رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد بيع مشروبات الطاقة الضارة.. من الرقيب على «كانتين المدارس»؟

مشروبات الطاقة
مشروبات الطاقة

"إزاي يتباع في كانتين المدرسة مشروب الطاقة اللي المفروض للكبار بس وخطر جدًا على الأطفال" بهذه الكلمات وغيرها اشتكى عدد من أولياء الأمور من بيع مشروبات الطاقة داخل "كانتين" المدارس للأطفال، في الوقت الذي تحذر فيه وزارة الصحة من خطورة هذه المشروبات بشكل عام، وبالأخص خطورتها على الأطفال، ليتساءل أولياء الأمور مع ذلك الوضع عن المسئول عن "كانتين" المدرسة، وما يباع داخله لأطفالهم.

مصدر رفض ذكر اسمه، قال في حديثه لـ"الدستور" إن "كانتين" المدرسة من المفترض أن يقع تحت إشراف ومتابعة وحدة المدرسة المنتجة فى الإدارة التعليمية التعاونية بالإدارة، وتابع بقوله إنه من المفترض كذلك أن تكون هناك لجنة تشكل على مستوى الإدارة لمتابعة الكناتين فى جميع مدارس الإدارة التعليمية، وتجتمع بصفة دورية أو بشكل طارئ في حال وجود ما يستجد من أمور تخص الكانتين المدرسي.

حسب المصدر أيضًا فإن أعضاء اللجنة تتكون من مندوب من الصحة المدرسية، والنشاط الطلابى ومختص فى التغذية والأخصائي الاجتماعي أو مدير المدرسة، وممثل من مجلس الآباء والأمناء والمعلمين، ولكن من ناحية أخرى أكد المصدر أنه كثيرًا ما يُباع داخل "الكناتين" أطعمة ومشروبات ممنوعة لتحقيق ربح سريع، مثل منتجات تحتوي على المواد الحافظة ومشروبات غازية غير الصحية وإندومي، وكذا مشروبات الطاقة التي يهرع إلى شرائها الأطفال باعتقاد أنها توفر لهم طاقة كبيرة لممارسة اللعب، وكذلك لرخص ثمنها في نفس الوقت.

وأكد المصدر أن المسئول عن دخول تلك المواد المدرسة فى المقام الأول هو إدارة المدرسة، مُشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في أن مدير المدرسة والسكرتير والأخصائي الاجتماعي ومسئول الزراعة والنشاط في العادة هم من يكن لهم نسبة من ربح "الكانتين"، وهو ما يؤدي غالبًا إلى وجود صراع بينهم مُشيرًا إلى أن الغلبة فيه فقط لتحقيق الأرباح وليس لصالح الطلبة.

ونبه المسئول لذلك على ضرورة إحكام الرقابة على "كانتين" المدارس حفاظًا على صحة أطفالنا.

"بعد كدة لما نلاقي الأطفال بتضرب بعض ومهايبرين ما نسألش إيه السبب؟" تقول نوال أحمد، ولية أمر أحد الطلبة، موضحة خطورة مشروبات الطاقة على الأطفال، إذ أنها مخصصة فقط لمن هم فوق الـ 18 عامًا، فهي تسبب للأطفال "هايبره" زائدة، مما تجعلهم يتصرفون بشكل غير واع، وبصورة عنيفة تضر بهم وتضر بمن حولهم، وتنتهي بهم إلى كوارث.

وتابعت ولية الأمر قائلة: “أين إدارات المدارس من بيع هذه السموم لأطفالنا، ومن المستفيد في حال ضرر الأطفال إلى الحد الذي قد يهدد حياتهم ويسبب الحسرة الأبدية على أبنائهم وفلذات أكبادهم”.

وقد تداول منشور لإدارة عابدين التعليمية خاطبت فيه المدارس التابعة لها، وجاء فيه "تلاحظ في عدد كبير من فصول المدارس، قيام الطلاب بشراء مشروب من مشروبات الطاقة المخصصة لمَن هم فوق الـ18 عامًا، والممنوعة على الأطفال؛ لتسببها في زيادة ضربات القلب والوفاة المفاجئة".

كما أشارت إدارة عابدين إلى أن هذا المشروب تبين أنه تم بيعه خارج المدارس، ويتناوله الطلاب أكثر من مرة في اليوم، ما قد يؤدي إلى حدوث مشكلات صحية خطيرة.

ونبهت الإدارة على مديري المدارس ضرورة متابعة الطلاب في المدارس، وإبلاغ أولياء الأمور بمتابعة أبنائهم ومتابعة ما تم شراؤه من خارج المدارس، والتنبيه المستمر عليهم بعدم شراء ما يضرهم؛ خصوصًا بالمرحلتَين الابتدائية والإعدادية.

وأكد شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، وجه كل المديريات التعليمية، خلال لقائه مديري المديريات، بمراجعة كل منافذ بيع منتجات المشروبات والحلوى للطلاب في مختلف المدارس.

وشدد “زلطة” على أن الوزارة حريصة على منع بيع المنتجات مجهولة المصدر والتي تمثل خطرًا على صحة الطلاب، مضيفًا أنه سيتم إصدار كتاب دوري بتوجيهات الوزير ذات الصلة لكل المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية.

كما أصدرت وزارة التربية والتعليم، تحذيرات خلال الساعات الماضية من المنتجات مجهولة المصدر، والتي تضر بصحة الطلاب، وذلك بعد تداول تحذيرات من مديريات التربية والتعليم من مشروبات الطاقة التي تؤدي لأضرار خطيرة بصحة الطلاب، خاصة الأقل من 18 عاما.

مشروبات الطاقة

ومشروبات الطاقة هي جميعًا مشروبات تستهدف رفع مستويات النشاط الذهني والجسدي من خلال مكوناتها التي تحتوي على العديد من المواد من أبرزها الكافيين، وتتعدد العلامات التجارية المنتجة لمشروبات الطاقة.

وتعد بين أبرز المواد التي تدخل في صناعة مشروبات الطاقة هي مادة التورين، والتي رغم فوائدها الصحية إلا أن ضمها مع الكافيين في منتج واحد لا يزال يحتاج للمزيد من الدراسات لمعرفة آثارها.

وتحتوي مشروبات الطاقة كذلك على كميات كبيرة من الكافيين والسكريات، وذلك بكميات أكثر من الحدود الموصى بها يوميًا، وهو ما يعمل على ارتفاع معدل نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم كما يؤدي إلى زيادة الشعور بالأرق والقلق، بالإضافة إلى أن كميات السكر الكبيرة في تلك المشروبات تؤدي إلى زيادة عدد السعرات الحرارية غير المرغوب فيها بالجسم، كما أنها تفتقر لأية قيمة غذائية للطفل.

وكان قد قدر المركز الوطني للتكميلية والتكاملية بالولايات المتحدة الأمريكية، الفئات الأكثر تناولا لمشروبات الطاقة بأنها بين عمر 18 حتى 34 عامًا، وأن نحو ثلثي الأطفال والمراهقين من 12 -17 عامًا يتناولون تلك المشروبات بانتظام.

وفي دراسة سابقة نشرتها المجلة الطبية البريطانية، حذر الباحثون من ارتباط الاستهلاك المتكرر لمشروبات الطاقة بمعدل 5 علب أو أكثر أسبوعيا بضعف الصحة العقلية والبدنية، وأكدت الدراسة أن من يتناولون تلك المشروبات من الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالصداع وأيضا مشاكل النوم والاستبعاد من الدراسة.

أضرارها

وقد أوضح الدكتور محمود الحسيني استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد، أن مشروبات الطاقة تتسبب في زيادة في سرعة نبضات القلب والتوتر والقلق والأرق، كما تؤدي إلى أن هذه المشكلات تزداد خطورة بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة.

أما عن خطورة هذه المشروبات على الأطفال، أوضح أنها تؤدي إلى حدوث قيء وغثيان، وتابع أنه لا يوصى للأطفال أو البالغين بشرب هذه النوعية من المشروبات لأنها لا تحتوي على فائدة صحية أو غذائية.

كما نصح بتقليل شربها لأنها قد تؤدي لمشكلات القلب والضغط والإكثار من المشروبات الصحية المفيدة مثل العصائر الطازجة وكذلك شرب كميات كافية من المياه بما لا يقل عن 2 لتر يوميا.