رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء لـ«الدستور»: التنمية الحقيقية ودعم البنية التحتية أقوى سلاح لمواجهة الإرهاب

محاربة الارهاب
محاربة الارهاب

ثمَّن خبراء الشئون الإفريقية والعلاقات الدولية عقد القمة الأمريكية الإفريقية فى عاصمة الولايات المتحدة واشنطن، وبرعاية الرئيس جو بايدن، وحضور عدد كبير من زعماء وقادة القارة السمراء، على رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأكدوا أن النتائج ستصب حتمًا فى صالح دول القارة، حيث تسعى الولايات المتحدة لتعزيز التعاون مع إفريقيا، واستعادة مكانتها ودورها الرئيسى فى المنطقة الذى تآكل بسبب سياسة التجاهل والانسحاب التى اتبعها الرئيس السابق دونالد ترامب، إلى جانب تمدد نفوذ عدة قوى دولية داخل القارة.

وقال رامى زهدى، الخبير فى الشئون الإفريقية، إنه من المتوقع أن تتسبب القمة فى إحداث تغيير جذرى فى توجه واستراتيجية وآليات تنفيذ الولايات المتحدة لسياساتها تجاه القارة الإفريقية.

وأضاف، لـ«الدستور»: «من المتوقع أيضًا أن تكون القمة بداية تشكيل قوى دولية مؤثرة فى العالم تعتمد على التكتلات والتحالفات أكثر منها قوى فردية، على أن يجرى تمثيل القارة الإفريقية ولأول مرة كقوة مؤثرة، بظروف وموقف تفاوضى لم تتح سابقًا».

وتابع: «ستعمد واشنطن لتقديم المزيد من المساعدات لدول القارة الإفريقية على مستوى مختلف هيئات المجتمع الدولى».

وأشار «زهدى» إلى أن مصر ستكون فى مقدمة الدول التى ستسعى واشنطن لتعزيز التعاون معها، كما تنتظر الولايات المتحدة مزيدًا من الدعم من الدول الإفريقية على مستوى القرار السياسى ودعم خططها الاستراتيجية، إضافة للتعاون الاقتصادى القوى تحت غطاء سياسى فعال. 

وأوضح أنه على المستوى التنموى فمن المنتظر أن تبدأ الولايات المتحدة الوفاء بتعهداتها السابقة، لأنه لا يوجد مجال لإهدار المزيد من الفرص.

وقال: «سيكون هناك تمويل قوى لدعم أدوات وأنشطة العمل التنموى فى القارة الإفريقية فى شكل منح، وقروض ميسرة، وحل لمشكلة تراكم فوائد الديون الإفريقية، واستثمار مباشر وغير مباشر، وإجراءات فعالة على مستوى دمج الاقتصاد الإفريقى فى الاقتصاد العالمى». واستراتيجيًا، توقع خبير الشئون الإفريقية مزيدًا من التنسيق والتعاون ونقل الخبرات فى مجالات العمل العسكرى، والأمنى، والاستخباراتى، والتدريب ورفع القدرات. 

وعلى المستوى المجتمعى، أوضح أن المواطن الإفريقى سيشعر بتغير ملحوظ بشأن الصورة الذهنية المتخيلة عن الولايات المتحدة الأمريكية بأنها ليست صديقة للشعوب. 

وأكد «زهدى» أن القمة تتبنى ولأول مرة فكرة ومفهوم أن الأمن والاستقرار والتنمية فى إفريقيا جزء من أمن واستقرار العالم، وأن عوائد التنمية فى القارة تنعكس أيضًا على مواطنى العالم سواء فى الاتحاد الأوروبى أو الولايات المتحدة، وأن أقوى سلاح لمواجهة الإرهاب التنمية الحقيقية والعناية بالبشر ورفع درجات الثقة وتعزيز الانتماء وتوفير جودة حياة مناسبة للجميع. 

من جانبه، قال المحلل الاقتصادى الجزائرى، أحمد الحيدوسى، إن واشنطن شعرت بأن البساط يسحب من تحتها، لذا جاءت هذه القمة كرد فعل على الفعاليات التى جمعت بين الدول الإفريقية ودول كبرى، مثل القمة اليابانية الإفريقية التى عقدت مؤخرًا فى تونس، والقمة التركية الإفريقية، والقمة الصينية العربية. 

وأضاف «الحيدوسى»: «آخر قمة عقدت فى ٢٠١٤، ثم جاءت هذا القمة للتدارك، وأعتقد أن أمريكا ستضخ الكثير من الأموال فى القارة السمراء، لفتح أسواق جديدة، وتعويض دورها الاستراتيجى الذى تراجع بشدة خلال السنوات الماضية».

وتابع: «هذه القمة ستحقق منافع كثيرة لإفريقيا، وستزيد من التنافسية على الاستثمار فى إفريقيا، فالقارة السمراء اليوم تختلف عن الماضى، بعد نضج الوعى المجتمعى، خاصة لفئة الشباب». وأوضح: «دول مثل بوركينا فاسو وتشاد، أصبحت ترفض الهيمنة الغربية، خاصة فرنسا، لذلك تحاول كل الدول الكبرى حاليًا الفوز باستثمارات فى إفريقيا، التى تعتبر أكبر سوق فى العالم للمواد الأولية والطاقة البشرية».