رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العلاقات الوطنية ما بعد الانتخابات .


تشهد مصر فى هذه الأيام حراكا سياسيا غير مسبوق حتى فى القرى والكفور والنجوع والعزب ، وليس فى المدن وحدها كما كان من قبل .

هذا الحراك يشير الى اهتمام المواطنين بالسياسة والشأن العام . سيذهب المشاركون بإيجابية فى هذا الحراك الى صناديق الاقتراع يومى 26 ،27 من هذا الشهر ، مايو سنة 2014 . وكما فرح الشعب وهو يشارك فى الاستفتاء على الدستور ، وكما فرح المصريون فى الخارج وهم يصوتون فى انتخابات الرئاسة التى تمت قبل انتخابات الداخل ، سيفرح إن شاء الله المصريون وهم ذاهبون أو راجعون من لجان الانتخابات . سيرقصون رغم التهديدات . لن تعرقل التهديدات الجوفاء ولا السوداء ولا الفتاوى السياسية الشاذة المتخلفة عملية الانتخابات .

لم يعد أمام المصريين ترف النظر الى الاحلام ، ولكن الحلم سيتحقق على أرض الواقع ، بإختيار أحد الرجلين المرشحين بما فيهما من سمات وصفات ، وما لدى كل منهما من رؤية وسياسات واستراتيجيات وبرامج .

نذهب جميعا الى صناديق الانتخابات ، ونحن ندرك يقينا أننا أمة واحدة ، وأننا أخوة فى الوطن الواحد ، أكبر وطن فى العالم العربى بكثافته البشرية وحضارته العريقة . ندرك أن السيسى مواطن مخلص لوطنه ، وأن صباحى مواطن مخلص لوطنه . طبعا سيفوز أحد المرشحين والارادة الشعبية واضحة ، وكل يقرأ أحيانا كما يحب ويحلم . أتمنى أن يذهب من يفوز بالرئاسة الى المرشح الآخر ليؤكد له وحدة الصف ، والاشتراك فى خدمة الوطن ، وأن التنافس لا يجب أن يصل الى صراع أو كراهية . وأرى أيضا ، أن يذهب المرشح الذى لن يسعده الحظ فى كسب هذه المعركة الى المرشح الفائز ليهنئه بالفوز ، وليؤكد له أيضا على وحدة الصف ، وأن جميع المواطنين الذين شاركوا فى الانتخابات سيقفون فى المستقبل وراء الفائز لمصلحة الوطن ، وخصوصا فى التنمية والاستقرار ومواجهة الارهاب والعنف .

مصر تحتاج إلينا جميعا ، تحتاج الى من يصوت للسيسى ومن يصوت لصباحى . نحن اليوم فى هذه الانتخابات ، نختار أحد المرشحين ، ونوازن بين القوى والأقوى منهما ، وبين القادر والأقدر منهما ، وبين صاحب الخبرات الأطول ، والأصلح والأسهرعلى خدمة الوطن فى هذه المرحلة العصيبة من تاريخ مصر بعد ثورتين عظيمتين ، كان لكل من الرجلين إسهامه الواضح فيهما أو فى إحداهما على الأقل .

سنجد فى الأسرة الواحدة ، وفى القرية الواحدة ، وفى الحارة الواحدة ، أو الشارع الواحد ، من يصوت للسيسى ومن يصوت لصباحى ، وكلاهما سيجلسان على المقهى ليلا أو يتقابلان فى المسجد أو فى الكنيسة ينتظران نتيجة الانتخابات .سنجد فى الاتوبيس الواحد والمينى باص أو الميكروباص الواحد ، من إنتخب واحدا من الرجلين ، يجلسان الى جانب بعضهما ، وسيتحدثان فى المستقبل عن تقدم الوطن فى النواحى المختلفة .

أتمنى للمرشح الفائز كل خير فى خدمة الوطن ، وأدعو الله تعالى له ، أن يكون قادرا على حمل الأمانة ، وأن يسعى فى إعادة هيكلة الدولة لتسير الدولة الجديدة الى الامام ، بعد أن وقفت مكانها أو سارت للخلف عدة عقود .

كما أدعو الله تعالى ، أن يتمكن الفائز فى الانتخابات الرئاسية من الاستفادة من قدرات وامكانات وثروات هذا الوطن البشرية والمادية العظيمة ، وأن يحذر المنافقين والمخادعين ، ومن سرقوا أو زوَّروا أو عطلوا مصالح هذا الوطن ، وأن يستطيع الخروج من البيروقراطية واليأس ، الى الأمل والمستقبل الفسيح . دعونا نتهيأ الى الانتخابات ، ليدلى كل منا برأيه الحر الخالص لمصلحة الوطن العزيز مصر .

والله الموفق