رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالوقائع.. مجلس النواب يفند أكاذيب البرلمان الأوروبى بشأن حقوق الإنسان فى مصر

مجلس النواب
مجلس النواب

قال‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬إنه‭ ‬طالع‭ ‬القرار‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬بشأن‭ ‬حالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬والذي‭ ‬بُني‭ ‬على‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬المُغالطات‭ ‬والادعاءات‭ ‬الباطلة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬للواقع‭ ‬بصلة،‭ ‬ولا‭ ‬يعكس‭ ‬سوى‭ ‬نظرة‭ ‬متحيزة‭ ‬غير‭ ‬موضوعية‭ ‬إزاء‭ ‬حقيقة‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬مصر. ‬

 

وأعرب‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ ‬رفضه‭ ‬واستيائه‭ ‬الكامل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬مُخيبًا‭ ‬للآمال،‭ ‬ومدللًا‭ ‬على‭ ‬إصرارالبرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬غير‭ ‬المُبرر-  ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬نهجه‭ ‬الاستعلائي‭ ‬والوصائي‭ ‬تجاه‭ ‬مصر،‭ ‬إذ‭ ‬نصَّب‭ ‬نفسه‭- ‬استنادًا‭  ‬إلى‭ ‬وقائع‭ ‬كاذبة‭- ‬حكمًا‭  ‬وقيّمًا‭ ‬على‭ ‬تطورات‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬تدخلًا‭  ‬صارخًا‭ ‬في‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭ ‬لدولة‭ ‬تتمتع‭ ‬بالسيادة،‭ ‬بالمخالفة‭ ‬لمواثيق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزه‭ ‬أو‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬عنه؛‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬مرفوض‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلًا‭.‬

 

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭  ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬لديه‭ ‬القدرة‭ ‬الكاملة‭ ‬والحقيقية؛‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بالقرار‭ ‬المشار‭ ‬إليه،‭ ‬والذى‭ ‬لا‭ ‬يتسم‭ ‬جميعه‭- ‬أبدًا‭- ‬بالمصداقية‭ ‬أو‭ ‬الحيادية،‭ ‬وانتهاجه‭ ‬سياسة‭ ‬الوصم‭ ‬والتشهير‭ ‬غير‭ ‬البناءة‭ ‬والمرفوضة‭ ‬والتي‭ ‬ثبت‭ ‬فشلها‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬صدوره‭ ‬دون‭ ‬استجلاء‭ ‬رأي‭ ‬البرلمان‭ ‬المصري‭- ‬وهو‭ ‬حق‭ ‬كامل‭ ‬له‭ - ‬فيما‭ ‬ورد‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ادعاءات‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصحة،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تستوجب‭ ‬الالتفات‭ ‬لها؛‭ ‬فهي‭ ‬محض‭ ‬أحاديث‭ ‬مُرسَلة‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬معلومات‭ ‬غير‭ ‬دقيقة،‭ ‬تعبّر‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬توجُّه‭ ‬سياسي‭ ‬غير‭ ‬محمود،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ضمير‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬يستوجب‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بالقرار؛‭ ‬لأن‭ ‬فيه‭ ‬إجلاءً‭ ‬للحقيقة‭ ‬وبيانًا‭ ‬للأمر،‭ ‬فبالأخص‭ ‬قد‭ ‬ورد‭ ‬بالقرار‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬مطبقة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬وحتى‭ ‬الآن؛‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬تم‭ ‬إيقاف‭ ‬العمل‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬تجديدها‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭.‬

 

وقال‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬إن‭ ‬القرار‭ ‬تناول‭ ‬تنفيذ‭ ‬مصر‭ ‬عقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬بحق‭ ‬الأطفال؛‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬يجافي‭ ‬الواقع‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تصديقه،‭ ‬فالتشريع‭ ‬المصري‭ ‬بموجب‭ ‬قانون‭ ‬الطفل‭ ‬يحظر‭ ‬حظرًا‭ ‬مطلقًا‭ ‬توقيع‭ ‬عقوبات‭ ‬‮«‬الإعدام،‭ ‬والسجن‭ ‬المؤبد،‭ ‬والسجن‭ ‬المشدد‮»‬‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭.‬

 

وأوضح‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬أنه‭ ‬ورد‭ ‬بالقرار‭ ‬أن‭ ‬المدعو‭ ‬علاء‭ ‬أحمد‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬عبدالفتاح،‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬اعتقاله‭ ‬تعسفيًا‭ ‬بتهم‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها،‭ ‬ولا‭ ‬يُسمح‭ ‬بزيارته‭ ‬إلا‭ ‬بشكل‭ ‬متقطع‭ ‬وإثر‭ ‬ضغوط‭ ‬دولية؛‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬المذكور‭ ‬ليس‭ ‬معتقلًا‭ ‬تعسفيًا‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬محكوم‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬بالحبس‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬لثبوت‭ ‬ارتكابه‭ ‬جريمة‭ ‬جنائية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬رقم‭ (‬1228‭) ‬لسنة‭ ‬2021،‭ ‬حيث‭ ‬تمت‭ ‬محاكمته‭ ‬في‭ ‬محاكمة‭ ‬عادلة‭ ‬كفلت‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬الدفاع‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬ضمانات‭ ‬التقاضي،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬السماح‭  ‬له‭ ‬بلقاء‭ ‬عائلته‭ ‬وذويه‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم‭.‬

 

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تعذيب‭ ‬المدعو‭ ‬أيمن‭ ‬هدهود‭ ‬حتى‭ ‬الموت،‭ ‬والذي‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬5‭/‬3‭/‬2022،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬إجراء‭ ‬أي‭ ‬تشريح‭ ‬مستقل‭ ‬للجثة‭ ‬أو‭ ‬إجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬موثوق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المصرية؛‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المصرية،‭ ‬بوصفها‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية،‭ ‬قد‭ ‬حققت‭ ‬الواقعة‭ ‬وأصدرت‭ ‬بيانًا‭  ‬واضحًا‭ ‬بشأنها‭ ‬أشارت‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬انتفاء‭ ‬الشبهة‭ ‬الجنائية‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬المذكور،‭ ‬وأنها‭ ‬أجرت‭ ‬الصفة‭ ‬التشريحية‭ ‬على‭ ‬جثمانه‭ ‬بمعرفة‭ ‬مصلحة‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي،‭ ‬والتي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭ ‬هي‭ ‬حالة‭ ‬مرضية‭ ‬مزمنة‭ ‬بالقلب،‭ ‬وخلو‭ ‬جسده‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬آثار‭ ‬إصابة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬العنف‭.‬

 

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬تضمن‭ ‬حث‭ ‬السلطات‭ ‬المصرية‭ ‬للإفراج‭ ‬الفوري‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬اعتقالهم‭ ‬ظلمًا؛‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المواطنين‭ ‬إما‭ ‬مقيدو‭ ‬الحرية‭ ‬تنفيذًا‭ ‬لأحكام‭ ‬قضائية‭ ‬صدرت‭ ‬من‭ ‬المحاكم‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬محاكمات‭ ‬منصفة،‭ ‬أو‭ ‬محبوسون‭ ‬احتياطيًا‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬تحقيقات‭ ‬تجريها‭ ‬جهات‭ ‬التحقيق،‭ ‬وذلك‭ ‬كله‭ ‬وفق‭ ‬قوانين‭ ‬إجرائية‭ ‬جنائية‭ ‬متعارف‭ ‬عليها‭ ‬دوليًا‭. ‬

 

وقد‭ ‬تلاحظ‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬مساس‭ ‬القرار‭ ‬بشكل‭ ‬سافر‭ ‬باستقلال‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬والقضاء‭ ‬المصري،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬إخلالًا‭  ‬بضمانات‭ ‬استقلال‭ ‬القضاء‭ ‬وفق‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية؛‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬المجلس‭ ‬يندد‭ ‬بأشد‭ ‬العبارات‭ ‬محاولة‭ ‬المساس‭ ‬بالسلطة‭ ‬القضائية‭ ‬المصرية،‭ ‬تلك‭ ‬السلطة‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬رفضت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخها‭ ‬أى‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬شئونها‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬داخلية‭ ‬أوخارجية‭.‬

 

كما‭ ‬تلاحظ‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬عدم‭ ‬إحاطة‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬بمستجدات‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬تغافله‭ ‬المقصود‭ ‬لها،‭ ‬لأسباب‭ ‬غير‭ ‬مفهومة،‭ ‬فمن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬أصدرت‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬واعدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تطبيقها‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬وسلطات‭ ‬الدولة‭ ‬بعناية‭ ‬كاملة،‭ ‬ورصدت‭ ‬الدولة‭ ‬لها‭ ‬جميع‭ ‬الإمكانيات‭ ‬اللازمة‭ ‬لوضعها‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ملتزمه‭ ‬بتعهداتها‭ ‬تجاه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬ملف‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬سلطات‭ ‬الدولة‭ ‬ملتزمة‭ ‬بتطبيق‭ ‬المواد‭ ‬المصدق‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬العهدين‭ ‬الدوليين‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والمدنية‭ ‬والسياسية‭.‬

 

كما‭ ‬تلاحظ‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬من‭ ‬قراءته‭ ‬للقرار‭ ‬أنه‭ ‬أغفل‭ ‬عن‭ ‬عمد‭ ‬الإشادة‭ ‬أو‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بذلته‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬لإنجاح‭ ‬المؤتمر‭ ‬السابع‭ ‬والعشرين‭ ‬للأطراف‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‭ ‬بشأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬المنعقد‭ ‬في‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬حاول‭ ‬الانتقاص‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬وقائع‭ ‬مغلوطة‭ ‬عن‭ ‬تضييق‭ ‬السلطات‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬ممثلي‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المصري‭ ‬أثناء‭ ‬المؤتمر‭.‬

 

ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬يُعرب‭ ‬عن‭ ‬استيائه‭ ‬البالغ‭ ‬إزاء‭ ‬الاستهداف‭ ‬المكثف‭ ‬الذي‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬استغلالًا‭ ‬لاستضافتها‭ ‬لقمة‭ ‬المناخ‭ (‬كوب‭ ‬27‭)‬،‭ ‬وأنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬أثبتت‭ ‬مصر‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬ذلك‭ ‬الحدث‭ ‬العالمي‭ ‬الكبير‭ ‬وتنظيمه‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى،‭ ‬والذي‭ ‬شهد‭ ‬مشاركة‭ ‬واسعة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬وخرج‭ ‬بنتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬احتياجات‭ ‬ومطالب‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭.‬

 

ولذلك،‭ ‬فإن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬يُذكر‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬الأجدر‭ ‬به‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬الرصد‭ ‬المتزايد،‭ ‬وفق‭ ‬معلومات‭ ‬غير‭ ‬موثقة،‭ ‬لحالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬أنظاره‭ ‬صوب‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تجابهها‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬للارتقاء‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬صارخة‭ ‬لتلك‭ ‬الحقوق،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭: ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المهاجرون‭ ‬واللاجئون‭ ‬والأقليات‭ ‬العرقية،‭ ‬العنصرية‭ ‬الممنهجة‭ ‬ضد‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬تنامي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬المقلقة‭ ‬والتي‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬وسلم‭ ‬المجتمع‭ ‬كالإسلاموفوبيا،‭ ‬وخطاب‭ ‬الحض‭ ‬على‭ ‬الكراهية،‭ ‬والعنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬والجرائم‭ ‬التي‭ ‬ترتكب‭ ‬ضد‭ ‬القُصر،‭ ‬وعنف‭ ‬الشوارع‭.‬

 

 

 

إن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬حريص‭- ‬كل‭ ‬الحرص‭- ‬على‭ ‬مد‭ ‬أواصر‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬كافة،‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأوروبيون،‭ ‬متفهمًا‭ ‬رغبة‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬الإعراب‭ ‬عن‭ ‬اهتمامها‭ ‬بالشأن‭ ‬الداخلي‭ ‬المصري‭ ‬لما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬ثقل‭ ‬سياسي،‭ ‬لاسيَّما‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬ركيزة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتعاون‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬الإملاء‭ ‬والرصد‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭.‬

 

وأكد‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬أن‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمنظومة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بمصر‭ ‬باتت‭ ‬هدفًا‭ ‬وطنيًا،‭ ‬منبته‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطن‭ ‬المصري،‭ ‬وتلبية‭ ‬تطلعاته‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬وصون‭ ‬حقوقه‭ ‬وحرياته،‭ ‬حيث‭ ‬تتضافر‭ ‬جهود‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬المعنية‭ ‬لتحقيقه،‭ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬تُجريه‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬وطني‭ ‬يشمل‭ ‬جميع‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬والمدنية‭ ‬باختلاف‭ ‬انتماءاتها‭ ‬وأيديولوجياتها،‭ ‬ووضعها‭ ‬إطارًا‭ ‬مؤسسيًا‭  ‬لممارسة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لحقه‭ ‬الدستوري‭ ‬في‭ ‬العفو‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬ببعض‭ ‬العقوبات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬لجنة‭ ‬العفو‭ ‬الرئاسي،‭ ‬والتي‭ ‬تمارس‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬العلانية‭ ‬والشفافية،‭ ‬ينضويان‭ ‬على‭ ‬دلالة‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬رغبة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬مسارات‭- ‬تتفق‭ ‬عليها‭ ‬قوى‭ ‬الشعب‭- ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬لا‭ ‬سيَّما‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالحقوق‭ ‬والحريات؛‭ ‬بغية‭ ‬نقل‭ ‬السياسات‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬مسار‭ ‬جديد‭ ‬يُلبى‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭. ‬وإن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬لن‭ ‬يألو‭ ‬جهدًا‭ ‬نحو‭ ‬بلوغ‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سن‭- ‬أو‭ ‬تعديل‭- ‬التشريعات‭ ‬اللازمة‭ ‬لذلك،‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬أدواره‭ ‬الرقابية‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬المعنية،‭ ‬وذلك‭ ‬كله‭ ‬دون‭ ‬حاجة‭ ‬لأوصياء‭ ‬غير‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬بحسبانه‭ ‬مصدر‭ ‬السلطات‭.‬قال‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬إنه‭ ‬طالع‭ ‬القرار‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬بشأن‭ ‬حالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬والذي‭ ‬بُني‭ ‬على‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬المُغالطات‭ ‬والادعاءات‭ ‬الباطلة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬للواقع‭ ‬بصلة،‭ ‬ولا‭ ‬يعكس‭ ‬سوى‭ ‬نظرة‭ ‬متحيزة‭ ‬غير‭ ‬موضوعية‭ ‬إزاء‭ ‬حقيقة‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬مصر‭. ‬

 

وأعرب‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ ‬رفضه‭ ‬واستيائه‭ ‬الكامل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬مُخيبًا‭ ‬للآمال،‭ ‬ومدللًا‭ ‬على‭ ‬إصرارالبرلمان‭ ‬الأوروبي‭- ‬غير‭ ‬المُبرر‭- ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬نهجه‭ ‬الاستعلائي‭ ‬والوصائي‭ ‬تجاه‭ ‬مصر،‭ ‬إذ‭ ‬نصَّب‭ ‬نفسه‭- ‬استنادًا‭  ‬إلى‭ ‬وقائع‭ ‬كاذبة‭- ‬حكمًا‭  ‬وقيّمًا‭ ‬على‭ ‬تطورات‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬تدخلًا‭  ‬صارخًا‭ ‬في‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭ ‬لدولة‭ ‬تتمتع‭ ‬بالسيادة،‭ ‬بالمخالفة‭ ‬لمواثيق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزه‭ ‬أو‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬عنه؛‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬مرفوض‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلًا‭.‬

 

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭  ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬لديه‭ ‬القدرة‭ ‬الكاملة‭ ‬والحقيقية؛‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بالقرار‭ ‬المشار‭ ‬إليه،‭ ‬والذى‭ ‬لا‭ ‬يتسم‭ ‬جميعه‭- ‬أبدًا‭- ‬بالمصداقية‭ ‬أو‭ ‬الحيادية،‭ ‬وانتهاجه‭ ‬سياسة‭ ‬الوصم‭ ‬والتشهير‭ ‬غير‭ ‬البناءة‭ ‬والمرفوضة‭ ‬والتي‭ ‬ثبت‭ ‬فشلها‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬صدوره‭ ‬دون‭ ‬استجلاء‭ ‬رأي‭ ‬البرلمان‭ ‬المصري‭- ‬وهو‭ ‬حق‭ ‬كامل‭ ‬له‭ - ‬فيما‭ ‬ورد‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ادعاءات‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصحة،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تستوجب‭ ‬الالتفات‭ ‬لها؛‭ ‬فهي‭ ‬محض‭ ‬أحاديث‭ ‬مُرسَلة‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬معلومات‭ ‬غير‭ ‬دقيقة،‭ ‬تعبّر‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬توجُّه‭ ‬سياسي‭ ‬غير‭ ‬محمود،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ضمير‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬يستوجب‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بالقرار؛‭ ‬لأن‭ ‬فيه‭ ‬إجلاءً‭ ‬للحقيقة‭ ‬وبيانًا‭ ‬للأمر،‭ ‬فبالأخص‭ ‬قد‭ ‬ورد‭ ‬بالقرار‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬مطبقة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬وحتى‭ ‬الآن؛‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬تم‭ ‬إيقاف‭ ‬العمل‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬تجديدها‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭.‬

 

وقال‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬إن‭ ‬القرار‭ ‬تناول‭ ‬تنفيذ‭ ‬مصر‭ ‬عقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬بحق‭ ‬الأطفال؛‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬يجافي‭ ‬الواقع‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تصديقه،‭ ‬فالتشريع‭ ‬المصري‭ ‬بموجب‭ ‬قانون‭ ‬الطفل‭ ‬يحظر‭ ‬حظرًا‭ ‬مطلقًا‭ ‬توقيع‭ ‬عقوبات‭ ‬‮«‬الإعدام،‭ ‬والسجن‭ ‬المؤبد،‭ ‬والسجن‭ ‬المشدد‮»‬‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭.‬

 

وأوضح‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬أنه‭ ‬ورد‭ ‬بالقرار‭ ‬أن‭ ‬المدعو‭ ‬علاء‭ ‬أحمد‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬عبدالفتاح،‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬اعتقاله‭ ‬تعسفيًا‭ ‬بتهم‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها،‭ ‬ولا‭ ‬يُسمح‭ ‬بزيارته‭ ‬إلا‭ ‬بشكل‭ ‬متقطع‭ ‬وإثر‭ ‬ضغوط‭ ‬دولية؛‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬المذكور‭ ‬ليس‭ ‬معتقلًا‭ ‬تعسفيًا‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬محكوم‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬بالحبس‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬لثبوت‭ ‬ارتكابه‭ ‬جريمة‭ ‬جنائية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬رقم‭ (‬1228‭) ‬لسنة‭ ‬2021،‭ ‬حيث‭ ‬تمت‭ ‬محاكمته‭ ‬في‭ ‬محاكمة‭ ‬عادلة‭ ‬كفلت‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬الدفاع‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬ضمانات‭ ‬التقاضي،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬السماح‭  ‬له‭ ‬بلقاء‭ ‬عائلته‭ ‬وذويه‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم‭.‬

 

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تعذيب‭ ‬المدعو‭ ‬أيمن‭ ‬هدهود‭ ‬حتى‭ ‬الموت،‭ ‬والذي‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬5‭/‬3‭/‬2022،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬إجراء‭ ‬أي‭ ‬تشريح‭ ‬مستقل‭ ‬للجثة‭ ‬أو‭ ‬إجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬موثوق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المصرية؛‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المصرية،‭ ‬بوصفها‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية،‭ ‬قد‭ ‬حققت‭ ‬الواقعة‭ ‬وأصدرت‭ ‬بيانًا‭  ‬واضحًا‭ ‬بشأنها‭ ‬أشارت‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬انتفاء‭ ‬الشبهة‭ ‬الجنائية‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬المذكور،‭ ‬وأنها‭ ‬أجرت‭ ‬الصفة‭ ‬التشريحية‭ ‬على‭ ‬جثمانه‭ ‬بمعرفة‭ ‬مصلحة‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي،‭ ‬والتي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭ ‬هي‭ ‬حالة‭ ‬مرضية‭ ‬مزمنة‭ ‬بالقلب،‭ ‬وخلو‭ ‬جسده‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬آثار‭ ‬إصابة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬العنف‭.‬

 

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬تضمن‭ ‬حث‭ ‬السلطات‭ ‬المصرية‭ ‬للإفراج‭ ‬الفوري‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬اعتقالهم‭ ‬ظلمًا؛‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المواطنين‭ ‬إما‭ ‬مقيدو‭ ‬الحرية‭ ‬تنفيذًا‭ ‬لأحكام‭ ‬قضائية‭ ‬صدرت‭ ‬من‭ ‬المحاكم‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬محاكمات‭ ‬منصفة،‭ ‬أو‭ ‬محبوسون‭ ‬احتياطيًا‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬تحقيقات‭ ‬تجريها‭ ‬جهات‭ ‬التحقيق،‭ ‬وذلك‭ ‬كله‭ ‬وفق‭ ‬قوانين‭ ‬إجرائية‭ ‬جنائية‭ ‬متعارف‭ ‬عليها‭ ‬دوليًا‭. ‬

 

وقد‭ ‬تلاحظ‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬مساس‭ ‬القرار‭ ‬بشكل‭ ‬سافر‭ ‬باستقلال‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬والقضاء‭ ‬المصري،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬إخلالًا‭  ‬بضمانات‭ ‬استقلال‭ ‬القضاء‭ ‬وفق‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية؛‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬المجلس‭ ‬يندد‭ ‬بأشد‭ ‬العبارات‭ ‬محاولة‭ ‬المساس‭ ‬بالسلطة‭ ‬القضائية‭ ‬المصرية،‭ ‬تلك‭ ‬السلطة‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬رفضت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخها‭ ‬أى‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬شئونها‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬داخلية‭ ‬أوخارجية‭.‬

 

كما‭ ‬تلاحظ‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬عدم‭ ‬إحاطة‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬بمستجدات‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬تغافله‭ ‬المقصود‭ ‬لها،‭ ‬لأسباب‭ ‬غير‭ ‬مفهومة،‭ ‬فمن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬أصدرت‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬واعدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تطبيقها‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬وسلطات‭ ‬الدولة‭ ‬بعناية‭ ‬كاملة،‭ ‬ورصدت‭ ‬الدولة‭ ‬لها‭ ‬جميع‭ ‬الإمكانيات‭ ‬اللازمة‭ ‬لوضعها‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ملتزمه‭ ‬بتعهداتها‭ ‬تجاه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬ملف‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬سلطات‭ ‬الدولة‭ ‬ملتزمة‭ ‬بتطبيق‭ ‬المواد‭ ‬المصدق‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬العهدين‭ ‬الدوليين‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والمدنية‭ ‬والسياسية‭.‬

 

كما‭ ‬تلاحظ‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬من‭ ‬قراءته‭ ‬للقرار‭ ‬أنه‭ ‬أغفل‭ ‬عن‭ ‬عمد‭ ‬الإشادة‭ ‬أو‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بذلته‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬لإنجاح‭ ‬المؤتمر‭ ‬السابع‭ ‬والعشرين‭ ‬للأطراف‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‭ ‬بشأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬المنعقد‭ ‬في‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬حاول‭ ‬الانتقاص‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬وقائع‭ ‬مغلوطة‭ ‬عن‭ ‬تضييق‭ ‬السلطات‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬ممثلي‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المصري‭ ‬أثناء‭ ‬المؤتمر‭.‬

 

ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬يُعرب‭ ‬عن‭ ‬استيائه‭ ‬البالغ‭ ‬إزاء‭ ‬الاستهداف‭ ‬المكثف‭ ‬الذي‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬استغلالًا‭ ‬لاستضافتها‭ ‬لقمة‭ ‬المناخ‭ (‬كوب‭ ‬27‭)‬،‭ ‬وأنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬أثبتت‭ ‬مصر‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬ذلك‭ ‬الحدث‭ ‬العالمي‭ ‬الكبير‭ ‬وتنظيمه‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى،‭ ‬والذي‭ ‬شهد‭ ‬مشاركة‭ ‬واسعة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬وخرج‭ ‬بنتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬احتياجات‭ ‬ومطالب‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭.‬

 

ولذلك،‭ ‬فإن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬يُذكر‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬الأجدر‭ ‬به‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬الرصد‭ ‬المتزايد،‭ ‬وفق‭ ‬معلومات‭ ‬غير‭ ‬موثقة،‭ ‬لحالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬أنظاره‭ ‬صوب‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تجابهها‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬للارتقاء‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬صارخة‭ ‬لتلك‭ ‬الحقوق،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭: ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المهاجرون‭ ‬واللاجئون‭ ‬والأقليات‭ ‬العرقية،‭ ‬العنصرية‭ ‬الممنهجة‭ ‬ضد‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬تنامي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬المقلقة‭ ‬والتي‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬وسلم‭ ‬المجتمع‭ ‬كالإسلاموفوبيا،‭ ‬وخطاب‭ ‬الحض‭ ‬على‭ ‬الكراهية،‭ ‬والعنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬والجرائم‭ ‬التي‭ ‬ترتكب‭ ‬ضد‭ ‬القُصر،‭ ‬وعنف‭ ‬الشوارع‭.‬

 

 

 

إن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬حريص‭- ‬كل‭ ‬الحرص‭- ‬على‭ ‬مد‭ ‬أواصر‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬كافة،‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأوروبيون،‭ ‬متفهمًا‭ ‬رغبة‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬الإعراب‭ ‬عن‭ ‬اهتمامها‭ ‬بالشأن‭ ‬الداخلي‭ ‬المصري‭ ‬لما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬ثقل‭ ‬سياسي،‭ ‬لاسيَّما‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬ركيزة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتعاون‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬الإملاء‭ ‬والرصد‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭.‬

 

وأكد‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬أن‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمنظومة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بمصر‭ ‬باتت‭ ‬هدفًا‭ ‬وطنيًا،‭ ‬منبته‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطن‭ ‬المصري،‭ ‬وتلبية‭ ‬تطلعاته‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬وصون‭ ‬حقوقه‭ ‬وحرياته،‭ ‬حيث‭ ‬تتضافر‭ ‬جهود‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬المعنية‭ ‬لتحقيقه،‭ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬تُجريه‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬وطني‭ ‬يشمل‭ ‬جميع‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬والمدنية‭ ‬باختلاف‭ ‬انتماءاتها‭ ‬وأيديولوجياتها،‭ ‬ووضعها‭ ‬إطارًا‭ ‬مؤسسيًا‭  ‬لممارسة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لحقه‭ ‬الدستوري‭ ‬في‭ ‬العفو‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬ببعض‭ ‬العقوبات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬لجنة‭ ‬العفو‭ ‬الرئاسي،‭ ‬والتي‭ ‬تمارس‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬العلانية‭ ‬والشفافية،‭ ‬ينضويان‭ ‬على‭ ‬دلالة‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬رغبة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬مسارات‭- ‬تتفق‭ ‬عليها‭ ‬قوى‭ ‬الشعب‭- ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬لا‭ ‬سيَّما‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالحقوق‭ ‬والحريات؛‭ ‬بغية‭ ‬نقل‭ ‬السياسات‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬مسار‭ ‬جديد‭ ‬يُلبى‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭. ‬وإن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬لن‭ ‬يألو‭ ‬جهدًا‭ ‬نحو‭ ‬بلوغ‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سن‭- ‬أو‭ ‬تعديل‭- ‬التشريعات‭ ‬اللازمة‭ ‬لذلك،‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬أدواره‭ ‬الرقابية‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬المعنية،‭ ‬وذلك‭ ‬كله‭ ‬دون‭ ‬حاجة‭ ‬لأوصياء‭ ‬غير‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬بحسبانه‭ ‬مصدر‭ ‬السلطات‭.‬