رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحيي «الكاثوليكية» ذكراه.. من هو القديس لوقا الإنجيلي؟

كنيسة
كنيسة

تٌحيي الكنيسة الكاثوليكية بمصر، ذكري القديس لوقا الإنجيلي، إذ روي الأب وليـم عبـدالمسيح سعيـد – الفرنسيسكانـي، سيرته قائلاً: خرج القديس لوقا من أنطاكية عاصمة البلاد السوريّة. وكان طبيباً، ولم يكن يهوديّاً، بل كان يونانيّاً من عبدة الأوثان وانتحل لوقا الإيمان على أيدي التلاميذ الذين نزحوا من أورشليم، وأتوا أنطاكية وأخذوا يبشّرون باسم الله نحو سنة 35، أي عقب الاضطهاد الذي أثاره اليهود على الكنيسة فقتلوا أسطفانوس رجماً بالحجارة.

وتابع: لقيه بولس في سفرته الثانية في مدينة ترواس، فوجد فيه ضالته، وأحبّه، واتّخذه رفيقاً له وفي أواخر سفرة القديس بولس الثالثة يتقابل الرسولان معاً في فيلبي أيضاً، ومنذ ذلك الحين يعود لوقا إلى ملازمة بولس، وتعود صيغة المتكلّم في كتاب أعمال الرسل، وبقي لوقا برفقة الرسول بولس ربما حتى آخر أيام هذا الرسول العظيم. فعاد معه إلى أورشليم، ولبث بالقرب منه، في قيصريّة، مدّة سنتين، فكان يخدمه ويؤاسيه ويأتمر بأمره، ويكتب تاريخ أعماله بكل غيرة وتجرّد وتفانٍ.

وتابع: ثم أقلع معه إلى روما، لمّا ذهب بولس إليها مخفوراً، واحتمل معه شدائد الزوابع في البحر، وبقي بقربه في روما مدّة الأسرَين الأول والثاني إلاّ أن لوقا لم يُسجن مع بولس نظير أرسترُخس، بل بقي حرّاً طليقاً، وكان الخادم الأمين والصديق الوقيّ الحبيب.

وأضاف: أمّا عن بقيّة حياته فلا نعلم شيئاً، وهذا دليل كبير على ما اتّصف به ذلك الرسول الإنجيلي من الفضائل السامية، وأخصّها الغيرة الرسوليّة المقرونة بالتواضع العميق، فمع أنّه كتب الإنجيل الثالث، ووضع كتاب "أعمال الرسل"، وذكر ببعض الإسهاب ما حدث للرسول بولس في حياته الرسوليّة، قد أغضى عن ذكر نفسه، وسكت عن أعماله، حتى لقد ترك شيئاً من الشك يحوم حول شخصه ورسالته.

وتابع: وبعد استشهاد معلمه القديس بولس، أخذ يطوف البلدان الكثيرة، كما يقول القديس أبيفانيوس، مبشراً بإيمان المسيح الذي ردَّ كثيرين من الأمم، وبعد جهاده هذا المجيد رقد بالرب سنة 90 للميلاد.