رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهندية إيلسى جابرييل: نحتاج إضافة أزمة المناخ إلى المناهج الدراسية

الهندية إيلسى جابرييل
الهندية إيلسى جابرييل

 

شددت الهندية إيلسى جابرييل، المنسق الوطنى لمشروع المحيطات للواقع المناخى فى الهند، مؤسسة أعمال منظمة «برنامج علماء البيئة الشباب»، على أهمية زيادة مشاركة الطلاب والشباب والنساء فى مواجهة أزمة تغير المناخ.

ونبهت العضو فى منظمة «سيدات من أجل المناخ» للعمل المناخى فى ولاية «ماهاراشترا» الهندية، إحدى المشاركات فى فعاليات قمة المناخ الجارية، حاليًا، فى مدينة شرم الشيخ، إلى ضرورة التركيز على أزمة التغيرات المناخية وإضافتها فى المناهج الدراسية بمختلف دول العالم.

■ ما الذى يتضمنه جدول أعمال منظمة «برنامج علماء البيئة الشباب» فى «COP 27»؟

- بصفتى الرئيس المؤسس لـ«برنامج علماء البيئة الشباب»، أحث قادة العالم على المضى قدمًا فى المبادرات لبناء مستقبل أكثر شمولًا واستدامة.

وجدول أعمالنا هو الضغط من أجل زيادة مشاركة الطلاب والشباب والنساء فى مواجهة أزمة المناخ، وإدخال تغير المناخ ومخاطره فى المناهج الدراسية، فإذا أردنا إدخال دماء شابة فى ابتكارات وحلول الأزمة، يجب أن نبدأ فى المدارس والكليات.

وتلعب النساء دورًا رئيسيًا فى كل مجالات الحياة، لذا نستهدف تعزيز قدرات نساء المجتمع فيما يتعلق بمكافحة تغير المناخ، سواء كان ذلك فى القرى أو المدن.

ونحن بحاجة لتحويل التعهدات إلى تدريب ودعم خلال «COP 27»، وإذا أردنا الوصول إلى أهداف طموحة، وعلى رأسها «صفر انبعاثات كربونية» بحلول ٢٠٥٠، يجب أن يحصل الشباب والمرأة على نصيب كبير من مخرجات المؤتمر، أو على الأقل فرص متساوية مع باقى فئات المجتمع.

■ ما النتائج التى ترغبون فى أن يخرج بها «COP 27» على ضوء جدول الأعمال هذا؟

- تعهدت الدول المتقدمة بتقديم ١٠٠ مليار دولار سنويًا للدول الفقيرة، بحلول عام ٢٠٢٠، لكن ذلك لم يتحقق، واعترفت هذه الدول بأنها فشلت فى توفير وتقديم هذه الأموال، خلال فعاليات قمة «COP 26» فى جلاسكو عام ٢٠٢١.

لذلك يجب على الدول أن تتفاوض بشكل أقوى وأقوى من ذى قبل، والاتفاق على هذه الموارد المالية المناخية سيُظهر ما إذا كان لدى الأمم المتحدة أى نية لتنفيذ ما يجتمع المشاركون فى مؤتمر الأطراف معًا من أجله أم لا.

إنه أمر مثير للشفقة، أن الدول الجزرية الصغيرة والمجتمعات الساحلية تحملت بشكل غير متناسب العبء الثقيل لأزمة المناخ، وهى- بشكل غير عادل- موجودة على الخطوط الأمامية لهذه الحالة الطارئة، كما تتحمل العبء الأكبر من التأثيرات الجسيمة والأكثر خطورة، على الرغم من أنها تساهم بأقل من ١٪ من انبعاثات الكربون العالمية.

ومن المهم خلال «COP 27» أن نشرك الدول المحيطية الأصلية، ونستوعب جهودها، بالإضافة إلى سد الفجوة فى مكافحة تغير المناخ، وإشراك المجتمعات والعلماء والمواطنين، والاستفادة من جميع شرائح مشاركة المجتمع لدينا، لأن هذه حالة طوارئ مناخية.

ويجب أن يلتزم «COP 27» بتمويل وتعزيز قيادة العمل المناخى للمرأة، التى تعد جزءًا لا يتجزأ من تغير المناخ والوعى والعمل الحكومى، ويجب أن تحصل قيادات المناخ على مستوى العالم على مزيد من التدريب والمساعدات المالية فى كل الدول.

■ هل هناك أهداف خاصة تنتظرها الهند من مؤتمر شرم الشيخ؟

- بالتأكيد تمويل المناخ للتكيف والتخفيف، فى ظل أن الهند تتحمل الكثير من الكوارث المناخية، ومحاطة بالمحيطات فى كل مكان لكونها شبه جزيرة، ولديها الكثير من المناطق الساحلية والنظم الإيكولوجية البحرية المهددة، لذا فإن المساعدة المالية مطلوبة فى حالات الكوارث والنكبات المناخية.

ويجب على الهند أن تدفع بمطالبها بشأن الخسائر والأضرار الناجمة عن هذه الكوارث المناخية، مع ضبط حصص التمويل، فى ظل أن جميع البلدان لا تتأثر بشكل متساوٍ بالتغير المناخى سنويًا، والبلدان النامية بحاجة للوصول إلى أموال أقوى من أى وقت مضى من أجل تمويل أزمة المناخ.

وفى هذا الإطار أطلقت الهند مبادرة «Mission LiFE»، التى تلهم المواطنين لفعل كل ما يمكن فى الحياة اليومية لحماية البيئة، فى ظل اعتقاد قوى أنه يمكن حماية البيئة من خلال إجراء تغييرات فى نمط حياتنا، وأن ذلك هدف قابل للتحقيق.

لدينا عدد هائل من السكان واقتصادات ضخمة، لذلك ستبحث الهند عن تعاون كبير للحصول على الدعم، وترى أنه من المهم الضغط من أجل تعزيز القدرات ونقل التكنولوجيا إلى البلدان النامية.

وستركز الهند على المساعدة التى تحتاجها بشدة، خاصة أن الهند معرضة للتأثر بتغير المناخ بشكل قوى، لذا تعتبر استبدال «الوقود الأحفورى» القضية الرئيسية فى البلاد، وستتفاوض بالتأكيد على «انتقالات عادلة» على أقل تقدير، لأن التغيير الكبير لن يأتى بسهولة وبشكل سريع.

وتفتخر الهند بأن الوعى الهائل بين المجتمعات الهندية قد ارتفع، وأن الزخم بدأ بالتأكيد من قبل المواطنين العاديين ومنظمات تغير المناخ، جنبًا إلى جنب مع المجتمعات العلمية.

■ كيف ترين خطر تغير المناخ فى الوقت الحاضر؟

- تستمر البلدان فى إطلاق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحرارى وانبعاثات ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى، وبالتالى فإن تغير المناخ سيستمر فى التدهور، ولن نستطيع احتواء ارتفاع درجات الحرارة عند المعدل المطلوب، إذا لم يلتزم جميع البلدان بهدف «صافى صفر انبعاثات» بحلول عام ٢٠٣٠.

وفى العام الماضى، خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP 26» فى جلاسكو، وافقت الدول جميعها على إعادة النظر فى خططها المناخية وتعزيزها، ومع ذلك، قيل إن أقل من نصف الدول البالغ عددها ١٩٣، قدمت خططًا محدثة إلى الأمم المتحدة.

يجب أن يكون «COP 27» أقل ضوضاء وتفاوضًا، فى مقابل مزيد من التنفيذ، حتى يكون اجتماعنا السنوى فى مؤتمر الأطراف أكبر قيمة وتأثيرًا.