وتطوره، لتثبت أن النساء أيضا تستطيع المساهمة في النهوض بالمجتمع وأن هذا الأمر لا يقتصر على الرجال وحدهم.

ألقاب صفية زغلول

صفية زغلول نسبة إلى زوجها سعد زغلول، لذلك هو لقب وليس اسمها الحقيقي، فهي تحمل اسم "صفية مصطفى فهمى".

لم تقتصر ألقاب هذه المرأة على هذا اللقب فقط، بل أطلق عليها المصريين اللقب الأشهر في التاريخ "أم المصريين"، وذلك نسبة إلى مشاركتها فى المظاهرات النسائية وقت ثورة 1919، حيث قامت بخلع الحجاب وقتها أمام المحتل الإنجليزي كدليل منها على حرية المرأة.

نشأة صفية زغلول

خرجت صفية زغلول من بيت مثقف وراق، فهي ابنة مصطفى فهمي باشا، الذي شغل منصب رئيس الوزراء، وكان أول من شغلوا هذا المنصب، وبفضل وجودها في بيت مثل هذا، تميزت "أم المصريين" منذ نعومة أظافرها بثقافتها العالية وذكائها الكبير، لذلك لم يكن بعيدا عنهعا أن تكون زوجة الزعيم سعد زغلول، وتؤثر بهذا الشكل في تاريخ مصر بعد مشاركتها في ثورة 1919م، فساعدت زوجها وشدت ووقفت بجواره كجبل صامد، فكان لها مواقف كثيرة  مع زوجها، أبرزها طلبها مصاحبته في المعتقل عندما ألقى القبض عليه، لكنه رفض.

 بعد اعتقال سعد زغلول، أكدت صفية زغلول أن المرأة المصرية يمكنها قيادة ثورة كاملة، وذلك حينما أرسلت سكرتيرتها ببيان تتلوه أمام المتظاهرين الذين أحاطوا منزلها، والذي قالت فيه كلمات هزت قلوب المصريين كلهم حيث قالت "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها فى نفس المكان الذى وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية فى هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".

عندما تولى سعد زغلول رئاسة الوزراء عام 1924 جاء الكثير من الوفود لتهنئة صفية زغلول، لكنها قالت لهم في كلمات لن تنساها ذاكرة التاريخ، وهي: "يجب أن تقدموا لى العزاء وليس التهنئة، أن سعد زغلول هو زعيم الأمة وهو الآن فى مكان أقل بكثير، فما قيمة رئاسة الحكومة مقابل زعامة الأمة؟" لتعود إليها البهجة مرة أخرى عندما استقال سعد زغلول من رئاسة الوزارة، حتى أنها استقبلته في سعادة عارمة وقالت: هذا أسعد يوم فى حياتي، مهمتنا الكفاح وليست تولى المناصب.

لم تترك صفية زغلول النضال الوطني بعد رحيل سعد زغلول عن عالمنا، عام 1927، حتى أنها جاءها تحذير من رئيس الوزراء وقتها "إسماعيل صدقي"، يقول لها فيه أن تتوقف عن العمل السياسي، لكنها لم تستجيب لأوامره واستمرت في مسيرتها الوطنية لترحل من دنيانا تاركة ورائها إرث كبير من الكفاح والنضال والمواقف التي ستظل محفورة في تاريخ مصر.