رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بذكرى وفاتها

أول متهمة بـ«الخلاعة» في مصر.. حكاية صفية زغلول مع البرقع الأبيض

صفية زغلول
صفية زغلول

«هذه ثورة! ارفعي الحجاب»، كانت هذه الكلمات التي وجهها سعد زغلول، لزوجته صفية بعد عودتهما من المنفى عام 1921، إذ دار بين الزوجين حوار فتحته «صفية»، قائلة: «لقد حان الوقت كي ننزع البرقع الأبيض؟»، حسبما ذكر كتاب الحركة النسائية بين الثورتين، للكاتبة آمال السبكي.

استقبلت أصوات المواطنين تحتضن سعد وزوجته بميناء الإسكندرية، لكنهم وجدوها في شكل جديد، بعدما خلعت «حجاب العفة»، كما كان يطلق على البرقع، لتلاحقها اتهامات الشعب بـ«الخلاعة»، لأنها أول سيدة مصرية تنزع الحجاب بشكل صريح.

تعتبر صفية فهمي، والتي حملت لقب أم المصريين، لمشاركتها في المظاهرات النسائية خلال ثورة 1919، وكانت من أول السيدات اللاتي يشغلن الساحة السياسية، خاصًة بعد أن نظمت بمساعدة رفيقتها أول مظاهرة تنادي بخلع الحجاب في ميدان التحرير 1923، الأمر الذي أشار إليه كتاب المشابهة بين قاسم أمين ودعاة التحرير.
 

ظل الزعيم سعد زغلول يدعم زوجته في قضايا تحرير المرأة، والمناداة بحقوقها، ودمجها في المجتمع الذي ظلت على هامشه لسنوات، وكان ذلك لثقته الكبيرة في زوجته، وأفكارها، خاصة بعدما كانت إحدى الشعل الرئيسية للمظاهرات، إذ كانت تؤثر على النساء، وتجعلهن يشعرن بأحقيتهن في الدفاع عن وطنهن، حتى سقطت أول شهيدة، ما أشغل نيران الثورة في نفوس المواطنين، وزادت حدة المظاهرات.


سيطرت الثقافة الفرنسية على أفكار «صفية»، حتى أصبحت أول زوجة لزعيم سياسي عربي تشاركه في المحافل الدولية، ويلتقط لها المصورين صورًا تذكارية معه، بدون نقاب أو حجاب، ما جعل نساء الوطن العربي يقتضين بها، وتكون مثلًا أعلى لهن.


حاولت صفية أن تنشر ثقافتها وأفكارها بين المجتمع المصري، الذي كان يتعامل معها بكل تشدد، لكنها تركت إرث كبير من الأفكار التحررية، الذي لازالت نساء العرب يجنين ثماره حتى اليوم.

صفية زغلول
صفية زغلول